صلاةُ السَّنابلِ
محمد الحريريبِليلٍ عن القنديلِ يسهو فتيلُهُ
حقائبُ يأسٍ خلفَ عمري أجرُّها
وأبعدُ من تصديقِ فِنجانِ قهوةٍ
على حاجزِ التَّفتيشِ عيناي تهمةٌ
وما كنتُ ذا سُكْرٍ يغطِّي كثيرُهُ
قُبيلَ انفصامِ الماءِ عن صدرِ غيمةٍ
قريباً من الطُّوْفانِ مرَّتْ قصيدةٌ
شرودٌ على إيقاعِ نهرٍ معرَّضٍ
أبي عاشَ فلَّاحاً، وكانت هَويَّتي
أنا ابنُ فلَّاحٍ، وعمري قصيدةٌ
أبي ناهزَ الزَّيتونَ حقلاً؛ وما انحنى
على وَجههِ القمحيِّ ترتاحُ قِبلَةٌ
يُصلّي على مِحراثِهِ ألفُ مِنْجَلٍ
ولولا وقوعُ الحلمِ في قبضةِ الدُّجى
* * *
لِينأى عن التَّأجيلِ حلمي وضعتُهُ
جُنوني ضَبابيٌّ، كأنِّي اشتريتُهُ
لديَّ اتهامٌ ضدَّ عقلٍ ورثتُهُ
وما كنتُ أهوى لعبةٓ الحَربِ، أو لها
على جسدي صلَّتْ غياباً أصابعي
أرى أنَّ لي في ذمَّةِ البحرِ زورقًا
* * *
مضتْ بِضعُ أحلامٍ ونومي معلَّقٌ
وللنَّومِ أشكالٌ فمنها قذيفةٌ
كثيرٌ على صحوي إذا هانَ خاطري
وما روَّضتْ عيناي من قبلُ عتمةً
وكم كبوةٍ تسري بقنديلِ والدي
هنا قدَّم التَّاريخُ للأرض نفسَهٰ
* * *
صباحٌ مثَاليٌّ لتختارَ شمسُه
إذا انحلَّ عقدُ الغيمِ والتفَّ حولَهُ
إلى أيِّ سجنٍ داخلي قد تقودُني
معي مُهلةٌ مقدارُها نصفُ غربةٍ
كأنِّي برحمِ الغيمِ نايٌ معلَّقٌ
وراحت يدا فِرعونَ تقتصُّ من يدٍ
ومن فطرةِ الأغصانِ في كلِّ موسمٍ
وحزنُ المرايا عندما الصَّيفُ يحتفي
وللضَّيفِ في صدر المضافات مجلسٌ
هنا الحربُ تصغي للرُّجولةِ، والرَّدى
بنى المجدُ في حورانَ قصراً، عمودُهُ
* * *
أمامِي سؤالٌ مبهمُ البعدِ، بينما
لذاكرةِ المرآةِ طفلٌ وأمُّهُ
ومِنْ كَثْرةِ التَّلويحِ للرِّيحِ أسقطتْ
إذا كثَّفَ المجهولُ حولي امتدادَهُ
ظلامٌ تولَّى خدمةَ الوهمِ والدُّجَى
فمنْ أينَ يأتي الذِّئبُ والحلمُ آيلٌ
كأنِّي إلى القنديلِ أحتاجُ خَطْوةًأُسافرُ في حلمٍ قَعِيدٌ رحِيلـُهُ
إلى موعدٍ لم يُخلِ عنهُ سبيلـُهُ
لدى ضابطِ التَّحقيقِ، يُرجى وصولُهُ
وجرمي فمٌ، يهذي بما لا أَقولـُهُ
على عقلِ مَنْ يكفيهِ صَحوًا قليلـُهُ
تراءى أبي شيخاً بحِضني أَٓشِيلـُهُ
وقد هبَّتِ الأمواجُ عنها تُحيلـُهُ
لريحٍ عقورٍ عن خيالي أُزيلـُهُ
سنابلَ سُمْرٍ شفَّ عنها حُصولـُهُ
بأطلالها يُخفي غيابي خليلـُهُ
على مرِّ تقليمِ ( العَتَابَا ) نَخيلـُهُ
وكمْ آيةٍ بالظِّلِّ يتلو جَميلـُهُ !!
وثوبٌ ورائي الشَّمسُ عيدًا تُطِيلـُهُ
وتوقيفِهُ، لانقادٓ خلفي كفيلـُهُ
* * *
على بُعْدِ صمتٍ من جدارٍ أطُوْلـُهُ
بطيشٍ ولم يبخسْه إلَّا وكيلُهُ
وقد عقَّ بحثي عن وريثٍ ذهولُهُ
مُجيدٌ، ولا أُصغى لحقدٍ تقولُهُ
ونايٌّ جريحٌ زاحمتُهُ حقولُهُ
وميناءَ حبٍّ من جروحي دخولُهُ
* * *
بنجمٍ على التًّخمينِ أغفَى أفولُهُ
وأسرعُ حلمٍ بالمنايا مثيلُهُ
جنونٌ، وبالتَّهويل ِتجري ذيولُهُ؟
أو الحزنُ عن أطرافِ ليلي تُميلُهُ
ولم يعطْها أدنى ارتعاشٍ أصيلُهُ !!
شهيداً، وفي حورانَ يحيا سليلُهُ
* * *
مداراً إليه سارَ يوماً رسولُهُ
سرابٌ، فهل تُسقى برملٍ سهولُهُ؟
همومي، وقيدي محضُ طيفٍ نزيلُهُ؟
ومِنْ ثمَّ لا منفىً لبعدي أُحِيلُهُ
وقد مرَّ بي تابوتُ موسى ونيلُهُ
توارت بغصنٍ شفَّ عنها هديلُهُ
تُضحي بعودٍ حين ينمو بديلُهُ
بحورانَ لونُ القمحِ عنهُ يُزيلُهُ
وإنْ طالَ في حورانَ حيناً نُزولُهُ
يفكِّرُ فيما قَالَ للحبِّ جِيلُهُ
رجالٌ على كلِّ المزايا تعيلُهُ
* * *
ورائي جوابٌ تاه عني دليلُهُ
وألعابُهُ بالصَّمتِ باءتْ مُيُولُهُ
يدي عن وعودِ الغيمِ ثوباً تُطِيلُهُ
فَعِلْمِي بهِ يُمحَى ويبقَى سُدُولُهُ ؟
وما زادني إلا شموعاً حلولُهُ
لأوهى قميصٍ نامَ فيه قتيلُهُ
يراني بها أعدُو إلى الفجرِ مِيلُهُ
الكويت: 20/4/2015
العتابا : نوع من الغناء