لكم موتكم وهذا اعترافي
لكم موتكم وهذا اعترافي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
إلى الشاعرة التي سرقَ المُجرمونَ ، ذئابُ الطريقِ لوْنَ بهائِها فازدادََتْ ألقا وجمالاً .فكأنّي بها وهي تعاني لحظاتِ طلقِ الوَجعِ تقول :
سأصْعدُ وَحْدي إلى المَشنقَهْ
وَأحْملُ رأسي على راحتيّ
فداءَ ترابِ العِراقِ الزّكيِّ
فَعِيثوا فسَاداً رِجالَ الفسادِ
أنا المَهْرجانُ بأرْضِ العَطاءِ
أنا ناعرٌ في أعَالي الفراتِ
وعندَ الجَنوبِ فسائلَ حُبٍّ
فلوْني جميعُ فصولِ العراقِ
فما كانَ ممّا جَرى لي وكانَ
نعم قد أضَعْتُ الذي لا يُضَاعُ
ولكنْ تهونُ لأجْلِ الترابِ
تجاوزَ حدّ المدى المُجرمونَ
ذئابُ الطريقِ ولغْنَ الدّماءَ
سأبقى مَعينَ النّضالِ الطويلِ
فأوقدُ ويْلَ شرارِ اللهيبِ
وأصنعُ وَقْعَ رَصاصَ المنونِ
لكم موْتكُمْ ولي رِفعَتي
وهذا اعْترافي لكم أعلنَتْ
فواللهِ لن تستكينَ الحروفُ
سأقرَعُ حَتفَ الأنُوفِ الطُّغاةَ
أنا صرخةُ الإغْتصَابِ المَقيتِ
خذوا ما أخَذْتمْ فطهْرُ المَلائِكِ
دمي الكربلاءُ وَطفُّ الحُسَيْنِ
سألْعَنُهُمْ في النشيدِ العظيمِ
سأرْجُمُ مَنْ غَصْبنا وقَّعُوهُ
خُذوا ما أخذْتُم بفعلِ الشَّنارِ
فلا لن تظلَّ الرِّجالُ الرِّجالُ
سأرْجعُ أعْتى من العاصفاتِ
فيا أيُّها الأدنياءُ الكبارُ
خُذوا ما أخَذْتمْ سَيأتي الفناءُ
فطوفَانُكُم فيهِ قدْ تغْرقونَ
غداً واشْهَدوا سَيدورُ الزّمانُ
سرَقتُمْ رداءَ الجمَالِ البهيِّ
فجُوروا بنا أيّها المرْجفونَ
سأمْضي عِناداً بدَرْبِ الصّراعِ
فإنْ أعْلنَتْ خُطواتي الرّحيلَ
وإيّاكُمُ من جنونِ الجياعِوأجعلُ رُوحي لها مَحْرقَهْ
وأكتبُ أحْلى رؤى الزقزَقَهْ
ومَنْ قدْ هَدا للرّبى مَنْطِقَهْ
وَدقّوا على أضلُعي المَطْرَقَهْ
ولنْ أرْتقي ذلّتي المُحْدِقَهْ
وعند شمَالِ الهوى بُنْدقَهْ
تميسُ الغصونُ بها مُورِقَهْ
وربّي بأبْهى البَهَا زوَّقَهْ
فداءً لعينَي أمّتي المشْرقَهْ
كما أحْرَقوا جنّتي المُونِقَهْ
حياتي وإنْ أوْقعوا الموْبِقَهْ
وعاثوا فساداً مع الهَرْطقَهْ
وقد صيّروا مَوْتنا شَقشقَهْ
وأجعلُ من ثوْرتي صاعِقََهْ
ليمْضي لهم ميْتةً مُطلقََهْ
لتغدو الرِّحابُ بهم ضيِّقََهْ
وهذا دمي للسّما المُبْرِقَهْ
قصائدُ شِعْرٍ غدَت شيِّقَهْ
وإنّي أنا الشُّعلةُ المُحْرِقَهْ
وألعنُ مَنْ موْتَنا أطلَقَهْ ؟
تُدوّي بهِمْ لعْنةٌ مُقْلِقَهْ
وَجْهي وذي صورةُ الشّرْنقَهْ
وشمْرُ البِلا بالبَلى صَدَّقَهْ
لِتطْمِسَهُمْ موْجتي المُغْرِقَهْ
وَمَنْ سِحْرُ نهْرِ السّنا فَتَّقَهْ
فصوْتي البقاءُ ولنْ أخْنُقَهْ
على ضَيْمِها والأذى مُطرِقَهْ
فهذا طَريقي وَلنْ أغْلقَهْ
ركبْتُ الرّدى بالخُطى المُوثقَهْ
وأرْقى المَعالي وَكلّي ثِقَهْ
وتأتيكُمُ الثوْرةُ المُمْحِقَهْ
وتطويكُمُ الرّهبةُ المُغْدِقَهْ
فإيّاكُم منْ دَمِ الزّنْبقَهْ
فو اللهِ ثغريَ لنْ أُطْبِقَهْ
لتعْلو الفَضَا شَمْسُنا المُغلَقَهْ
فذي قدمي بالثّرى مُلصَقَهْ
ستَجْعلُ مِنْ جُوعِها مشنَقَهْ
