ولأجل أن تبقى
ولأجل أن تبقى
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]ولأجْلِ أنْ تبقى وتبقى الأعْظما
ولكي تظلَّ إلى العواصمِ كنزَها
ولأجْلِ أنْ تبقى أريدو للمَلا
ولأجْلِ أنْ تبْقى الضميرَ مُطَهَّراً
أرِدُ الحتوفَ وَهوْلَ كلّ عَجَاجةٍ
ولأجْلِ مَوْتِكَ سوفَ أرْتشفُ الرّدى
لأذودَ عن شرَفِ الرّسالةِ فادياً
فلشسْعُ نَعلي فوْقَ أعلى هامةٍ
أنا ناسكٌ في الحبِّ منك عرَفتُهُ
ما كانَ أجملَ أنْ نذوبَ بهمْسةٍ
فافرُشْ عَباءاتِ الدّلالِ وضُمّني
كنْ لي بأعْطافِ الحَنايا شهْقةً
قدَّمْتُ عُمْري للحصادِ مَوَاسِماً
وأحَلْتَ شهْدي للذين تفرْعَنوا
بهواكَ سبّحتِ الحروفُ تبَغدداً
روَّيْتُ نبْعَ سنابلي فتعاضَمَتْ
كنْ ماءَ روحي في شواطئِ غربتي
كنْ شمْسَ عُمْري حالماً أكلَ الضنى
ستضمّك الأضلاعُ في خَفقانِها
فهواكَ صارَ بنفسجا لإرادتي
أنا صرت روحك فاحترس من رغبتي
لملمت أشلائي فجئتك حاملا
لأروح أزرع في رباك فسائلي
كن سيدي في الحب أقرأ شعره
كن غيث روحي حين تحجم غيمتي
شحبت قناديلي وغادر ضوْؤها
خذ كل قلبي صرت أنت قضيتي
قطّعْ شراييني إذا شئتَ انغمسْ
أنا فيك أعلنت احتلالي عاشقا
فلأنت كلّي أعلنتك إقامتي
يا موطني حشد عصافير الربى
وأقم صلاتك أُمَّ كلَّ حُبَيْبةٍ
وابسط ذراعك كي يجيئك تائبا
ليقوم فخرا كي يدق بكفه
كن بيت قلبي عنه أعياني النوى
فتش تجدني في حروفك لمحة
علم عروقي منك دغدغة الهوى
بي أعلنت هذي العروق هتافها
ما أكثر اللمحات تهصر مهجتي
سجل بداياتي فأنت بدأتني
خيِّرتُ فاخترت المبيت على الطوى
دُمْ بي أموتُ على هواكَ حقيقةً
فالموْتُ في واديكَ شرْعُ عِبادتيولأجْلِ موْتي لنْ تموتَ فتهْدَما
وَيداً تفكَّ لكلِّ شيءٍ مُبْهَما
قلباً وأوروكَ الحضارةِ مِعْصَما
وَتظلَّ داراً للكفاحِ وَمَعْلما
عَظُمَتْ وأقتحِمُ الرَّصاصَ مُيَمِّما
كأساً وأشرَبُهُ لدَيْك تكَرّما
فيعيشَ غيْري في الرّفاهِ مُنعّما
يعْلو ومَنْ خلفَ الحُصونِ قدِ احْتمى
وأنا الذي للحبِّ عشْتُ مُرنِّما
ونذوقَ طعْمَ العِشقِ من كفِّ السَّما
أنا في هواكَ اليومَ يقتلُني الظّما
ما كنْتُ أرْضى غيرَ أرْضِكَ مُنْتَمى
فأحَلْتَ بي مُرَّ المذاقةِ بلْسَما
موْتاً وأطعَمْتَ الخوارجَ علْقما
فخصَصْتُ روحي فاعتصمْتُ مُعَظِّما
حلوُ البراعمِ فازدَهَيْنَ توَسُّمَا
كي أحتسيكَ وترْتقيني سُلَّما
وجْهي وكُنْ في كلِّ حرْفٍ لي فَمَا
ويَضمُّكَ القلبُ الذي لنْ يُفْطَما
وغدوت ضوءا لو تملكني العمى
وأنا المدان بسهم حبك مذْ رمى
جسدي لبابك فالتمسني أبكما
حبا فكن غيثا لروحي إن همى
شعرا وكن نبضا بقلبي قد نما
وكنِ السما فيها أكونك أنجما
سرّا فصارَ جمالُ روضي معتما
إن شئت فاحرق مقلتيّ لترسما
فيها فأنت بنبضها لن تكتما
إن شئت فاقتلني وكن مترحّما
خذني ذبيحا فيك ترسمني الدما
حتى تراك لها الرقيق الأكرما
جفلت فكن حُبّاَ وحَبّاً كُنْ هُما
من راح يمشي في الضلال وأحجما
باب العلا ويدوس فيك الأرقما
واعطف علي أنا أردتك مغنما
ما بين ليت هتفت فيّ وعلّما
والمس جدار القلب كي يكلّما
وبي الجوانح أوشكت أن تضرما
وطقوس أهل العشق تهن تبسّما
مذ كنت بي كونت طيني أعظما
ألا أخون ولا أعيش مذمَّما
وبغيرِ ما تبغيهِ لنْ أتكرّما
وعلى هوى نهريك أبقى مُحْرما