مساء الخير يا أمي
29كانون12012
أبو الأثير الناصري
أبو الأثير الناصري
مساء الخير يا أبًا قد صرتُ لكني صغيرًا, لم أزل طفلاً فجئتُ إليكِ مشتاقًا إلى حضنٍ به أغفو خذي صدري وضميني خذي الأنفاسَ حاكيها خذي الأنفاسَ عدِّيها فأنت الجذرُ إن بَسَقتْ وأنتِ النبعُ إن ثرَّت وأنت الخير في عيشٍٍ وأنت الشهدُ إن لاكتْ وأنت إن دجا ليلى وأنت الدفءُ يغمرني أراكِ بين أطفالي وبين حروف قافيتي دعاؤك سرُّ منطلقي فمنه نبضُ إلهامي إذا اخْضَرَّتْ وريقاتي فمهما تسمُ أرقامي ومهما تزهُ أسمائي فكم أنفقتِ أياماً؟و وكم ودعت من فلذ إذا لم ترجُ رؤيتَنَا لَعَيْنُكِ في الكرى زهدت هَتُونُ الدمع أرهقها ندمتُ لطولِ غيبتنا إذا لم أحظَ في صَفْحٍ وأني دون مقدمِها تُرى من يحمل البشرى؟ وها قد جئت منحنياً لأعلنَ فرحةً كبرى فيا نفسي خذي درساً وشدِّي حبلَ منجاتي وأزجي الشكرَ عرفاناً | أميإليك العطرَ فاشتمي بعينكِ لم يزلْ اسمي طريًّا ما قسا عظمي إلى مهدٍ به حُلُمي لأنسى برهةً همي فمنك اشتقتُ للضم وأطفِي جذوةَ الألم وردِّيها من العدم غصونُ الحبِّ بالقيم مناهلُنَا من الشيم رغيدٍ زانَ بالنعم لي الأيامُ ما يُدمي شموعٌ بددت ظُلَمِي من الهاماتِ للقدم تباريكًا بها نعمي مع الأوراقِ والقلم لأعلو صهوةَ النُجُم ونبراسي إلى القمم إليك الفضلُ يا أمي فعندك آخِرًا رقمي فدونك ينتهي اسمي وكم عانيت من سقم؟ ومجرى العين كالديم[1] ولو في ردهةِ الحُلم طوال الليل لم تنم فروَّى بشرةَ الأدم[2] فلم ينفعْ هنا ندمي وألثمُ رأسها بفمي سأرقى ذروةَ الهرم بأني عدت فابتسمي إليكِ أبرُّ في قسمي بأنفاسٍ من الشبم[3] بِسِفْرِ البرِّ واغتنمي و بالإحسانِ فاعتصمي لربِّ الكونِ والتزمي |
[1] _ الديم : جمع ديمة وهي المطر الدائم في سكون ليس فيه رعد أو برق
[2] _ الأدم : جمع أديم وهو وجه الأرض
[3] _ الشبم :البرد الذي مصدره الماء