هوى الشهباء
14شباط2015
د. معاذ نحاس
د. معاذ نحاس
هَوى الشَّهباءِ دَمعٌ لا فَأنتِ حبيبَتي يا دارُ إنِّي أتُوقُ إلى رُباكِ بكُلِّ حِينٍ رَضَعتُ هَواكِ منذُ وُلِدتُ طِفلاً فأَجرَعُ غُربَتي يومَاً بِيومٍ أيا شهبَاءُ ذابَت فيكِ رُوحي عَشِقتُ ثَراكِ يا أرضَ المعَالي مَقامُكِ فوقَ صَرحِ المَجدِ يَعلُو تَتِيهُ بِكِ القَصائِدُ والقوافي أيا شَهباءُ يا أمَلَ الحيَارَى إذا ما جَارَت الدُّنيا عَلينا فَآهٍ يا حَبيبةُ كَم أُقاسِي ويا حلبَ العُلا بِالصَّبِّ رِفقاً لقد أشعَلتِ في كَبِدِي ضِرَاماً أراكِ اليومَ شاحِبَةَ المُحيَّا فأنتِ اليومَ مَلحَمةٌ ونَارٌ طُغاةٌ ما توانوا عن سِفاحٍ تَمادَوا في الجريمةِ دونَ حدٍّ "بَراميلٌ" تسَاقَطُ مِن عُلُوٍّ يَموتُ بِنارِها العَشراتُ سَحقَاً يُطالِعُنا الأثيرُ غَداةَ نَصحُو يُدمِّرُ ما تبقَّى مِثلَ ريحٍ تَخِرُّ الدُّورُ مَغشيَّاً عليها مَآذنُ قد تَهاوَت دونَ ذَنبٍ وإذ تَهوي المنابرُ فهي تَروي ونُبصِرُ ذا الدَّمارَ بِعَينِ بُؤسٍ ونألمُ أننا لا حَولَ فينا وأَدمُعُنا تُرَوِّي الأرضَ حُزناً فَيا حَلبُ اعتُبي أو سامِحِينا تَلوحُ لنا البَشائِرُ وهي خَجْلى ويَبزُغُ نَصرُ أُمَّتِنا جَليَّاً فأنّى لِلشَّآم نَعُودُ يَوماً؟ نُقبِّل تُربَها الزَّاكي بِشَوقٍ | يَجِفُّوقَلبٌ مُدنَفٌ بِالحبِّ يَهفو بِحُبِّكِ أرتقي ، والرُّوحُ تَصفو فَتَذوي مُهجَتي والهَمُّ يَضفو وبُعدِي عَنكِ مَهلَكَةٌ وَحَتفُ وأمسَحُ دَمعَ جَفنٍ لا يَرِفُّ إلى اللُّقيا أحِنُّ ، ولَستُ أَجفُو ولَن يرقَى لِذاكَ العِشقِ وَصفُ ومَدحُكِ في بُحورِ الشِّعرِ يَطفو فَتَصبُو أحرُفٌ ويَمِيدُ حَرفُ بِظلِّ حنَانِكِ الأرواحُ تَرفو بِحُضنكِ نَرتَمي دَعَةً ونَغفو بِبُعدِكِ ، أَلفُ آهٍ ثُمَّ أُفُّ فنِصفُ القلبِ ذابَ وأنتِ نِصفُ فَحَلَّ بأضلُعِي هَمٌّ وضَعفُ وقد كُنتِ العروسَ إذا تُزَفُّ وجُرحٌ غائِرٌ ودمٌ ونَزفُ وعن هَتكِ الحَرائرِ لَم يعِفُّوا وأيدي الغَدرِ عَنَّا لَم يَكُفُّوا فَيعرُو القومَ في الأحياءِ خَوفُ ويَنزَحُ إثرَها مِائةٌ ، وأَلفُ بِقَصفٍ مُفجِعٍ يَتلُوهُ قَصفُ عَتَتْ فكأنَّما قد حَلَّ خَسفُ أسىً ، وتئِنُّ جُدرانٌ وسَقفُ سِوَى لِلحَقِّ راياتٌ تَرِفُّ حِكايةَ أُمَّةٍ دَمُها يُسَفُّ فلا يَغفُو لَنا في اللَّيلِ طَرفُ سِوى لِلَّهِ تَرتَفعُ الأَكُفُّ وليسَ بِكفِّنا رِمحٌ وسَيفُ وَمَن كالأُمِّ بِرَّاً حينَ تَعفُو؟ كَبَرقٍ في ثَنايا الغَيمِ يَحفو كَبدرٍ في سَماءِ الظُّلمِ يَخفو كَما الأطيارُ نَحو العُشِّ تَسفو ومِن عَبَقِ الوِصالِ يَطيبُ رَشفُ |