من أين ؟!!
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
من أين أنشلُ حرفَ شعرٍ مذ غدا
من أين أبتدئ الحكايةَ كلّها
من أين أخطو في دروبٍ أظلمت
عجزا أبثّ الآه تتلو أختَها
ويطول ليلي أرتق الجرح الذي
في كل قطرٍ تعتلي آهاتنا
كغثاءِ سيلٍ لم يعد فينا سوى
ما عادت الحنّاء في كفى فما
ما عاد جيدي للقلائد موطنا
ما عاد زادي غيرُ شوك مرارةٍ
يا قوم إني حرةٌ لكنما
قهرًا أعبّ كؤوس حسرة أمةٍ
أشكو ولكنْ رجعُ صوتي عائد
أبكي ودمعي شاهد يا أمتي
هذي دواتي سوف أسكب حبرها
ولسوف أشكو للإله فلم يعدبئرُ الحروف بقاحل الصحراء
وحكايتي تقتات من أنواء
رُبّانها يختال باستعلاء
وأناظر الأحبابَ باستحياء
يتلو أخاه بطعنةٍ نجلاء
وسوارُ قيد الذلِّ في الأرجاء
صمت يلوم الصمتَ في الأحياء!!
يعلو يديّ سوى نزيف دماء
أخشى عليه النحر كل مساء
سُقياي وهمُ سرابِ ذي البيداء
داءٌ تسربلني فعزّ دوائي
تاهت بدرب مكائد الأعداء
والخيبة ارتسمت بكل جلاء
أنّي بعجزي أكتوي بعناء
في بحر قهري في محيط بلاء
إلّاه ملجأ خافقي ورجائي