سريري
محمد إبراهيم الحريري / سوريا
سريري خِداع الماء في حضنه يسري
سرابٌ وحلمي الطفلُ يلهو مع البحر
كأن لتابوتي علامات قائدٍ
تعدى حدود الموت فاقتيد للأسر
يحث على استنساخه اللهو فالثرى
يباهي بأقدامي المزايا من المهر
وقد أحزنتني صورة الشمس حينما
توارت عن الشطآن في أرذل العصر
قضى الصمت أن تعفى من البحث في غد
جروحي لحين البت في قدرة القبر
ولو ضاقت المرآة بالسجن لاكتفت
بطفل توارى عند شيخوخة البئر
إذا اهتز في عيني يوم تطايرت
إلى المهد ما يكفي أبي صدمة الشهر
أحدث عني دفترا، لم تزل يدي
تفتش بالممحاة عن هامش البتر
تغاضى عن الأشعار والليل هائم
بعيني صغير نام في آخر السطر
وما لي مع التأويل حظ، وحصتي
مع الحلم لا تلقي بصحوي إلى الحظر
سنابل أنهت رحلة السجن دونما
رغيف ولا رب يعاني من الخمر
*****
فمي مدرج في خانة المنع، والذي
تعدى خطوط العار معفىً من الطهر
فهل تُرتجى من نافخ الحقد بسمةٌ
ومن طاعن بالغيم إلا فم الغدر؟
أحاول أن أنسى حصولي على فم
لعلي بصمت أودع الهمَّ بالنهر
جهاتٌ يقول النهر عنها تآمرت
على طائراتي في قرار بدا يسري
ولي مثل أقراني فضاء، حدوده
من الشمس حتى ضحكة الأفق للبدر
تآويل شتى حول حلم جعلته
على شكل طير دون فتوى من السحر
له قدرة أن أذرع البحر طالبا
من الغيم بيتا زينته يد الخضر
تخالطت الأنباء حولي كأن لي
مع القارب المائي مهدا ولا أدري
أنا محض طفل أوقفته رصاصة
عن اللعب مع طفل في مطلع الشعر
يشير إلى عكازة تحت صمتها
توارى صراخ قد تحفى من الصبر
بعيني يتيم يحرق الحزن وحده
كمثل الذي بالنار يطفي أسى الجمر
جدالٌ على خلفية الدرب لم يعد
سرابا تحدى السير في مالح الجهر
هنا دهشة الصلصال تحتاج عودة
إلى الأرض فالرؤيا تماهت مع السِّرِّ
وهل فطنة الإزميل تدري بقالب
تخلى عن الأصنام في قمة القهر
بذاكرة الفانوس ليل معلق
متى عن نعاس البدر تغفو يد العذر ؟
ولولا اعتماد الشك بالماء لاستوى
لدينا يقين الغيم مع كاذب القطر
لحظي وجوه، كل وجه مكلف
بحزن تبنى سعده فاقدُ البِشْرِ
وفي حاجز التفتيش ألقى تحية
على حلمه واجتاز قيدا من الأسر
عليه علامات يقاسي ظهورها
على صفحة الأحزان وجها من النشر
أفتش عن شيء أظن صفاته
بها من صفاتي ما يدل على أمري
وجاءت بمرآة التمني غمامة
تمر على وجه الصحارى مع القفر
لعل اختلاف الطين عن صورتي له
دليل يقوي حجة الماء بالصخر
وأبدو أمامي دون شكل محدد
لعلي بمرآتي أرى ملمحي السري
نعيد معا تركيبة الليل أو بها
نرى قالبا ينفي معادلة الكسر
وماذا يضيف الحس للثوب بعدما
يصلى على الأشلاء في غيبة العمر؟