أغنية في مهب الشتاء
14شباط2015
محمد إبراهيم الحريري
أغنية في مهب الشتاء
محمد إبراهيم الحريري / سوريا
أنتِ ، من أنتِ، صيفُ حلمٍ وماءُ أم صقيعٌ بجسمه الرِّيحُ تسري لا أُغالي إذا العصافيرُ شاءتْ للمواويلِ أن ترى العودَ أحلى من دمِ الغصنِ تشربُ النَّاي لحناً بينما النَّومُ بين حلمين ينفي * * * عندما يفتحُ النوافذ شعرٌ عطِّلي البحثَ عن فمي يا شآمُ المصابيحُ تحتَ مرمى طلولٍ بينَ هذا وذاكَ أشجارُ عشقِي لي من الحربِ ألفُ طفلٍ وأمٌّ والتي أرضعتْ حروفي رصاصاً * * * أنتِ للقلبِ كنتِ أنثى تعاطتْ هل نسيتِ الوقوف بالظل حتى يا دمشقيةَ الرموش استعيدي * * * حول عينيك أزرق السجن يبدو كيف ينجو المسيح والأرض عادت لا تسدُّ الطريقَ أقدامُ طفلٍ صدقيني إذا القصيدة طارت * * * قهوتي أنت كيف يغلي صباحي لو تخطيت سكرة الصيف فجرا وانتشى الكرم والخوابي استعدت ليس إثمي من السماء تدلَّى فالنواطير تشرب الخوف صمتا إنما الخمر أنتِ والكأس عمري * * * بين كسر القيود والصحو حلم خلف هذي الغيوم طين ومنفى أسرجي دمعتي لعينيك دربا بانتظاري هناك قنديل أمي * * * غادرتني يداك، جرحي كفيف كل تفاحة لها من مصيري بين حلم العزيز والذئب باب أحرج البرتقالَ يوسفُ لمَّا أي جبٍّ تقيم للبيع وزنا كيف يرعى سنابل الحب قحلٌ * * * بين عينيك نزوة الطين تسعى أمة تعبد البغايا، تصلي رِدَّةُ المومسات عنها حديث لن يعيد الشآم للنور حلم كم إلهٍ أباحَ للحرب ناراً لم تطابق مواقد الحب قلبا ارجعي يا شآم فالحبُّ أقوى | أم ثلوجٌ يعيثُ فيها عبرَ طقسٍ تشوبُهُ الأهواءُ؟ أيَّ سربٍ فللنوى ما يشاءُ بينما الغصنُ فيه جَفَّ البكاءُ وعلى جذعِه يشبُّ الغناءُ أنَّ عينيكِ قصةٌ زرقاءُ * * * هل تَراني قصيدتي العذراءُ؟ عادَ يملي عليه جرحي العزاءُ والليالي من القوافي تُضاءُ حُطِمَتْ، وانطوى بناري اللَّحَاءُ وخيامٌ تفضُّها البيداءُ في الحواشي لها يدٌ بيضاءُ * * * من دمي ما يُجيزُه الشُّعراءُ أحرقتنا بشمسها الأضواءُ ؟ عاشقا قيدت يديه الظباء * * * سورةً في إطارها العذراء في ثياب تجرها الكبرياء؟ لم يحالفهما بعيدٍ حذاءُ لم يعد من دمشق إلا الرثاء * * * والفناجين يعتريها الهواء ؟ لاحتوتك القصيدة الحمراء للعناقيد حين يأتي المساء أو حراما أحلَّه الإفتاءُ والثعالي يفيض منها العواء فاشربي الحب حيث يصفو اللقاء * * * ليس أعمى تقوده الضوضاء وشراع وهجرة عمياءُ لم يطأه مع الدجى الانطفاء لم تصالح فتيله الكهرباء * * * وجهاتي بها الضياع سواءُ غصة أدمنت فمي، حوَّاءُ خلفه ينسج الخطايا الإخاء قشرت حلمَه البريءَ النساءُ بعد أن مزَّقَ القميصَ الشراء؟ والمكاييل صنَّعتْها الدماء ؟ * * * هل يبيح الطوافَ بالنار ماءُ خلف وجه يغيب عنه الحياء مارس الفُجْرُ نقله والبِغاءُ رقعته بريشها العنقاء أطفأتها بنورها الأنبياءُ؟ هيَّجته بريحها الأجواءُ من رصاص يقيم فيه الفناءُ | الشِّتاءُ؟