ما السرُّ؟!
ما السرُّ؟!
عبد الرحمن هارون
سلامٌ على كَبِــدِي ســلامٌ عـلى الــــوَرى
من الحيَّةِ الرقْطاءِ .. ســلامٌ مـن الغــدرِ
فهــذا زمــــانٌ عـجـيـبٌ لا أمـــــان بـــهِ
زمانُ الحقدِ والتدليس والطعنِ في الظهرِ
زمانُ الحيَّةِ الرقطــــاءِ تـنـفُــثُ سُـــمَّها
تغتال ظبيـاً بريئـــاً فـي زهـــرةِ العُمْـــرِ
فلا هول العذابِ يـومَ الحشــرِ يردعُهـــا
ولا الوقـفــةُ الكُبـــرى أو ظُلمـــةُ القبــرِ
ومثلما تزحفُ الحيَّاتُ نحو الصيدِ هادئةً
تودَّدت وبدتْ عصفورةً في بادئ الأمـرِ
تُوزِّعُ ابتســاماتٍ ونظــراتٍ مُـحـبَّـبــــةً
كمــا النســـيم يداعــبُ باقــةَ الزهــــــرِ
حتى الفَحيـحُ تســامى .. صـار أُغنيـــةً
تــُعبِّــقُ الأجــواءَ بالأنغــــامِ والعِـطـــرِ!
حتى إذا إسـتوثـقـتْ مـن خُطَّــةٍ حُبِِِِكَــتْ
أفرغـت سُــمَّاً رهيبـــاً بالـــغَ الخـطــــرِ
كـــي يشــــلَّ الظبـيَ .. يُرْهِــبَ أهـلَــــهُ
يُزلزلهم .. يُـفـرِّقـهــم حـالـمــا يَســـري
أو يُذْهِـبَ العقـلَ .. عقـلَ الظـبـيْ دومــاً
يجـري يُحـدِّقُ فـي الطُرُقــاتِ والجُــزُرِ!
أو يُـقـلــِّّبَ الدنيــا عـلـيـــه فـــلا يـــرى
مـن بعـــدِ يُســــــرٍ إلاَّ أســــــوأَ النُـــذُرِ
أو يغْـتـالَـه في الحــالِ لا يُبْقي لـه أَثَــراً
كي تستريـحَ الحيَّـةُ الرقطـاءُ مـن كَـدَرِ!
فـرغـبــةُ القتـــلِ والتـدميــرِ تأسِـــرُهــا
متى أجــادَ الظـبيُ أو نــالَ مــن ثــمــرِ!
مــاذا جــرى لبنـي الغابــاتِ وا أســـفي
أيـــن التـراحـــمُ والتســليــمُ بالـقَــــدَرِ؟
ماذا جنـا ظبيُنــا المـغـــدورُ مــن ذنــبٍ
وماذا جنا الأهلُ هل في الأمرِ من سرِّ؟!
هـــــل البــــراءةُ والنَـجـابــــةُ أضـحـتـا
ضمنَ الفرائـــسِ للحيَّـــاتِ؟ .. لا أدري!
لقــد ضـلَّت الحيَّـــةُ الرقطـــاءُ غايتَهـــا
فمن ذا يعيد التي ضلَّت إلى الجُـحْــــرِ؟؟