أبوه مات
أبوه مات
أ.د/
جابر قميحةرأيت في إحدى القنوات التلفازية جنديًّا إسرائيليًّا، وقدأمسك بطفل فلسطيني لم يجاوز العاشرة من عمره، وأخذ يصرخ في وجهه، ثم أخذ في شدة وقسوة يلطمه على خديه، وكلما حاول الصبي أن يحمي وجهه بكفيه زاد الجندي الصهيوني من صفعاته، فكانت هذه المشاعر:
يا ابنَ الأفعى
يا جنديًا صهيونيًا
الطم هذا الولدَ العربِي
لا ترحمْهُ
فوق الخد الأيمن فالطمْ
فوق الخد الأيسرِ فالطم
لا ترحمْهُ
ولْتركلْهُ
واجعل نعلك يُدمي بطنَهْ
يَهْشِمُ أنْفَهْ
يُدمي جفنَهْ
يُورِم عينَهْ
يُسقط سِنَّهْ
هذا حقُّكْ
الطم يا ابن الأفعى أنَّى شئْتَ
فأنت الأفعى ... وابنُ الأفعى
واسأل عيسى والإنجيلْ
واقرأ جيلا يتلو جيلْ
لا تتهاونْ
فهْو يتيمٌ
مات أبوهْ
كان عظيمًا
طبعًا تجهلُ
يا ابن الأفعى
هذا النسبا:
المعتصمُ
لكنَّ المضروبَ غريبٌ
سُحبت منه أرضُ أبيهْ
وهو شريدٌ
ذلُّ الغربة في عينيْهِ
وفي...خديْهْ
ومآسيهْ ...
تحكي قصة هذا التيهْ
****
فلتلطمه أنَّي شئْتْ
ولتركله أنى شئت
ليس هنالك من ينتقمُ
لا معتصمٌ ... لا معتصمُ
فلتلطمهُ
ولتلطمني
والطِمْ أيضًا شرفَ العربِي