كسوفو
كسوفو
عبد الرحمن أبو المجد
سفحوا دمـي منذ عادٍ و خوفـو
ملأوا الزمانَ بهِ حتى كسـوفـو
كمْ بغـوا على الهدى ونـورِ الحقِ
والعـذابُ بعدَ العـذابِ معطـوفُ
ثم واروا جسدي للكلابِ الضواري
(بالجبلِ الأسودِ) والهاماتُ قطوفُ
أتوا بيـوتَ النـورِ وكلَ مئذنةٍ
في غيـهبِ الليلِ وأنا مقصـوفُ
مدحـوا الأرضَ بقـبورِ الشهـداءِ
وشهـيدُ الحقِ في الجنانِ يطـوفُ
ويغيـثُ الطـفلُ من هولِ المذابـحِ
وحولَه الجثاميـنُ والنداءُ شغـوفُ
وقـفَ العالـمُ ينظـرونَ دماءنـا
ويشـجبونَ ..إلى متى الوقـوفُ !
تمطـرُ السمـاءُ بالقذائـفِ علينا
في البوسنةِ و الهرسك و كسوفو
كانتْ الأرضُ رياضـاً وما قحـلتْ
وعلى ربا فجرِها الحسنُ منصوفُ
جعلـوا جِنانَ البساتيـنِ كأنـّها
ما ينعـتْ والربيـعُ عنها عَزوفُ
يبكـي علـيكِ الهـلالُ والصـليبُ
يا لديـارٍ فيهـا الردى مصفـوفُ
كلا الأحمـرينِ لـمْ يشـفِ عِلتي
وهي بارقةٌ والبـيانُ محـذوفُ
سرى الوجدُ بين يأسي وآهاتي
وبكتْ عليَ القوافي والحـروفُ
أدوِّي الكـعـبةَ بهـديرِ الدعـاءِ
فالليـلُ طويلٌ والشمـسُ كسـوفُ
ليتَ وصفي في المنايا ما كانَ
كلُ شئٍ بدمائنِا موصوفُ
لكمْ هجـيُر الخلـدِ يـومَ اللقـاءِ
ولنـا الله ُ الرحمـنُ الـرؤوفُ