ارجع البصر
07شباط2015
علي فهيم زيد الكيلاني
علي فهيم زيد الكيلاني (أبو العلاء)
يا منْ يُرجِّع ما بال طرفك يخسأ أرابَ طرفك عيبٌ بل عابَ طرفك عجزٌ * * * ترى بكوّة عينٍ وما سواها شفيفٌ لا تهتدي بسناها يحولُ دون جلاها يبنيهِ طيف الأماني * * * الرُّوح سِرٍّ دفينُ حقيقة اللهِ فينا تَشفُّ عنها نفوسٌ أولا تشفُّ فتشْقى فالرُّوح إمّا تخلّتْ الموتُ حتْفٌ الحياة خلقانِ ضدٌّ وضدٌّ لِكلّ خلْقٍ ضِدُّ * * * لله في الموت حكْمٌ ليَبْتلي ، ليُجازي فالموتُ حقٌّ وعدْلُ لولا المماتُ لعمّتْ وأطّتْ الأرضُ منّا فالموتُ فينا حياةٌ * * * ما كان لولاهُ خلْقٌ فلا مشاعرُ حُبٍّ ولا حوافِزُ تُؤتى فما احتياجٌ لِسعيٍ هذا الوجود كتابٌ والمتْنُ أعظم نصٍّ والخلق إمّا لبيبٌ أو قارئ يتهجّى * * * لو كلُّ غُصْنٍ يراعُ أنّى تَعدُّ وتُحصىٍ فعلمه سرمدي * * * الكون بصْمةُ ربٍّ والخلْقُ شاهدُ صدْق أما شهدْنا بهذا فالكون عنه تجلّى إنّي اتّجهتَ تراهُ يراهُ حتى الضريرُ * * * يا من له في البرايا هذا الفضاءُ خضمُّ تجري الكواكب في ونحنُ نعْمُر جرماً كقاربٍ في محيطٍ تيّارُه موّار والمبْحرون عليه مِسْبارُهم مختلٌّ * * * وجْهُ البسيطو سمْحٌ وكفُّها مبسوط فما تني تُعْطينا والسّحْبُ تُمْطُر غيثاً والشمسُ تكسبُ دفئاً حُبُكُ السماء وِقاءٌ فالكائناتُ تُدار فعلمه سرمدي * * * الحقُّ يصرخ فينا سبحانه تتجلّى نرتابُه وهو فينا ونحن بين يديه ما بين كاف ونون يطالها التدويلُ لكل حي مآل * * * فهو المهيمن حقّاً لا شيء يعْزُبُ عنه يرى ويعلمُ حتى فعلمه سرمدي * * * يا مَنْ يُرجّع طرفاً ما بالُ طرفِك يخْسا لو كنت حقّاً بصيراً لا تسْتجيب لأمْرٍ سبيلُ ربِّكَ هادٍ فكيف تعبرُ درباً هلاكُها مشهودٌ أما حسِبت ليومٍ على شفير سراط في قعر نارٍ تلظّى يوم التّتَاد عصيبٌ كيف الخلاص وإنّي ؟ * * * لو كنت تعقل حقّاً تجني وأنت هشيم مع سافيات الأماني نذيرُ عمرك نبْضٌ ما أنت إلا وعاءٌ وأنت جرمٌ صغير هل تستطيع انفلاتاً أنّي عدوت وثيقٌ أنّي اختبأت مُطالٌ فأنت آسنُ طينٍ فبعضَ هذا التعالي مهما استطلت اقتداراً سبحانه وتعالى | طرفاًفي الكائنات يرتدُّ وهو حسير فيما ترى وفطور يحُدّهُ وقصور * * * وأفق روحِك نور وما سواها مُنير أعشاك كفرُ وزور سُحت الحياةِ وسور فالسّافياتِ قصور * * * بها الحياة تَمور وسِرُّهُ المستور تسمو بها وتنير يلفُّها الدّيْجور فالموتُ حتْمٌ مصير وشطْرُها المقْهور تكاملٌ وظْهورُ من جِنْسِه مقْدورُ * * * وحِكمةٌ وسفورُ مَنْ في الحياةِ يجورُ وواعظٌ ونذيرُ هذي الحياةَ الشرورُ وهدّها التّكْثيرُ ولحدُنا تعْميرُ * * * ولا اسْتقامتْ أمورُ بل فُرْقَةٌ ونُفورُ ولا نَشاطٌ يفورُ يُعْيي وَلاتَ مصيرُ فيه الحياةُ سطور في سِفْره مدخور فقارئٌ نحْرير أوغافلٌ مغرورُ * * * مدادُهُنَّ بحور ألاءه السُّطور وعلمنا تفسير * * * بكفِّه ممهور أن الإله قدير منذ احتوتنا الظهور للعالمين ينير كلٌّ إليه يشير يعيه حتى الغَرير * * * تَوحُّدٌ وسفور فيه النجومُ تمور أفلاكها وتدور هذا الصّغير الصّغير تقاذفتْه البحور عماية وسفور مجدافُهم مكسور مرساهمُ القبور * * * نحن عليه بُثور وخيرُها موفور غَذاءنا وتُمير فالماء خيْرٌ وفير فيه النما والنور سقفٌ لنا وستور بأمرِهِ وتسير وعلمنا تبرير * * * هو البديعُ البصير أولاؤهُ ونَحير يُميرُنا ويَمور كما يشاءُ نصير ممالكٌ وعصور يجتثُّها التّغْيير وموعد منظور * * * وشأْنه التدبير فهو العليم الخبير ما خبّأتْه الصدور وعِلمنا تطْوير * * * في الكائنات يدور يرتدُّ وهو حسير لما اعتراك غرور ولا لحقٍّ تسير ودرْبُهْ معمور عُبورُها محظور مصيرها منظور يُعْيك فيه العبور من زلّ عنه يغور جهنمٌ وسعير حشرٌ وثمَّ نشور يوم الحساب عسير * * * أدركتَ أنك بور تذري وتُذرى تطير رحى المنايا تدور يعُدُّه وزفير من التراب كسير والكون بونٌ كبير من ملكه يا غريرُ أنّي شططت أسير مهما علوت تغور تفوح منه القبور فإن عيشَك زور فعاجزٌ وفقير هو العليُّ الكبير | يدور