إلى الفارس الغائب
نداءات تنتظر سيفك المغمد
عبد الرحمن فرحانة
وفتشتُ عنك... حبيبي
عيونَ النهار
مشيتُ بصحراء قلبي
لحقتُ القوافل تترى
سألتُ سروج الخيول..
ولون الغبار
كتبتُ ندائي
على صدر يافا
دمشق نبشت ثراها
وفي القدس صليتُ للانتصار
حبيبي
نريدك شمساً وخبزاً وعزاً
وعزماً يصوغ حروف القرار
يناديك صمت الثكالى
ويشتاق سيفك طعم الفخار
وفي كل يوم
يناديك جرحي
وأسأل صمت المقابر حولي
متى تشرق الشمس فوق الروابي
لتمضي خيول الفتوح
تفك الإسار
تدك حصون التتار؟!
* * *
حبيب السيوف
شهي... كصوت الصهيل
طهور كقطر الندى
وضيءٌ كضوء الفنار
تعال.. إلينا
فقد مزّق الكفر ثوب الكرامة..
في كل ركن
وأنت بعيد هناك
وراء الديار
تعال.. إلينا
لنخرج من تيه هذا المدار
وهات الصباح
لليل يعربد منذ اندحار النهار
يناديك دمعي
ومنذ اختفاء الخيول
وراء الستار
* * *
حبيب الخيول
جراحي
تقول: بأنك فوق الحدود
وخيلك تجري..
بكل الدروب
شمالاً.. جنوباً
ولا تعرف الخيل عندك لون الفرار
تقول حكايات جرحي
وفي صوت جرحي
حنين إليك
كصدر المراكب تحنو
لموج البحار
تقول: بأنك تمشي وراء الخيول
وترفع للرب كفاً خجول
وتذرف في الليل دمعاً بتول
ولكن صوتك في الصبح نور ونار
* * *
حبيب الرماح
رأيتك في وجه أمي
وبين الخيام توزع زيتاً.. وحلما وحباً
ونور اليقين
رأيتك بين أصابع طفل
طواها الدمار
لمحتك طيفاً جليلاً
يصلي وراء الحصار
وعد مثلما أنت عزماً
يحد السيوف بعين القدر
لتسرج خيلاً لثأر عتيق
لكل أبي يغار
فأنت الحبيب لكل الديار