شمس من المغرب
30حزيران2012
أ.د/ جابر قميحة
أ.د/
جابر قميحةألقاها الشاعر في الدار البيضاء بمؤتمر الأدب الإسلامي بالمغرب ، وكان من المفروض أن يكرم فيه الأديب الناقد العالم الدكتور عماد الدين خليل. ولكنه تخلف عن المؤتمر فجأة لأسباب طارئة قاهرة .
وطـرْنا إليكمْ بشوقٍ مِن الشرق جئنا إلى مغربٍ كأنَّا مُضيفون في أرضِنا ومن مصرَ أحملُ حُلْو التحايا إلى صفوة المغْرب اليعربيّ يضمِّخُهُ الحبُّ بالصالحاتِ لقد ألّف الله ما بيْنَنَا * * * من الشرق جئْنا لعرس الأديب نكرِّمُ فيه "عمادا خليلاً" غزيرُ الثقافاتِ ثرُّ المدى وفي النقد ينهل منْ مورد وإن ينظم الشعر درًّا تفيَّأْ وفي قلبه عَزْمة لا تلينُ فلا الصعبُ يبقَى منيع الجناب وإن غاب عن حفلنا كارها فكم حاضرٍ غَائبٌ في الحضور وكم غائبِ حاضرٌ في القلوب أرى الشمس تشرق من مغرب بها الأدب اليعربيُ الرصين منارةُ فكر زكي وضيءٍ تَلين وتصفو كماءٍ نميرٍ وحينا تَثَاقَلُ في مَنْعةٍ فكمْ أجهدتني بعمقٍ بعيد فظلمُ الحبيب كما ظَلْمِه * * * رأيت أديبين في سُوقِها أديبًا أمينًا حفيظًا أصيلاً أديبا عزيز الجنى والجناب تزولُ الجبال.. ولا ينحني فعزته تستمد الإله سلاحاه قلبٌ نبيُّ الشعور وثانيهما القلمُ العبقريُّ فبالحق يغدو قليلٌ كثيرًا وتشهدُ فيها الظلوم العتيَّ وأمّا أديبُ الهوى والهوان ويلْعقُ أحذية المنعِمين فغاية غايته أنْ ينال ويحيا حياة الخسيس اللئيم ولا تسْألنْهُ عن المكرماتِ * * * وقد بلغ السيلُ هامَ الزبى وهبَّ النهيقُ ـ على نكْرِه ـ وأصبح "مادرُ" شيخَ الكرام وَلُقِّبَ باقلُ "ربَّ البيانِ" وللشمس قال الدجى في غرور وخنثى الكلام قصيدُ النثير على رسلكمْ يا أفاعي البيان ولستُ أرى فيكُمُو من أصيل فقالوا أردنا حياةَ البيانِ فواعجبا كيف يحيا البيانُ * * * فيا حرسَ الأدب اليعربي لقد بلغَ السيلُ هامَ الزبَى وإنَّ وراءكمُو ما يهولُ لنبْقَ وإياكمُ في رباطٍ ونشرعَ أقلامنا في يقينٍ وإن من الأدب العبقريِّ وخلَّوا الجديد النقي الشريف * * * وإنْ نام غيركمو في الطريق وغَطّوا غطيطَ الذي لا يُفيق فَسُلّوا اليراع، وقودوا المسار وكرّوا كتائبَ تحمي البيان فإنَّ الجهاد عدوُّ النيام | مشُوقٍيجوزُ الصحارَي ويطوي فخلْنا على الشرقِ هذا النزولا ولسنا ضيوفًا أرادوا المثولا تحايا الكنانةِ شعبًا ونيلا سلامًا يفوقُ النسيم العليلا فيبقَى على الدهْر جيلاً فجيلا وما ألَّف الله يبقى وَصُولا * * * وعرسِ البيان الْيُحاكي الخميلا فللفن عاش عمادًا خليلا يمازجُ فيها الجديدُ الأصيلا تفيضُ عطاياه عِلْما نبيلا تَ مُلْكا ونُعْمَى وظَلاّ ظليلاً وقُوةُ رأي أبتْ أن تحولا ولا المستحيلُ هو المستحيلا فإن له في القلوب الحلولا وإن ملأ الكون صيتًا وقيلا ولو غاب عنا طويلا طويلا "ومشكاتكم" قد هدتنِي السبيلا تخذتم له الدين تاجًا جليلا فكانت به للعقول الرسولا يُروِّي القلوبَ ويشفي الغليلا فتحرمني أن أنال الوُصُولا ولكنْ ظَللت المحبَ الوصولا يراه المحبُ لذيذًا جَميلا * * * نقيضين: طوْدا وقاعا مهيلا وآخَر في الفن غِرًّا .. دخيلا أبَى أن يهادن أو أن يميلا ويأبى بإصراره أن .. يزولا وقرآنَه والهدى والرسولا عطاياه تَهمي فتحيي المُحولا إذا ما انبرى كان سيفًا صقيلا وبالبغي يُمسِي كثيرٌ .. قليلا بما قد أعد ضئيلا .. ضئيلا فيمضي .. ويمضي يدقُّ الطبولا ويطْوي الموائدَ عْرضا وطولا من الأدْعياءِ الرضى والقُبولا بغِيًّا .. دعيًّا .. مهينًا .. ذليلا فقد صيَّرتْها الدنايا .. طُلولا * * * وضمَّ حمانا البغاثَ الهزيلا يطارد حسُّونها .. والهديلا وحاتمُ يدعى الشحيحَ البخيلا وقسُّ عكاظَ "الدعيَّ الجهولا" أراكِ ظلاما خفيا وبيلا" تُهينُ البيان .. وتُزْرِي الخليلا فهيهاتَ يعلو الفحيحُ الصهيلا ولكن أرى المستهينَ الدخيلا نقيًّا .. صفيًّا .. كريما .. ذلولا وقد ذبحوه فأهّوى قتيلا؟! * * * حماةَ البيان الثِّقات العُدولا وعاث فسادًا خطيرا مَهُولا جهادًا مريرًا وهمًّا ثقيلا لنحمي البيان الصدوقَ النبيلا فليسَ علينا سوى أن نصولا جيوشًا تفوق القنا والخيولا يعانقُ فينا التراث الأصيلا * * * وشدُّوا عليهم لحافا طويلا فأرخى الغبارُ عليهم سُدولا فَصيلا يواصل فيها فَصيلا وخلُّوا النئوم وهزوا الكسولا لأنَّ المنامَ يساوي الأفولا | السُّهولا
المشكاة : اسم المجلة الشهرية التي تصدرها رابطة الأدب الإسلامي بالمغرب .
الظَّـلْم : شدة بياض الأسنان .