أحاسيسُ ملك
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]ملكٌ أنا ورعيّتي أبياتي
ملكٌ أحاسيسي تقولٌ بأنني
أسّستُ من نبضِ القصائدِ دولةً
وجعلتُ حجّابي البحورَ بمدّها
وبنيت فسْطاطي بكلّ مدينةٍ
وأقمْتُ أبراجَ السّما لي قبّة
أنا مَنْ منحْتُ لهم شعورَ قصائدي
لي سُلطتي نزواتِهم حجّمْتُها
وحكمْتُ كلّ شعوبِهم وجعلتُها
إنّي امتلكْتُ الشمسَ شعلةَ وجدِها
وخراجُ عشّاقِ الجنونِ بكوكبي
وحكمت لا أحد كمثلي قد غدا
مذ أنت أشعلت الحريق قداسة
أنا لا أريد بأن أكون مجرّدا
نامي زمرّدة بجوف أصابعي
مذ أنت صالحْتِ القوافي في يدي
صاحتْ بنفسجة الشفاه تنهّدا
إبسطْ نفوذك أنتَ قيصرُ رغبتي
كسرى أنا أعلنت سلطة دولتي
أنا من زمان اللاوجود تفرّست
وأنا زمان البربرية لهفتي
بابي بدرب المستحيل فتحته
إذ أنت أحلى قطة خجلى غفت
دقّي لبابي واستظلي فيئه
قد كنتِ أحلى من دخلت لقمقمي
كوني وشاحي ترتديه حضارتي
أبنيك في أبيات شعري نبضة
فدعي لوهمي أن يلوّن وهمَه
لالا تجيئي موعدي أخلفته
فدعي ضَلالي فيك ينكر حلمه
أنت احْرقيني إن أردت تقرّبا
أنا لا أحبّ أرى هواكِ معذبا
ما دمتِ أنت تسكنينَ بمقلتيوخيوطُ شمسِ الحبِّ من آياتي
فوقَ الملوكِ تمدّهمْ حالاتي
ونصبْتُ في أرجائِها خيْماتي
ومنعتهم أنْ يعبروا لفلاتي
وجعلتُ أخيارَ الملوكِ رُعاتي
ومن البديعِ صنعْتُ خيرَ هِباتي
وبسَطتُ فوق نفوذِهم راياتي
وجعَلتُ من ريحِ الشذا عَرباتي
جندي وأمطارُ الهوى صَلواتي
عندي وأرضُ نعيهمِا غاباتي
صيّرتُه ملكي ومنْ خيْراتي
ملكاً وفي تاجِ العُلا صدفاتي
ما زلت أنت أميرة الحلوات
من صوتِ إحساسي ومنْ غمَزاتي
وتلاعبي في صرخةِ اللهفاتِ
وندى الربيع يدورُ في طرقاتي
وتشوّفت لفمِ المسا زهراتي
ونساءُ هارونِ الرشيدِ لداتي
فاستسلمت لمناجلي سَعفاتي
كفي وأعلنتِ التمرّدَ ذاتي
وعلى جميع خطوطِه ثوراتي
والمستحيل صنعته بدواتي
عندي وفكّت شعرَها همساتي
ودعي الظنون تنامُ في الحُجُراتِ
ولبست ثوب العطر من بتلاتي
ودخان قلبي ساعة الزفراتِ
وعلى يدي تحيين في نبضاتي
فوق العيون ورفة الحدقاتِ
ونسيته في شرفة الساعاتِ
ويقين روحي يكتوي بلغاتي
أهوى الجمال به تكونُ رفاتي
ويلينُ مثل الغصنِ في اللمساتِ
لا لستُ أخشى سطوةَ النظراتِ