حلم
عدنان إستيتيه ( أبو يعرب )
رأيتها في حلم تنتشلني من هاوية سحيقة فاستيقظت مبتسماً وعلى لساني الأبيات الستة الأولى :
إليكِ فؤادي والمشاعر كلها
وما قرَّ بالإبصار مني ومَسْمَعي
معاكِ أرى سَم َّالخياط فسيحة ً
وإلاَّ فرَحْبُ الكون ِأضيق ُمَوْضِعِ ِ
فأنت ِخلودي إذْ أويتُ لجنتي
وأنت سكوني إن أويتُ لمََْخدعي
وأنت ِجحيمي إن ْهجرت ِوشقوتي
وأنت نعيمي إن وصلت ِومربعي
وأنتِ خيالي إن غفوت ُأرى به
عيونك ِحوراءً فيخضل ُّمد معي
وأنت حنين الناي في لحن منشدٍ
وأنت بكاء ُالصَّبِّ في ليل مهجعي
وأنت طلوع الفجر للقلب إن بدت
ثريات ليلٍ كنتِ فيهن ّمطلعي
وأنت حداء ُالعيس إذ طال سيرها
ثرى وَدَقات الأفق إرواء َمرتع
فحبك ِحراق ٌ ودفؤُكِ غامرٌ
يهدهدني كالطفل في حضن مرضع
حنانك مرساتي وان هاج بحرها
فَعَرْشُكِ في قلبي ففيه تربعي
وان ينبئ الباري العباد أن افزعوا
فحضنك يا ليلاي نشري ومفزعي
كأن ّفؤادي حين غاب خيالها
عن العين قد ضاقت على القلب أضلعي
يصفق من بين الضلوع وجيبُه
كما اضطربت أنفاسُ ظبيُّ مرَّوع
يشق ّعلى نفسي الحنين ُوقد طغى
عليَّ شعوري أن ّحبّك ِمصرعي
امنيّ خيالي إن صدرك مسندي
وأسندُ حِبي بين صدري واذرعي
فان قمت أتلو بالصلاة عبادتي
تهامت دموعي في سجودي ومركعي
حذيني بتحنان العيون وسحرها
وخلّ هواك ِالثرّ أطيب َمنبع
ولا تسمعي الحساد َفالغدرُشأنهم
وما يدّعي الواشي وما لم يدّعِ
**************
وتقرأ بالفنجان إني أحبُّها
وان هواها متلفي ومُضَيّعي
وان ّهواها الغَض ّأيُ سعادتي
وهمّي وترتيلي وحُمّى تفجّعي
بوجه ٍكأن ّالخمرَ ريقَ بصبحه
فغشَّته إسدال ُاللجين الملمّع
تداعب فرعاً بالخضيب كأنما
سديف عتيم الليل حيكت بمبضع
صَغًتْ منه أهداب العيون وأشرعت
سهاماً بها حتف الفؤاد المضعضعِ
وابحث في كل الوجوه لعلَّني
أراك فاشفي لوعتي وتوجعي
فقد رسخت في القلب منك محبتي
كما رسَّخ الرحمنُ بالكفِّ أصبعي
فان كنت ُلاسطنبول َيوماً مغادراً
فحضنك يا" ليلى" مثابي ومرجعي
