قولوا له
سمر البستنجي
أني آمنت بحبه حدّ الخطيئة والجنون
ووهبته ظلي الظليلْ ؛حلمي الجميلْ هل تَسمعون؟
غير أن الشكّ أودى بالجمال وبالأماني وبالمجون.
فرماني في عُقر الكرامةِ بالوشاية والظنون
فأفقت من حُبّي لـــه أنعَى الصَبابة والفتون.
فبربكم قولوا له...!
مُذ عاثت الأقدار قصفا بالتجلّي ... بالسكون
وطاف علينا طائف بالوهم والحظّ الخؤون
ونعيق البَين ليلاً قد سرى بتباشيرَ المَنون
ما عُدتُ ادري وجهتي وتحجرّ القلب الحنون.
وأنه..مذ أقام الحدّ رجماً بالوشاية والظنون
وتزلزلت قيمُ اليقينِ وتبخّرت حُمى الشجون
قد غدوتُ قتيلة باسم الوشاية والظنون
قد غدوت قتيلة باسم الوشاية والظنون.
قولوا لهُ..!
أني القتيلة بالظنون..قولوا له ولتُنذرون
أني شَقيتُ بحبّه.. وأذاقني كأس المَنون
يا من يداوي علّتي..فالقلب أعيَتهُ الظنون
غير أنّ مَن أشقاه قلبه كيف انتم تُسعدون؟
فكفاني ما قد ذُقته باسم الوشاية والظنون
ولتخبروه بأنني..
بكواثر النسيان قد أغرَقتَني فبربّكم لا تُنقِذونَ
وأنني !مليون أقوى من سموم الغدر من ريح المَنونَ
وأنني !لله قد يَمّمتُ أدعو..فلا خابت فيه الظنون
قولوا له..!
اني التي أرّقتَها ،أحرقتَها بلَظى الوشاية والظنون
فلتغادر..ولتذُق نَخب القطيعة والتجنّي والظنون
اني بَرِئتُ من الصبابةِ والدعابةِ والمُجون
ما عُدتُ منه ارتجي وهج السعادة والفتون
ولا عطرا أُذرذرهُ... إن مَسّني عشق المجون
ولا كحلا أجرجرهُ.. إن لاح طيفَه في الجفون
و لا لحنا أرتّلهُ إن سَرى في ليلتي منه الجنون
فليغادر جنّتي حاملاً وِزر الملامةِ والظنون
يا قاتلي..!
اني اصطفيتك دونهم..يا ليت قومي يعلمون
فقتلتني يا مهجتي بسمّ الوشاية والظنون
فلا تأسَ عليّ..ودع الملامة واسمَعون..
لقد انقضى كل الذي قد كانوا فيه يَمترون
فذُق هنيئا ذُقْ مريئا من عذاباتي الفنون
أوَ ما كان أولى لو تنادوا بوهمهم هم يعبثون
وزدتني منك اقترابا..واجتبيتني دون العيون
أوَ ما كان أولى يا حبيبي لو أنكم لم تَفترون
ما كنت لأغدو قتيلة باسم الوشاية والظنون
أوَ ما كان أولى...لو كذبتهم ،وصدّقتمون...
أوَ ما كان أولى...؟!