آهات الاعتذار لهنود أمريكا
26أيار2012
عبد الله ضرَّاب
آهات الاعتذار لهنود أمريكا
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
لقد ذرفت ابيات هذه القصيدة متأثرا بشريط شاهدته يظهر كيف ان الجشع والاستهتار بالقيم الانسانية والدينية والخلقية بلغ بالرجل الابيض في امريكا المتحضرة ، المتباهية بحقوق الانسان والديمقراطية ، ان ينبش قبور الهنود الحمر الذين قتلهم اجدادهم ظلما وعدوانا ، ويعرض هياكلهم العظمية في متحف في متحف خاص يدرُّ عليه المال القذر ، وقد اثَّر في نفسي مشهد الرِّجال والنِّساء من الهنود الحمر وهم يبكون شعورا منهم بالظلم والإهانة ، ووفاء للآباء والأجداد ، وشعرت بالمعرَّة كمسلم لمسؤوليتنا عمّا حدث ويحدث في الأرض من ظلم بسبب تخلِّي المسلمين عن تبليغ رسالة الله للناس- الاسلام- رسالة الرّحمة والأخوّة الإنسانية وكل القيم السّامية قال الله تعالى : وما أرسلنا كَ إلاّ رحمة ً للعالمينَ
***
ألا من يُبلغِ الهنديَّ عن عُذري ألامن يُسمع المقهور أنَّاتي خذلناكم أيا هندي فاعْذرنا خذلناكم فرغم البعد لا نسلمْ خذلناكم لأنَّا لم نكن حقًّا خذلناكم لأنَّا قد تخلَّفنا خذلناكم لأنَّا قد تقهقرنا لقد كنَّا شعوبا تعبد اللهَ وتَرعى الحقَّ في الآفاق عن وَعْيٍ تُنادي طُغمة َ الطُّغيان يا ... دَسَسْنا الحقَّ في أهوائِنا جَهلاً تعلَّقنا بِقَشِّ العيشِ فانبتَّتْ خُلقنا لاحْتضان الحقِّ فانْسقنا وعلَّمنا الوحوشَ البيضَ فانسابتْ وجاءتكم تسوقُ الشرَّ طوفاناً أبادوا قومكم غدْرا وداسوهمْ أيا هنديَّ أمريكا أحيِّيكمْ رَعَيتَ العهدَ للأجداد من نُبْلٍ ألا أبشرْ معاني دينكم أسمى لَكُمْ دينٌ يُشعُّ النُّبْلَ والطُّهْرَ تعايشتم بسلمٍ في بواديكم وقدَّرتمْ هِبات الخالقِ الأكرمْ ووحَّدتم بفهمٍ ربَّنا الأعلى ألا عُذرا لآنَّا قد تخلَّيْنا ولم نوصلْ إليكم دينَنا الأسمى فعُوقبنا بأن نُجتاحَ أشتاتا وجاؤونا جيَّاعاً مثلما جاؤوا لعلَّ الأصفرَ المعبودَ قد ولَّى فذَا جنسٌ بغيضٌ سافلٌ جَشِعٌ وُحوشٌ طوَّرتْ أنيابَ بَلواها لقد هبُّوا لمحوِ الحقِّ عن قصْدٍ فمن يسعى لحربِ الله لا يبقى سلِ التَّاريخ عن أمثالهم ، وَلُّوا أيا هنديَّ أمريكا أحيِّيكمْ ألا فاصمدْ وفياًّ طاهراً حرًّا فها قد حان عهد الحقِّ فلتحيَ تولَّينا قرونَ الوحشِ فلتغرزْ | فقد أضحى جحيماً في جوى صدري فقد باتت نشيدا من ضَنَا قَدْرِي إذا هبَّت رياحُ العدلِ والثَّأرِ من التَّأنيب والتَّقريع والوِزْر ِ دُعاة الحقِّ للإسلام والخيرِ وأسلمنا زِمامَ الأرض للشَّرِّ وغالتنا طباعُ الجبن والفَرِّ تُكيلُ السَّيفَ للطُّغيان والبَطْرِ وتحمي العدل بين الخلقِ بالكَرِّ متى نلتم حقوقَ الرِّقِّ للحُرِّ ؟؟؟؟ ووارينا شعاعَ الشَّمس والبدرِ بنا الأهواءُ في الإسفافِ والجورِ وراء اللَّهوِ والأطماع والبَعْرِ بعيدا عن ظلام الجهل في الجُحرِ فغالَتْكُمْ بناب الحقدِ والغدْرِ عِظاما ساكناتٍ في جَوَى القبرِ أيا شعبا سليلَ النُّبْلِ والطُّهْرِ برغم البطشِ والتَّشويه والقهرِ من التَّثليت رأسَ الجهل ِوالكفرِ يوالي الحقَّ كالإسلام هل تدري ؟ مع الجاموس والأشجار والطَّيرِ وذا ندعوه في الإسلام بالشُّكرِ وجانبتم سبيلَ العُهرِ والسُّكْرِ عن الدَّوْرِ الذي نلناه في الدَّهرِ حَبَسنا النُّورَ دينَ الحقِّ أن يسري ليُردى عرضُنا المكلومُ في جَهْرِ بواديَكم بطبعِ الخَتْلِ والمكرِ أبادوه وعَنَّ اليوم في وَكْرِي غَوِيٌّ ساقه الشيطانُ للضرِّ فكم فاقتْ وحوشَ النَّابِ والظِّفْرِ وتلكم غلطة ُ الطُّغيانِ في العُمْرِ فكم أفنى بني الطُّغيان والكِبْرِ فما تلقى سوى الآثارَ في الغَمْرِ أيا جنساً كريمَ الطَّبعِ والسِّرِّ ولا تركع لجنس الكبرِ والعُهْرِ وعانق نجمة الإكرام والبِشْرِ نِبالَ الثَّأرِ والإنصافِ في الظَّهرِ |