في ذكرى النكبة عذرا يافا
في ذكرى النكبة عذرا يافا
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
غدا تحل الذكرى الرابعة والستين للنكبة الفلسطينية , وتشريد وترحيل وتقتيل الملايين , تشريدا في دول الشتات , واﻵﻻف تقتيلا في كثير من المناسبات . تمر وعالمنا العربي والإسلامي , ربما في سبات , أو أنّ كثيرا من الدول تعاني
الويلات وتوال في النكبات .
ذكرى تُلبسنا ردا الذل الموشح بالعار , في وقت شهدنا ونشهد فيه تخاصم وتناحر بين أهل الدار، مع عدم وضوح في المسار . وهي مناسبة ستمر علينا , في جوِّ يشهد بعضا من تغيير , وتوجها أفضل نحو تقرير المصير . وستكشف الأيام العدو اللدود من النصير. أعاد الله المقدسات , وأزال عن هذه الأمة العثرات , وقيض لها من يقودها إلى النجاحات .
يافا نسيتُكِ والفؤادُ ما غبتِ ِعنِّي من صباي لحيظةً رغم التباعد فالفؤاد يشدُّني قد عجّ في قلبي حنينٌ للذرى فنظرتُ حولي كي ألوذَ بهمَّةٍ لله درُّك قد سكنتِ مكامني! يا أُختَ حيفا ،إنّ خصبك نادرٌ أنت التي أبهرتِ أجداداً أُولي عاشوا بعزٍ رافعين رؤوسَهم مضت السنون وبدّلت أجيالهم فهل الشواطىء تُنتسى بتشرّد ؟ قالوا بأنّ البعد عنك مؤقت ولكم طُعنَّا في الصميم وأُحبطت لكنَّ رسمك سوف يبقى في دمي قد كنتِ أوًل لقمةٍ مبتاعةٍ "بلفورُ"(2) باعك لليهود لعلّه أهداك للأعداءِ تكريماً لهم فبكاك من طُردوا ومن مثلي وفا الأهلُ عنك تشرَّدوا واحسرتا! وآتى من الموساد جيشٌ سابحٌ ملكوا الزِّمامَ وذلَّلوا متمسِّكاً فرأيتُ في التشريدِ عنك مبرَّراً وبدأت أجمعُ ثروتي متزلِّفاً وأشدتُ في دنيا التغرُّب منزلي وشرعتُ أبني فندقا متشامخاً تُحيا الليالي بالقيان وبالغنا وأبي توجه للخليج مناضلاً (3) ورأى بأرض الغرب موئل رزقهِ بكت الرِّمالُ من المُصاب وأنشدت يافا الجميلةُ كم فراقك مؤلمٌ يا أخت حيفا إّنني مستضعف كم من شهيد فوق أرضك ُضرِّجوا أتراهنين بأن عشقك قد خبا ؟ أرض الجدود أترتضين تحرّقي؟ لله درّك فالحنين يلفّني فلتشهدي أني بكلي عاشِقٌ تدرين يافا أن في" أُسلو" (4) خنا وتنازل المغوارُ عنك صراحة والقدسُ ضاعت بعد حيفا كونهم وتوالت الأحداث تقتل حلمنا لكنْ شباب اليوم عنك تحوّلوا غدت الملاعب قبلة نهفو لها هذا يشجّع ناديا بإيابه يافا ،بنو قومي تراخوا وانبروا نأتي المحافل والنوادي علّنا إنْ لم نجد نأت الفنادق بعدها من يحتسون ويرقصون بخفة أبناء يعرُب والذين توهّموا نمضي الليالي بعد" أُوسلو" نحتسّي وبرامج التلفاز تأسِرُ جيلنا فتبلّدت فينا المشاعر والرؤى جيل الملاهي والملاعب قادم ما عاد للصاروخ والطيران معنى أنا يعربيّ مسلم وعقيدتي لا للسلام وألف لا للسائرين في قبضة الأشرار والشذاذ لا للسلام الناقص المخنوع يافا أحقا للعروبة تنتمي ؟ من قال إنّك للعروبة تنتمي يا أمة الإسلام يافا ترتجي تأتي على نسل اليهود وحكمهم لا تامنوا غدر اليهود فمكرهم عودوا إلى القرآن فيه سماتهم شارون دنّس باحة الأقصى وأذلَّ كلَّ المسلمين وقبلهم والذلُّ أمسى كالرداءِ يلف مَنْ والعربُ أمسوا حائرين منددين تركوا صغار الأهل أطفال الحجارة يستعذبون الموت والتنكّيل صبرا نسينا مع" شتيلا"ثم" قانا" كم نكّلوا وتغطرسوا بلجاجة يا أمة الإسلام يكفي ما بنا رصّوا الصفوف ولملموا أشلائكم يا فا تئن وقدسنامحزونةٌ الليل طال ونومكم هل ينتهي ؟ أبكي على زمن فُجعت لما به بغدادُ (7) جئت إليك أشكو حيلتي آخي دمشق وهلّلي للقائها نادي لزحلة (8) والبقاع ففيهما ربة عمون بشيبها وشبابها مدي يديكِ ما اقتدرت فإننا أصغي ليافا واسمعي أنّاتها شدُّوا الرِّحال فأُختُ يافا ترتجيت بلد الشهامة والشهادة والتقى حاكى السحاب بقوة معهودة إنا على عهدٍ ليافا دائم قالوا جننتَ فقلت حقا إّنني يافا أبشري ذي صحوة فوَّارة أنا عائد فترقبي بتشوقٍ | سلاكٍ؟وأحَّبتي لا يذكرونَ فعصابةً المحتلِّ دون لقاك صوب الشواطيء مولها بدفاك والنفسُ أنّت و يلهم أعداك فبكى الهُمام فزادَ في الإرباك وملأتِ لُبِّي هل أرى مرفاك؟ ومميزٌ والبحر كم أغناك بأس عتاة تُيموا بهواك فوق المجرَّة ،همُّهم إرضاك واليوم كثْر, قد نسوا مرفاك أم وجد منْ يوم النزوح بكاك؟ والبعد مهما طال لن ننساك فينا الإرادةُ, أين من يهواك؟ متسعِّرا حبَّا ليوم لقاك للطامعين القاصدين ثراك يضع اليهود بأروع الأفلاك والعُرب لم يأتوا بأي ّحراك مع أنَّ جيل اليوم قد جافاك وتغلغلت صهيونُ في أرجاك حكموا البلاد وأفسدوا بذراك بعقيدة كي يُرتضى بسواك لأَهيمَ في الدُّنيا بلا إرباك هذا وذاك بحالةِ المتباكي وبني اليهودُ بديلهُ بذراك يأتيه من عشقوا ومن غنَّاك متمشِّيا مع هدي من عاداك وأخي تناسى ما جرى بحماك وبنوهُ لم يدروا لمن أولاك أرضُ السلام تؤول لل"سافاك" ومبرِّح للعاشقين رباك قزم ضعيف الفهم والإدراك ودم الجدود على المدى روِّاك أتصدقين بأنني أنساك؟ أيلذُّ لي أن تبقي لل"باراك"؟ أين اتَّجهتُ وما لغيرك شاكي رملَ البحار ومؤئل الأسماك كم خيَّب الآمال واستثناك؟ عن طيب نفس للعِدا أبقاك مستوزرين ولو على شباك دحرَ اليهود وطردَ من أعياك وتمايلو طربا على نجواك فيها نُعد الجيل جيل لقاك و يفاخر الدنيا لهزّ شباك للعود والقيثار وال"كونياك" نجد السبيل بها لنيل رضاك نحيي الليالي ساهرين نحاكي ونقول يافا تشتكي وتشاكي أن السلام يلوح في الأفلاك ما لذّ من خمرٍ لكي ننساك وتشدهم للثأر في الأكشاك وتلاشت الآمال في لقياك منه الصليل بركلة من "باك" في الحياة ولم نعد نهواك أنّ الجهاد محرر لثراكِ بدربه إن كان قد أبقاك واللآئي أتوا لحماك ذا من يرتضيه كآكل الأشواك أم أنّ "جافا " (5) قد غدت َمسماك؟ فليأتني بحصى لرجم عداك ممن يوحِّد هبّة لعراك لتَسود في أرض السلام قواك متوارث يعزى إليه بلاك (6) وأهمها, لا عهد لل"باراك" وداس بنعله أنف الذي يهواك أبناءَ يعربَ ,ثمَّ من ناداك في عيشه مُتلهّف للقاك بفعلة المتغطرس الديَّاك يدفعون أذى الذي أعياك والعيش المرير لرد كيد عداك والخليل وما جرى برُباك وبنا استُخفّ ولم نقم بحراك فمصابنا جلل ؟ أحان وقت رثاك؟ لتحرّروا ما ضاع من أملاك ومآذن الأقصى تنوح كفاك يا أمة الإسلام زاد شقاك من ذلّة وتقاعس وتباكي رغم الحِِصار وحظر بعض سَماك زيلي الحدودَ ولبِّي من آخاك طول المدى متنفّس لقواك تزهو بكم وتقول أين يداك ؟ في كلّ صوب نزدهي بلقاك والقدس ناحت سورُها ناداك حريرَها من عصبة الإشراك بلد الأعزة فالرشيد (9) رعاك وبعزّةٍ وبجيشه الفتاك سنعيدُها بالسيف والمسواك مجنون يافا ،همُّها بتشاكي هُرعَتْ إليك, فحيي من حيَّاك يوم القدوم, وأن أموت فداك | صباكِ
(1) نظمت هذه القصيدة قبل احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية. ويافا رمز تعني كل مدينة فلسطينية محتلة
(2) كما جاء في وعد بلفور بإهداء فلسطين كوطن قومي لليهود
(3) المحتلون لأرض فلسطين من بني صهيون وطرد اهلها
(4) إتفاق أوسلو وخارطة الطريق وما تلاه من مفاوضات
(5) الإسم المعاصر ليافا بالعبرية
(6) لاعهد لليهود عبر التاريخ , فهم ينقضون العهود وذلك في القرآن الكريم
(7) الحضر الذي كان يفرضه الغرب على عدم السماح للطيران العراقي بالتحليق فوق شمال العراق
(8)هذا يعيد حلم الجبهة الشرقية الذي كان يراود النفوس
(9)هارون الرشيد الخليفة العباسي