تساؤلات إلى قبّرة
14نيسان2012
خلف دلف الحديثي
تساؤلات إلى قبّرة
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
الليل والصمت الرهيب ودم يراق بكل زاوية فماً والدربُ مقفرةٌ وليلي مظلمٌ مُذْ قدَّموا كلّ العراق أضاحيا مذ بيعَ (عنترُ) في المزاد مقيّدا وشفاهنا قد قُطّبتْ وتخارسَتْ مُذْ أتقنوا فنّ التحاصصِ فامتلَتْ فتقيّحت سحتاً كروشُ ولاتنا مذ أتقنوا موتي بمنعرج اللوى مرّت حزانى بالأسى وتوشّحَت لتهاجرَ الأيتامُ نحو همومِها فتُشلّ بسمتنا ويُعلنُ موتُها أهدابُها انكسرَتْ تريقُ بدمعِها وشراعُنا وطنٌ يجرُّ لحتفِه فأضاع بسمته بشاطئ ليلنا لا مرفأي يدري ولا يومي درى أي المنايا ما اقتفَتْ آثارَنا مني هنيهاتي غدت معلولة سُرقت نهاراتي وخاسَ مساؤها فتشوّفت نحو الوداعِ عيونَنا مذ صار فينا السيفُ يلمع عاجزاً ونقبّلُ السيّافَ نطلبُ صفحَه يا ويح مَن مدّوا إلى أعدائنا هذي يدُ الطوفان سوف تجرّهم فغدا هي الأوطانُ تعزف ثأرَها يا قمّة الفرسان يا من باسمِكم يا أيها المتوضّئونَ بنزفنا أين القرارات التي دبجتموا أينَ الوعودُ بنودُكم قد أطّرَت أين المواثيق التي قد أبرِقَتْ الناسُ لهفى تستغيثُ من الطوى ماذا اختلفتم عن سوابقِ جرمِكم نفس القتيل وقاتلي هو نفسُهُ أواه يا قلقي وخيبة ليلتي ما أحزن الأيام يجرحها اللظى ما أتعبَ الأنفاسَ يشنقُها الظّما ما أظلم الدنيا إذا حُلُمي انطوى أشكوكِ حالاتٍ تعيشُ بداخلي وطني ابتلى وبُليتُ في حبي أنا وبه تورّمتِ المنايا شهوةً وطني المسافرُ في شرارتِ الردى فمتى يرقُّ الذابحونَ لموتِه | ومجزرَهْوصراخ أحزان وشهقة قبّرَهْ فتدوسه فوق الرصيف مجنزرَهْ ومدائنُ الأفراح أمست مُصْحره قربى إلى هبل وأنثى منكرَهْ وديارُ عبلة أصبحَتْ مستعمرَه أصواتنا وبنا أباحوا السيطرَهْ سودُ الحقائبِ والحقوق مزوّرَهْ وغدَتْ مصارفُهم بنفطي مُعْسره فتجمعت تخمى الذئاب المُسْعَرَهْ طرقُ النهارِ وخطوتي المتبعثرَهْ وتخطّ لوعتَها بنزفِ المحبرَهْ وَتسجّلُ الدمعاتُ فوْزَ الشوْشرَهْ للحاكمينَ توَدُّ منها المغفرَهْ قد أتعبته بنا جراح الغرْغرَهْ لما أفاق فلم يجد من كسَّره أيّ القواربِ في دمانا مبحرَه إذ ضيّعَ التابوتُ دربَ المقبره في عُريها وبنا المواجع مزهره وبنا المآسي بالمآسي ممطرَهْ ولنا تلوّحُ للرحيلِ مدمّرَهْ وتُجَزُّ للسلخِ المبيَّتِ مُجبرَهُ ونروحُ نرجو عن دمانا المغفرَهْ جسرَ العبورِ وصارَ حتى قنطرَهْ وتبزّهم لنهايةٍ متجمّرَهْ وتدوسُ من باعوا العراقَ (بقندرَهْ) علناً نساقُ لمهرجانِِ المجزرَهْ حتما ستسحَقكم رياحُ الصرصرَهْ وغدت لها القنواتُ ترقصُ خيّرَهْ وبها حبلتمْ حيث جاءتْ مَعسرَهْ وغدتْ بها كلّ الجرائدِ موسِرَهْ وكروشُكم منفوخةٌ متجمّرَهْ شمرٌ تعدّدَ والوجوهُ مكرّرَهْ ؟ إلا الشخوصُ بأمرِهم متغيّرَهْ حزني ثقيلٌ والهمومُ مسعّرَهْ وتدحرجُ الساعاتُ فيها أنهرَهْ ويقيء فيها البردُ خمراً مسكرَهْ وبه اكتوى جفني وعيني المبصرَهْ عصفَت غضابى يا رياحُ الثرثرَهْ وبه أقامَ الموتُ ظلماً منبرَهْ ولقد أقامتْ للمجازرِ عسكرَهْ فيه الحقائبُ للرحيلِ محضّرَهْ وتعودُ أحلامي تغنّي قبرَهْ |