صلوا عليه.. و لقنوه شهادة
24آذار2012
محمد عودة
صلوا عليه.. و لقنوه شهادة
محمد عودة
كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة ( و انس العيونَ الناعسَاتِ ، وسحرَها لا ترجُ بَسمةَ ثغرِها يوماً ، فقدْ ... ( و تخصخصت قهرا لآليءُ ثغرها ) قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا ( و ازرف دمُوعَك نادِما ، متوسلا ) و لْتبتلعْ أبياتَ فخرِكَ صَامِتاً ( إن كان شِعرُكَ ذاتَ يوم ٍ عدَّةً ) و السيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ ... ( أو عَجْزَ شَعْبٍ راحَ يطلبُ حقَّه ) فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها ... ( أوْ .. إدْ حُروفك و اسْتَعِذ من عارها ) و ابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً ! ... ( إن قيلَ شارفتِ الهلاكَ ، فلا تقمْ ) اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها ( يا عبْل ، يا وهْما سرى بربوعنا ) يااا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي .... ( هل دنَّس الأنجاسُ أقداسا لنا هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ ؟!! ... ( هل دمعُ دجلةَ فاضَ أحمرَ قانيا ؟! ) يا فارسَ البيداءِ .. صِرتَ فريسةً ( جمعوا بها من كل ما يحلو لهم ) متطرِّفاً .. متخلِّفاً .. و مخالِفاً ! ( متخابرًا ، و معارضا ، و مُحرِّضا ) عَبْسٌ تخلّت عنكَ !!.. هذا دأبُهم ( في الفَرِّ قد سَبقُوا ظلالَ عصيِّهم في الجاهليةِ ، كنتَ وحدكَ قادراً ( لن تقدرَ الخيلُ الكليلة بالظما ) لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ ( و الخيلُ ترجُفُ و السيوف تكسَّرت ) و حصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ ( وعيونُ عبلةَ أبْرَقتْ من رُعْبها ) هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ !! ... ( أين المَفرُّ و قد غَشَانا دَخْنُها هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ ... ( و يرى البوارج في البحار تحيطنا ) لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى ( و لكان أقذع في الهجاء لعبسنا ) يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم ... ( أهْدَوا لقاتلهم بعِيدِ خُضُوعِهم !! ) فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشِقاقِهم ( ثم استعان بجهلهم ، وغبائهم ) ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم و خُنوعِهم ( عَددٌ ، ومالٌ ليس يحصَى .. إنما ! ) هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها ( خيرُ البلادِ بلادُنا .. يا فرحَنا ! ) ضاعت عُبَيلةُ ، و النياقُ ، و دارُها ( و الخيلُ تركبها الضُيوفُ سِيَاحَةً ) فدَعوا ضميرَ العُرْبِ يرقدُ ساكناً ( صلوا عليه ، و لقنوه شَهادة ً ) عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. و ريشتي ... ( شَربتْ دمَاءَ جراحِنا و قيودِنا ) و عيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها ( ترنوا لعنترها ، و تحضن حُلمَها ) | ( و الْعَن قصائدَ حبِّك المتبعثرة فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة ( قُتِلَ البريقُ على الثغور مُفَغرة ) سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة ( عن سِيرَةٍ جَعَلتْك تدعى عنترة ) واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة ( و انسَ القريضَ ، و لا تقارف أبحره ) فالشعرُ في عصرِ القنابلِ .. ثرثرة ( عَجْزَ الإماء .. يسَقنً نحوَ المَقهرة ) فَقدَ الهُويّةَ ، و القُوَى ، و السيطرة ( أشْعِلْ بهَا نارا لضيْفِك نيِّرة ) و اجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة ( و اشْجب مُقدَّمَ حُبها ، ومُؤَخرَه ) و ابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة ( يا عبلُ أنت غزالةُ متحرِّرة ) تحتَ الظلالِ ، و في الليالي المقمرة ( ماذا لديكِ من الحكايا المبهرة ؟! ) هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة ؟ ( و دم الحرَائرِ عابقٌ في المبخرة ؟! ) و كلابُ أمريكا !! تُدنِّس كوثرَه ؟ ( للمجْلِسَيْن ؛ فأوليَاك مُذَكرة ) عبداً ، ذليلاً ، أسوداً ما أحقرَه ؟ ( نهج العبيد ، و مُدَّع ٍ للعنترة ) نسبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه ( من ذا بعبس ؟! قد فنوا .. إلا مرة ) حُمُرٌ لَعمرُكَ كلُّها مستنفِرَة ( أن ترعِبَ الخوفَ الجبانَ و تقهره ) أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ و تأسِرَه ( أممٌ ، و ناتوا أعلنوها مجزرة ) فالزحفُ موجٌ ، و القنابلُ ممطرة ( و ازورَّ مِن وقع ِ انفجار أذعره ) بينَ الدَّويِّ .. و بينَ صرخةِ مُجبَرَة ( هل أعْشَبَت تلك الدماءُ المُهْدَرة ؟ ) كيفَ الصمودُ ؟! و أينَ أينَ المقدرة؟ ( زَفرَتْ لهيبًا ؛ فاستغاث بزمجرة ) متأهِّباتٍ ، والقذائفَ مُشهَرَة ( و بكى لشدة ما يرى من مسخرة ) و لَصاحَ في وجهِ القطيعِ و حذَّرَه ( أقدارَهم .. و عقولهم متخدرة ) مفتاحَ خيمتِهم ، و مَدُّوا القنطرة ( و بوَهْمِهم بالوحدة المُتَجَذّرة ) و نفاقِهم ، و أقام فيهم مِنبرَه ( ثم استكانوا .. أمة متدَهْورة ) فالعيشُ مُرٌّ .. و الهزائمُ منكَرَة ( وهْمَ العُلا من كأسِها المتكسِّرة ) مَن يقترفْ في حقّها شرّا ، يَرَه ( و اقتِيدَ عنترُ بالقيودِ مجَرجَرة ) لم يبقَ شيءٌ بَعْدَها كي نخسرَه ( لا تقلِقوه .. بفتنة ٍ مُتَهوّرة ) في قبرِهِ ، و ادْعوا لهُ بالمغفرة ( جَفت مدامِعُها ، و باتت مُهْدَرة ) لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة ( بينَ الجُفون حبيسَةً مُتحجرة ) تترقَّبُ الجسْرَ البعيدَ ؛ لِتَعبُرَه | )
هي تشطير لقصيدة الأخ الشاعر / مصطفى الجزار
( كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة )