جسر الشغور: المجزرة و الثأر
جسر الشغور: المجزرة و الثأر
يحيى بشير حاج يحيى
في آذار عام ثمانين سفك نظام البعث الطائفي المجرم دماء مئتين من أبناء جسر الشغور في يوم واحد و بعد اثنين و ثلاثين عاما حاول أن يعيد الكرة ، فسحقتهم المدينة المجاهدة و ريفها الصامد ، و اعترف النظام بمقتل شبيحته المجرمين على أبوابها
ناحت عليكِ الضفتانْ و بكتْ بدمع الُأرجوانْ
آذارُ جاء و لم تجئْ معه زهورُ الأقحوان
و اللوزُ قد أغفى فلم يُزهِرْ و قد آنَ الأوان
و مروجُكِ الخضراءُ ما ابتسم الربيعُ لها ولان
لما غَزتْكِ جحافلُ الحقدِ المجوسِيّ الجبان
قصفٌ و تدميرٌ فعن أحقاد طاغيةٍ أبان
كالفأرِ في الجولان ، لكنْ بينَنا ابتدرَ الطّعان
يا رُبّ طفلٍ غارقٍ بدماء والدةٍ حَصانْ
تبكي و يبكي ! مَنْ أباح لقاتلٍ ذَبْحَ الحنان!؟
جسرُ الشغورِ عَصِيّة ٌلا تُستباح ُو لا تُهان!
مئتان من أبنائِها لبّوا النداءَ إلى الجِنان
مئتان يجمعُهم على الخيرات ترجيـعُ الأذان
قم (يا جميلُ) و يا (سليمُ) لكل مُنْتَفِضٍ حِصان
ها قد ثَأرْنا يا شهيدا بعد ما دارَ الزّمان
و البعثُ قد ذاق المَرارَ بها و غَشّاه الهوان
شبيحة ٌ، و جموعُهم صَرعى و لم ينطِقْ لسان
شبيحة ٌ نَتَنٌ تَهاوَى بعدما خسروا الرّهان
أين السلاحُ مُدَجّجون به و أين الصّوْلجان ؟
بل أين مَنْ رُكِبَتْ ظهورُهُمُ و كانوا كالأتان!؟
نحن السيوفُ اللامعاتُ ، و نحن - إنْ عادوا - السِّنانْ
* الشهيدان: النقيب البطل جميل قسوم ،و الشيخ سليم أحمد الحامض .