مَسيحٌ لم تقرأهُ صُلبانُه
مَسيحٌ لم تقرأهُ صُلبانُه
سلطان الزيادنة
كُلُّ مافي الكَونِ يا خِلِّيَ يَدعو للكآبَه
والحَزانى مِثلُنا لم يَعرِفوا إلا عَذابَه
عيشَةٌ ظَمأى وَنوءٌ ما لَنا فيهِ سَحابَه
ما طَعِمنا مِن جَناهُ لا وَلا ذُقنا شَرابَه
بمَرايا الكَونِ أبْصَرتُ وما أبْصَرتُ عابَه
نَجمةٌ عَميا وليلٌ ألبَسَ الأفقَ إهابَه
وصَقيعٌ يرتجي مِن حَضرَة الشَّمسِ اقترابَه
قيلَ يا خلي كلامٌ ألحَقوهُ بالنَّجابَه
عَقلُ مَن يُبصِرُ مِرآةٌ يَرى فيها مآبَه
فَهْيَ تُهدي كُلَّ حَيٍّ ناظِرٍ فيها جَوابَه
فلِمَ العاقلُ مُحتارٌ ولا يَدري صَوابَه!
أتَرى كيفَ نَلوك العُمرَ بؤساً ورَتابَه؟!
نَتَقصى السَّعدَ والسَّعدُ يُسقينا سَرابَه
يا صَديقي لا تُجمِّلْ بالرَّضا وَجه الغَرابَه
إنَّما العالمُ مَسخٌ لو نَزعناهُ ثَيابَه
أرضُنا الأولى تَولَّتْ وَغَدتْ مَحضَ غابَه
لَبِسَ الإنسانُ ذئباً وَمَضى يَشحذُ نابَه
وأنا فيها مَسيحٌ يَرفُضُ الطينُ انتِسابَه
عِشتُها أسئلَةً تُتلى وَلم أوحَ إجابَه
فَتَرفَقْ بِنَبيٍ مَزَّق الصَّحبُ كِتابَه
وَمَضى للصَّلبِ مَلعوناً يَظنّونَ إيابَه
فَتَعالَ الآنَ أبِّنهُ وَأودعْهُ تُرابَه.