بِقُلوبِنَا لَكِ يَا حَمَاةُ قَرَار
11شباط2012
محمد جميل جانودي
بِقُلوبِنَا لَكِ يَا حَمَاةُ قَرَار...
في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة....
محمد جميل جانودي
بِقُلُوبِنَا لَكِ يَا حَمَاةُ ضَمّتْكِ بيْنَ شِغَافِهَا في لَهْفَةٍ وضُلُوْعُنَا تَحْمِيْكِ مِنْ سَوْطِ الرَّدَى عَشِقَتْكِ يَا أُمَّ الْفِدَاءِ قُلُوبُنَا عشِقَتْ رياضَ العلْم فِيْكِ يَؤمُّها وتعَلَّقَتْ بِبُيُوتِ خَالِقهَا ولَمْ عَقَدَتْ عَلَيْكِ قِرانَها مُذ أشْرَقَتْ عَقَدتْ عَلَيْكِ وأَنْتِ بِكْرٌ طاهرٌ عَشِقَتْ مَيَاديْنَ الْجِهادِ أقامَها شيْخٌ ولَكنَّ الشبَابَ قَريْنُهُ في جَامِعِ السُّلْطَانِ كانَ عَرِينُهُ ربّى الشَّبَابَ عَلى الْكَرَامَةِ والإبَا وعَلَى الْفَضِيْلَةِ والتبَتُّلِ والْهُدَى وَعَلَى التّحَرّرِ منْ عِبَادَة ظَالِمٍ فَأبَوا رُضُوخًا للطّواغِيْتِ الّتِيْ تِلْكَ الطّواغِيْتُ الّتِيْ قَدْ صُنِّعَتْ في مَطْبَخٍ لِلْبَغْيِ يُنْتِجُ قاتِلاً فِيْ مَطْبَخٍ لِلْفُحْشِ يُنْتِجُ خَائِنا وَمَضَى يُعَرْبِدُ أَنَّهُ لَمُقَاوِمٌ فيْ مَطْبَخٍ لِلظُّلْمِ يَنْفُثُ سُمَّهُ منْهمْ شَرَاذِمُ جَاهِلُوْنَ فأقْبَلُوا جَاؤُوا حَمَاةُ إِلَيْكِ يَشْكُونَ الضَّنى نَزلُوا بِسَاحِكِ فَاحْتضَنْتِ نُزوْلَهُمْ وَلَهُمْ فَرَشْتِ بِسَاطَ جَارٍ مُخْلِصٍ عَلّمْتِهِمْ، وجَعَلْتِهِمْ فِي مَأْمَنٍ ورَفَعْتِ أَدْنَاهمْ إلَى مَا لَمْ يكُنْ لَكِنَّهُمْ لَمَّا تَصَلَّبَ عُوْدُهُمْ وتنَكَّروا لِجَمِيْلِ صُنْعِكِ فيْهِمُ وتَمَيَّزُوا غَيْظًا بِرُؤْيَة فِتْيَةٍ واشْتَدَّ غَيْظُهُمُ بِصَرْخةِ فَارسٍ آنَ الأوانُ لكَي نَنَالَ كَرامَةً آنَ الأوانُ لأنْ تَسُوْدَ عَدَالَةٌ آنَ الأوانُ لأنْ نُحَرِّرَ قُدْسَنَا عَلِمُوا بأنّ الشَّعبَ فَاْضِحُ أمْرِهِمْ فأثَارَهُم هَذَا النِّدَاءُ وأسْفَرُوا أحْقَادُهُم سَبَقَتْ قَنَابِلَهُم وفِي فِي كلّ بَيْتٍ نَكْبَةٌ ومُصِيْبَةٌ كَمْ مُرْضِعٍ فُجِعَتْ بِقَتْلِ رَضِيْعِهَا كَم حَامِلٍ بُقِرَتْ لَهَا بَطْنٌ وَلَمْ خمسُونَ أَلْفا قُتِّلُوا ما ذَنْبُهُم؟ خَنَقُوا النَّواعِيْرَ الّتي غَنّتْ عَلى إيْهٍ حَمَاةُ أَمَا ذَكَرْتِ طُفُوْلةً والنَّحْلُ يَرْشُفُ مِنْ رُضَابِ رَحِيْقِهَا يَتَبَادَلُوْنَ حَدِيْثَ وُدٍ بَيْنَهُمْ قَدْ كُنْتِ غَافِيَةً عَلَى يَدِ حَالِمٍ فِيْ ضِفّتَيْهِ نَمَارِقٌ مُخْضَرَّةٌ جَاؤُوا إِلَيْكِ فَأَيْقَظُوكِ بنَفْثَةٍ وَإِذا بِأَحْلامِ الْوُرُوْدِ تَبَعْثَرَتْ صِلٌّ أَثَارَ غُبَارَهُ وأُوَارَهُ أوّاهُ يَا عَقْدَ الثَّمَانِيْنَ الّذيْ أوّاهُ يَا عَقْدَ الثّمانيْنَ انقَضَتْ أوّاهُ يَا عَقْدَ الدِّماءِ ومَا رَوَتْ إيْهٍ حَمَاةُ تَصَبَّري وتَجَمّلي اليَوْمَ هَبّتْ ثَوْرَةٌ سُوريَّةٌ ثَأْرٌ بلا جَوْرٍ ولا ظُلْمٍ، ولا ثَأْرٌ يُعِيْدُ الْحَقَّ مِنْ سُرَّاقِهِ ثأرٌيُعِيْدُ بَرَاءَةً لِطُفُوْلَةٍ ثَأْرٌ بِهِ تَمْشيْ الْبُنَيَّةُ حُرَّةً إيْهٍ حَمَاةُ فَإِنَّ فَجْرَكِ قَادِمٌ كَمْ حَاوَلُوْا أنْ يَقْذِفُوْكِ بِفِرْيَةٍ كَمْ حَاوَلُوا أنْ يُظْهِرُوْكِ دَمِيْمَةً | قَرارُمِنْ نُورِ وَجْهِكِ شَعَّتِ تُؤْوِيْكِ إنْ نَزَلَتْ بِكِ الأكْدَارُ إنْ أَمْسَكَ السَّوْطَ الّلعِيْنَ حِمَارُ لمّا أطلَّ الشّعبُ والثُّوَّارُ فِلْذاتُ أكْبادٍ لَنَا أبرَارُ تَعْبَأ إذا ما صَدّهَا الْفُجَّارُ فيْكِ النّجُومُ ومِنْ سَناكِ تنَارُ فَغدَتْ بِقَاعُ الأرْضِ مِنكِ تَغَارُ صِيْدٌ ويَقْدُمُ رَكْبَهُمْ مِغْوَارُ بِعَزيْمَةٍ ويشُدّهَا إِصْرَارُ هوَ كَوْكَبٌ، مِنْ حَولِهِ أَقْمارُ وشعارُهُمْ بيْنَ الْوَرَى الإيْثَارُ بِقِيَامِهِمْ للّيْلِ هُمْ عُمّارُ حَتّى أَحَسّوا أنَّهُمْ أَحْرَارُ قَدْ سَادَ فِيْهَا فَاجرٌ جَزّارُ فِي مَطْبَخٍ طَبّاخُهُ خَمّارُ أو سارِقا أوْ لِلْخَنا سِمْسَارُ بَاعَ الدّيَارَ، فَدُنِّسَتْ أَمْصَارُ ومُمَانِعٌ، صُنِعَتْ لَهُ الأَدْوَارُ مُتَزَنْدِقُون وكُلُّهُمْ أَشْرَارُ مُتَوَسِّلِيْنَ ودَمْعُهُمْ مِدْرَارُ فيْ ذِلَّةٍ، تَكْسُوهُمُ الأطْمَارُ أكْرَمْتِهمْ وكأنَّهُمْ زُوَّارُ عَطْفًا عَلَيْهم، كُنْتِ نِعْمَ الْجَارُ وتَحَدّثَتْ فِي ذلكَ السُّمَّارُ حُلُمًا لهُ، وإلى المَناصِبِ صَارُوا قَلبُوا المِجَنَّ وزاغَتِ الأبْصَارُ ونَسُوا الْفَضَائِلَ كلّها وامْتارُوْا صَلُّوا وصَامُوا، كلُّهُمْ أَطْهَارُ آن الأوَانُ فَأَبْشِريْ يَا دَارُ مَسْلُوْبَةً، أنْ تُوْضَعَ الآصارُ بَينَ الْوَرَى، وَيُسَوّدَ الأَخْيَارُ جُوْلانَنَا، وتُهَدَّمَ الأسْوَارُ وبِمَا يُناديْ تُكْشَفُ الأسْتَارُ عَنْ حِقْدِهِمْ، وعَلَى حَمَاةَ أغَارُوا أرْجَائِهَا خَطْبٌ طَمَى ودَمَارُ وبِكُلِّ حَيٍّ مَأْتَمٌ ودُوَارُ فِيْ مَنْظَرٍ تَبْكيْ لَهُ الأَحْجارُ تأْذَنْ بِنَشْرِ مُصَابِهَا الأَخْبَارُ وَدِمَاؤُهُمْ سَالَتْ بِهَا أَنْهَارُ مَرّ السِنيْنَ فَضَجّتِ الأَوْتَارُ نَلْهُوْ بِهَا وَتَحُوْطُنا الأَزْهَارُ ويَدُوْرُ بَيْنَ الْعَاشِقِيْنَ حِوَارُ بِحِدَائِهِ تَتَمَايَلُ الأَشْجَارُ يَرْعَى النّجُوْمَ، ومُاؤُهُ أنْمَارُ مِنْ سِحْرِهَا تَتَدَفَّقُ الأَشْعَارُ مَعْقُوْدةٍ، حِقْدًا، لَهَا أَزْرَارُ ضاعَتْ وحَلَّ مَحَلَّهَا إِعْصَارُ وتَفَجّرَتْ مِنْ مُقْلَتَيْهِ النَّارُ حَفَّتْ حَمَاةَ بِظِلّكَ الأخْطَارُ أيامُكَ الحُبْلَى، لَهَا اسْتِذْكَارُ حِقْدًا طَغَى، مَعَ أنَّكَ الثَّرْثَارُ فَالْيَوْمَ يُغْسَلُ يا حَماةُ الْعَارُ الْيَوْمَ يُؤْخَذُ يَا حَمَاةُ الثّارُ حِقْدٌ يشُوبُ الثَّأْرَ أَوْ أَضرَارُ وبِهِ حُصُونُ المُعْتَديْ تَنْهَارُ وعَلَى الأَنَامِلُ تَنْبُتُ الأظْفَارُ لا ذِئْبَ يَخْدِشُهَا وَلا صِرْصَارُ يَمْحُوْ ظَلامَ الَّلَيْلِ عَنْكِ نَهَارُ فَأصَابَهُمْ فيْمَا رَمَوْكِ شَنارُ فَزَهَتْ بِحُسْنِكِ يَاْ حَمَاةُ دِيَارُ | الأنْوارُ