من أنتم
د. فلاح محمد كنه
لا زلنا نسكن عمق الصحراءْ
لا ليل يعرفنا لا شمس لا أضواءْ
لا بيت يحمينا من نار الأعداءْ
نستلهم فكرتنا من عاهرة ٍ
أو من قوّاد يحكمنا
نادى بمبادئ كنا نعشقها
نادى بالوحدة بين البلدانْ
والناس كأسنان المشط انتظموا
في طابور الحرية تحت شعارات العميانْ
الناس بلا وعي كانوا شسعا
في أحذية السلطانْ
كان الإنسان يجوع سنينا يحمي
بيت الشيطانْ
ويدافع عن وطن بدماء سالت كالغدرانْ
من أجل جلالة قدر السلطانْ
حتى ضاعت أوطاني
وتعرَّت من قهر بين الأوطانْ
كان الانسان بلا رأي يعتاش بخطبة سيدنا الولهانْ
يبني جيشا من أبناء الفقراءِ ِ
ومن ناموس الظلم يعيش على
جثث القتلى ,قتلى عشاق الأوطانْ
حتى جاء الوعد الحقْ
زار العدل الانسانَ ,رآه بلا خمر سكرانْ
وبلا رأي ,وبلا مأوى وبلا أمل ٍ
يحيا كالحيوانْ
في حضرة سيّدنا السلطانْ
دخل العدل العين ,الأُذن ,ونادى
روح الانسان ِ وهاجم أنصار الذل وأعوان السلطانْ
من أنتمْ ؟
نحن الشعب العربيُّ ومنا يولد نار البركانْ
من أنتمْ ؟
نحن الشعب الثوريّ وفينا يُبنى أكبر نصر ٍ
دون مدافع أو حشد من جيش تعبانْ
يستسهل قتل الشعب وحرق الحبِّ
ويقتل حتى الصبيانْ
من أنتم ْ ؟
نحن الشهداء نضحي ,نحن الشعب القاهرُ
لا نبغي مالا من أحد .
فضمائرنا ليست ماء ً
أو بيتا للجرذانْ
من أنتمْ ؟
نحن النار استعرتْ من ظلم الحاكم منْ
جور الطغيانْ
إنْ كنتم لا زلتم تغتالون الحبّ وتستترون على
كذب أو لا زلتم منا مستائينْ
سنقول بلا خوف
إنا إنشاء الله لمنتصرونْ
مهما قتّلتم أطفالا أو نسوانا
أو شبانا فبهم يبنى وطن
وبهم يأتي إعصار يحرقكمْ
يا أحفاد الخوفِ ,الخوفُ يناديكم
من داخل أروقة الجدرانْ
يا من أتخمتم شهوتكمْ بجماجمنا
يا من أثلجتم في الأعداء ضمائركمْ
هذا يوم عربي الشمس بلا ليل
أو ظلم أو طغيانْ
الشعب يقود زمام الحكم ِ ويرميكمْ
في مزبلة التاريخ ويطعمكم للغربانْ
لن نرحمكمْ
لن نذكركمْ
لن نخذل من ضحى بدماء أو مال أو
من صلى يوما لله وللأوطانْ