ثمّ عادَ الرَّبيع
28كانون22012
شريف قاسم
شريف قاسم
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيز عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ 128 فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 129}
لـلـرَّحـيـقِ الـمختومِ عُدْتُ وأشـمُّ الـفـوَّاحَ مـن ربـعِ روضٍ وألـمُّ الأشـتـات مـن تُـرَّهـاتـي ضقتُ ذرعًا بما رأيتُ من الزُّخرفِ ... قـد عرفتُ الأفذاذَ في موكبِ المجدِ ... وقـرأتُ التاريخَ ، والسِّيرَ المُثلى ... مـن ةسُـمُـوٍّ ، ومـن عُلُوٍّ و فضلٍ أّتَـوَخَّـى مُـشـيـعَ حـبٍّ لـقلبي قـد وجـدتُ الـضَّـرامَ يحيي حنينًا فـحـنـايـا أضـالُـعـي ظامئاتٌ أتـهـادى عـلـى الـمرابعِ أُصغي وأُولِّ وجـهـي إلـى حـيـثُ لاحت هـوَ ذا مـأربـي ، وتـاجُ طموحي سِـيـرةٌ لـم يُـحِـطْ بـيـانُ بليغٍ مـن عُـلاهـا تـحـدَّرَ الخيرُ غضًّا وتـسـامـتْ بـهـا أواصـرُ قـومٍ كـيـف لا ! والحبيبُ أحمدُ مختارُ ... مــاتــراءى امـرؤٌ بـأيِّ زمـانٍ أبـلـجُ الـوجـهِ ، والـوضاءةُ فيه أدعـجُ الـعـيـنـيـنِ اللتينِ بِحُسْنٍ إنْ رأتْـهُ الـعـيـونُ خـالتْهُ شمسًا فـبـنـورِ الـرضـا اسـتنارَ بهاءُ أحـسـنُ الـنـاسِ مـطلعًا في وقارٍ وعـلـيـه الـصلاةُ أكملُهم خَلقًا ... وهـو الأوفـى ذِمَّـةً قـد تـنـاهى مـصـطـفـانا الحبيبُ والطيبُ منه ويــداهُ كــجـونـةٍ مـلأتْـهـا وابـتـسـامـاتُـه تـفـيضُ بعطفٍ وُلِـدَ الـخـيـرُ يومَ مولدِه الغالي ... والـبـرايـا مـسـتـبـشراتٌ بيومٍ وبـنـو الـجنِّ والملائكةُ الأطهارُ ... فـبـه بـشَّـرَ الإلـهُ بني الدنيا ... تـتـثـنَّـى الأيـامُ جـذلـى فـهذا وبـه يُـسـتَـسـقى الغمامُ ، ويحيا وبـأيَّـامِ يُـتْـمِـه ابتهجتْ بنتُ ... قـد حباها الرحمنُ من فضلِه الثَّرِّ ... إذْ رأتْ مـن رعـايـةِ اللهِ مـا لـم فـهـو الـخـيـرُ والنَّدى حيثُ وافى ومـشـاهـا والـيُـتْـمُ أفـرعَ شأوًا وعُـلُـوٌّ تـبـاسـقَ الـمـجـدُ فيه وتـسـامـى بـخُـلْـقِـه غـيرَ فظٍّ جـاء لـلـعـالـمـيـن خيرَ بشيرٍ ونـذيـرا لـلـمـعـرضـين حُفولا هـلَّ بـالـوحـيِ فـانجلى عهدُ كفرٍ وأنـارَ الـوجـودَ فـانْكَفَأَ الشركُ ... وتوارى إبليسُ ، وارتعدَ الطاغوتُ ... وتـعـرَّتْ أُكـذوبةُ المللِ الأخرى ... نـزلَ الـوحـيُ بالشريعةِ بيضاءَ ... وَانْـهَ كـلَّ الـشـعوبِ حتَّى تردَّ ... فـبـغـيـرِ الإسـلامِ تـشقى البرايا قـد تـهـاوتْ أحـزابُـهم ، وتلاشت وتـنـادى الأشـرارُ غرَّهُمُ الوهمُ ... واشـنـخـروا بـمـا لَـهُم من عُتُوٍّ لَـهُـمُ الـويـلُ لـن يـنـالوا فلاحًا هـم أبـاحـوا الـمـحرماتِ ، ونالوا وأثـاروا دسـائـسَ الفتنِ الكبرى ... كـذبَ الـمـرجفون إنَّ دعاواهُم ... والـرزايـا الـتـي تفورُ وهذي ... هـي شُؤمُ الذنوبِ مابرحتْ تغشى ... ولأبـنـاءِ أُمَّـتـي حـرُّ شـكـوى أسـمـعَتْهُم إذ غالها العبثُ الأعمى ... قـد تـصـدَّوا لـلـبيِّناتِ ، وعاثوا فـأصـابـتْ بالكَرْبِ غائلةُ الدهرِ ... فـأفـاؤوا لـوفـضـةِ الـمجدِ لكنْ يـالـهـا مـن شـمـاتـةٍ أخجلتْهُم غـيـرَ أنَّ اسـتـهـتارَهم مادعاهم واسـتـخـفَّـتْهُم زهرةُ العيشِ زورًا مـا أتاحتْ حضارةُ العصرِ للناسِ ... وانـهـيـارٍ لـلباسقاتِ من الخيرِ ... فـجـزاءُ الـتَّـفلُّتِ الأرعنِ اليومَ ... نـسـيَ اللهَ جـيـلُ لـيـلٍ بغيضٍ فـي مُـجـونٍ لـه وفـي جنفٍ عن حـاربـوهـا بـالـمـوبقاتِ ، فنالوا بـيـنَ أحـداقِـهـم ثـقـيلُ شجونٍ وتـعـالـى لـهـيـبُ ثـورةِ شعبٍ فـالـرزايـا تُـطـيـلُ سهدَ الليالي فـتـشـظَّـى الـمـخبوءُ بعدَ خمود حـيـثُ ضـجَّـتْ شـعوبُنا لاتبالي كـبَّـرتْ فاستجابتِ الهممُ النائمةُ ... لـيـعـودَ الـربـيعُ بين روابيها ... عـادَ يُـحـيـي إيـمانَها بالمعزِّ ... عـادَ والـمـسـلـمون هاهم أعادوا ومـن الـفـخـرِ بـالحبيبِ تراءى وتـجـلَّـى الـرحـمنُ بالفتحِ يُزجي لـن يخافَ الشبابُ من لججِ الموتِ ... هـي جـنَّـاتُ رحـمـةٍ ، ونـعـيمٍ ويـعـودُ الـربيعُ ، فَلْيَخْسَأِ القيظُ ... وَلْـتُـوَلِّ الـرياحُ تعصفُ بالبأسِ ... عـادَ شـذوُ الربيعِ ، فَلْتَهْنَأِ الدنيا ... | ورائيأتــحــرَّى أطــايـبَ الأشـذاءِ فـيـه أغـلـى تـشـبُّـثي وثَوائي والـبـغـيـضَ الـمذمومَ من أهوائي ... أوهـى مـن هـمَّـتي و مضائي ... بـتـيـجـانِـهـم وبـالـنَّعماءِ ... ومـا فـي الـزمـانِ لـلفضلاءِ ومـكـانٍ فـي عـالَـمِ الـحـكماءِ إذ بــراه الــنَّـوى مـن الـلأواءِ فـي فـؤادي الـذي صَـبَا و رُوائي فـي هـجـيـرٍ ، مستمطراتٍ سمائي مـن وراءِ الـغـيـوبِ لـلأصـداءِ رفـرفـاتُ الأنـوارِ فـي الـظلماءِ وهـنـا فـي مـدارِه بُـشَـرائـي بـبـهـاهـا ولا فـصـيـحُ الثَّناءِ مـن فـيـوضِ الـنُّـبـوَّةِ الـغرَّاءِ جـمـعـتْـهُـم فـي أعـذبِ الأفياءِ ... الـكـريـمِ الـرحـمنِ ذي الآلاءِ مـثـلَ طـه فـي الـخَلقِ وانُّظراءِ مـثـلُ بـدرٍ فـي الـلـيلةِ القمراءِ جـلَّ ربِّـي حـلاَّهـمـا بـالـسَّناءِ طـلـعـتْ فـي صـباحِها الوضَّاءِ وجـهُ خـيـرِ الورى ، وأنقى صفاءِ وجــلالٍ و هــيـبـةٍ و حـيـاءِ ... وخُـلْـقًـا ، وسـيِّـدُ الـفصحاءِ صـدقُ مـافـي الـعـهودِ من أوفياءِ لـم يُـفـارقْ خُـطـاهُ فـي الأرجاءِ كـفُّ عـطَّـارٍ فـاحَ بـالأشذاءِ (1) وحـنـانٍ حـتَّـى عـلـى الـبُعَداءِ ... فـمـا مـن مثيلِه في الرُّواءِ (2) فـي مـغـانـي الأفـاضـل النُّدماءِ ... أصـغـوا لـعَـذْبِ حُـلْوِ النِّداءِ ... لأمـرٍ لـم يَـخْـفَ فـي الآناءِ رحـمـةُ اللهِ ، زهـوُ كـلِّ إياءِ (3) بـمـثـانـيـهِ مـيِّـتُ الأحـيـاءِ ... ذؤيـبٍ فـي وحـشةِ البيداءِ (4) ... فـعـادتْ فـي مـوكبِ السُّعداءِ يـأتِ يـومًـا بـبـالِ ذاتِ شـقـاءِ فـي رحـابِ الـحـجـازِ والأبـواءِ لـم يـنـلْـه أكـابـرُ الـنُّبلاءِ (5) بـمـثـانـي الـعـقـيـدة السَّمحاءِ لـم يـجـانـبْ سـجـيَّـةَ الرُّحماءِ بـالـمـزايـا الأثـيـرةِ الإطـراءِ مـن طـغـاةٍ في الناسِ أو سفهاءِ(6) وظـلامٍ طـوتْـهُ كـفُّ ذُكـاءِ (7) ... و ولَّــتْ مـكـارهُ الـبـلـواءِ ... خـوفًـا مـن قـبـضـةِ الحنفاءِ ... وأخ_ـوتْ ب_ـه_ـارجُ الآراءِ ... فـبـاركْ بـالـشِّـرعةِ البيضاءِ ... الـجِـبـتَ ردًّا على مدى الغبراءِ وتـعـيـشُ الـعـنـاءَ بـعدَ العناءِ فِـرقُ الـمـفـتـريـن رغمَ الدهاءِ ... لإفــنـاءِ دعـوةِ الأنـبـيـاءِ ونــفــوذٍ طـاغٍ ، ومـن إغـواءِ أو يـفـرُّوا مـن عـدلِ حُكمِ القضاء مـن مـقـامِ الـنُّـبـوَّةِ الـعصماءِ ... بـدعـوى مـن زورِهـم والنساءِ ... هُـراءٌ ، ونـفـثُـهـا من هباءِ ... الـنـازلاتُ الـشَّـديـدةُ الضَّرَّاءِ ... طـمـأنـيـنـةَ الـورى والهناءِ مـن بـنـيـهـا الـعصاةِ في الآناءِ ... ضـلالا مـن وِلْـدِهـا الأشقياءِ بـالـبـهـاءِ الـمـنضودِ في اللألاءِ ... حِـمـاهـم ، والـثُّـكلِ والإدجاءِ وجـدوهـا عـلـى يبابِ التنائي (8) لـو أصـاخـوا لـصـادقِ الأنـباءِ لـسِـوى الـنـأيِ عـن كريمِ السَّناءِ فـجـفـتْـهـم هـنـاءةُ الـغـرَّاءِ ... ســوى حـسـرةٍ ، وأنَّـةِ داءِ ... ووخــزِ الـكـآبـةِ الـربـداءِ ... شــكـاوى مـن وطـأةِ الأرزاءِ بـاتَ يُـدعَـى بـالـلـيلة الحمراءِ فـطـرةِ اللهِ فـي غـليظِ الغباءِ (9) ضـنـكَ عيشٍ ، وذاك بعضُ الجزاءِ مـن غـبـارِ الـمـصـيبةِ الرعناءِ ذاقَ مـرَّ الـمـعـيـشـةِ الـهوجاءِ وتـثـيـرُ الأحـقـادَ فـي الأحـناءِ فـوقَ أهـلِ الأهـواءِ والـكـبرياءِ بـفـنـونِ الـتـعـذيـبِ والإفـناءِ ... الـيـومَ رغـمَ طـولِ الـبـلاءِ ... نـديًّـا يـحـلـو بـعينِ الرائي ... الـمـسـتجيبِ الدعاءَ في الظلماءِ مــالــديـنِ الإسـلامِ مـن لألاءِ بـيـن هـذي الـجموعِ عَذْبَ النِّداءِ لـرؤى الـمـتـقـيـنَ نورَ اهتداءِ ... بـظـلِّ الـشـهـادةِ الـزهراءِ لـلـشـهـيـدِ الـسَّـبَّاقِ عندَ اللقاءِ ... بـصـيـفٍ ، والبردُ بردُ الشتاءِ ... بـأيـدي الـخريفِ عبرَ الفضاءِ ... بـحـكـمِ الـشـريـعـةِ الغراءِ |
هوامش :
(1) : الجونة : الإناء الذي يخزن فيه العطار الطيب
(2) : الرُّواء : حُسنُ المنظر
(3) : الإياء : الحُسن والجمال
(4) : بنت ذؤيب : حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب
( 5) : أفرع : علا مجدا ، وشرف مكانة
(6 ) : حُفولا : مجتمعين ، متكاتفين
(7) : ذُكاء ك من أسماء الشمس
(8) : الوفضة : جعبة السهام
(9) : جنف : ميل ، وبعد عن الحق