وعاد الوطن
رأفت عبيد أبو سلمى
وعادَ الوطنْ
بماء ٍ من الحُبِّ يروي القلوبْ
لتبقى الشعوبْ
لتمحوَ مَن غالها بالهوان ْ
ومنْ سامها السوءَ في كلِّ آن ْ
ومن غلًَّ فيها شعورَ الأمانْ
ومن شجعَ الإثمَ فيها
ليبقى به الشعب في جُبِّهِ
رهينَ الذنوبْ
ولا يَطلبُ النورَ رغمَ الدجى
ولا يغسلُ الحزنَ بينَ القلوبْ
يعشِّشُ في كلِّ بيتٍ أسى
ومنَ خالجَ الحُلـْمُ وجدانـَهُ
فذاكَ المُدانْ
حرامٌ إذا أطلقَ الحُرُّ يوما ً
جوادَ الأمانيِّ والمنطلقْ
وأرخى له في الخيال العنانْ
حرامٌ إذا عنَّ للحُرِّ رأيٌ
يخالفُ رأي الكبار الصِغارْ
وتبا ً له من مُهان ِ جريءْ
ولا يقبلُ العفوُ عن ذنبهِ
إذا قيلَ عن حُـلـْمهِ في دفاع ٍ :
لهوٌ بريءْ
ولكنْ إذا الشعبُ يوما أرادْ
يموتُ الهوانْ
لتهتفَ في الحاضر الواعدِ
حنايا الشعوبْ
سنمحو خطايا السنينَ العجافْ
يشنـِّفُ سمْعَ الليالي الهُتافْ
وفي موكبٍ شعَّ منه السننْ
هتفنا جميعا :
وعادَ الوطنْ
ليُنبتَ مِن كلِّ زوج ٍ بهيج ٍ مُروجَ الأملْ
لترفلَ في وجنتيه الحياهْ
ينادي الأيادي ألا فانهضي
لتحيا القلوبُ التي في الصدورْ
ولن يحدوَ الرَّكبَ عُمْيٌ وعورْ
إذا الحُلمُ ماتْ
سنحييه مِن بين تلك القبورْ
إذا الحُرُّ يوما ً أرادَ الحياة َ تلينُ الصخورْ
أبى أن يُذلَّ ارتقى كي يثورْ
يقصُّ الخبرْ
ويتلو النبأ ْ
ويجلو عن الحقَّ هذا الصدأ ْ
و يهتز في الأرض جذعُ الطغاة ْ
وتحلو الحياة ْ
هو اللحنُ فاسمعْ
و رَدِّدْ لتخشعْ
وَعُدْ سيدا ً تصنع ِ المعجزاتْ
وتطوي إلى الحُلم ِ فجّا ً وعِـرْ
لئن صدَّروا الموتَ للثائرينْ
فلا تنتحبْ
ولا تكتئبْ
نضمِّخ بالدم ِّ إقدامَنا
وتسعى إلى الحُلـْمُ أرواحُنا
ونذرفُ مِن ِعين ِهذا الوطنْ
دموعَ الأملْ
ونخطو إلى المَجْدِ في مهدِه ِ
ليربوَ في عالم الماجدينْ
نغنـِّي سويا ً
وعاد الوطنْ
فأوقدْ له في الدياجي الشموعْ
ليبقى الشعاعْ
لئنْ بانَ للناهضينَ السبيلْ
فلنْ يطلبَ الحُرُّ فيه المَـقيلْ
فقمْ ناطح ِ اليومَ هذا السحابْ
ولن يغلِـق َ الحُرُّ للمجدِ بابْ
لئنْ عاد نِيلُ الرواء الخصيبْ
يغيبُ السرابْ
وحتما ً يغيبْ
لتطردَ مِن راحتيكَ الوسنْ
تجافي النعاسْ
ولن يخفتَ اليومَ فيك الحماسْ
أيا مؤتمَنْ
يردِّدُ مِـن خلفِكَ الناهضونْ
كذا الطيرُ مِن فوق هذا الفنـَنْ
وعاد الوطنْ
وعاد الوطنْْ