موؤدة بشار
(الطفلة هاجر الخطيب)
وضاح الشام
قـالـوا في هاجر لحظاتٍ
وعـيـون تـتـلالا بشراً
قـالـوا جـبهتها كالقنديل
رسـمـتْ في دفترها علماً
وزهـوراً وفـواكـه شتى
مـا أخـفـت طفلتنا سراً
قـالـت جدتها من يومين
وزعـنـا لحفظتها الحلوى
هـاجـرُ فـي الباحةِ ملقاة
دفـتـرها المطوي محترقٌ
وانـطـفـأ القنديل اللجي
الـثـقـب بـقلبيها شرس
هـذي هـاجـرنا نعرفها
من ينسى الضفرات السوداء
مـن ينسي دفترها المطوي
يـا هـاجـر أنت سليلتنا
يـا بـنت جميع السوريينهي في المغزى كسهام النار
أي أنّ الـلـيل العتم نهار
ومـبـسـمـها زهرٌ فوار
ورسـوم إنـاء مـن فخار
أحـلامـهـا تملأ كل الدار
دفـترها لا يخفي الاسرار
قرأًتْ لي (الحمد) بلا تكرار
بل غنت لي بعض الاذكار
فـي رئـتيها طلقاتُ النار
احـترقت رسماتُ الازهار
وخـمـد الـبـسام الفوار
يـثـقـب ناظره كالمسمار
مـن يجهل شعشعة الانوار
ولا يـذكـرهـا ليل نهار
ومـا رسمت به من أزهار
بنت الخنساء وأخت ضرار
ونـعـتـك مـوؤدة بشار