على بساط الليل
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
قـلـبـي يـطير إليك كالمنطادِ
ويـجـوب آفـاقـا بجنح جراحه
وبـجـفـنه تجري زوارق حلمنا
وعـلـى بساط الليل ترقص أنجم
وهـواي تـسـبح في دمي آلاؤه
أنـا في الخيال أطوفُ كل مدائني
أنـا حـالم عندي موجات الهوى
والطيف يوغل في محاجر لحظتي
وإلـى الـلـقا تجري مسافة وقتنا
أسري إليك بعمق روحي في المدى
وإلـى دروب كـنت من روّادها
وإلـى الـقباب تعجُّ في صلواتها
ونـجوب أسرابا على جسر الهوى
لـعـيون من أحببت هشَّ معبرا
لـعـيـونـهـا لعيون كل أحبتي
ويـجـرنـا ظـلٌّ بأنفاس المها
قـد جئتُ أرقص كالذبيح مضرّجا
وأجـرُّ فـوق الغيم نار مواجعي
أنـا وجـه موت غادرتني ضحكة
أسـري بعمق الروح منفرد الرؤى
فتأرجحت نشوى ظلال خواطري
وأتـوه فـي موج الغياب بمركبي
حـرفـا فحرفا من جداول لوعتي
شـعـري رموز للجمال سطرتها
فـخـذيـه لـكن يا .. حذار فإنه
وبـهـا غـفى سرُّ الدلال مطيّبا
فـغـدا بـها للناي صوت مفاتن
وبـطـينها نثرت عقود جواهري
أنـا نورس الأحزان أنقل شهقتي
فـاسـتـقبليني عند بابك شاعراً
لأضـمّ روحـك في خفايا مهجتي
وتـهـيـئـي قلبي يسافر وحده
مَـن مثل قلبي في الغرام وعشقه
ظـامٍ فـهـاتـي قطرة أحتاجها
يـا حـلـوة العينين أنت هناءتي
أدمـت ضلوعي لي مصارع أمتي
فـيـهيم فيّ مغرِّبا وجهُ الضحى
لا تـتـركي جرحي يفيض بنزفهِ
بـغـداد فالتمسي لخطوتي شهقة
شـوقي كؤوس الخمر أشرب دنها
عـتـّقـتـها بجوارحي وتعتقت
ذبـحـوا هـلاهلنا وعشنا موتنا
والـقـاتـلـون بقتلنا في فرحة
عـشـنـاه مـوتاً ما يزال لهيبه
مـا زال يـعـلن بدءَ وعد آخر
مـا زال يعلن والطريق مخضب
فـمـن الـحياة نخطُّ فجر مسارنا
فـلـقـد عـقدنا دورة الدنيا على
سـأهـزُّهـا حتى أثير عجاجها
ونـعـيـدهـا ونـعيدها وتهيئيويـخـفّ مـن وجـدٍ بلا ميعادِ
ويـدور فـوق قـبابها ( بغدادي)
مـزفـوفـة فـي رونق الإنشاد
حـيـرى تـطوف عوالم الأشهاد
وعـلـيك أسراب الطيور غوادي
وأعـود أسـكـب حيرتي بمدادي
تـجـري ويسكن سحرها بفؤادي
لـيـنـام فـي شفتيه لحن الضاد
ولـهـانـة بـغـرائب الأضداد
وبـخـطـوتي شوق إلى القصّاد
ضـاقـت بها في صمتها روّادي
ومـراقـد تـاقـت إلـى الزهّاد
ونـرش أعـطـار الـندى الميّاد
شـعـري وعانق طيفها المتهادي
بـغـداد تـحيا في ضمير الشادي
وضـفـاف دجـلة غاية المرتاد
فـوق الـسـراب بـلفحه الوقاد
وبـغـربـتي أحيا على أصفادي
وحـدي أضاجعُ في النوى أقيادي
مـتـهـاديـا فـي خاطر الإيقاد
وتـهـامـسـت بشباكها أورادي
وألـم أحـرف خـاطـري النفّاد
وتـجـيـئـنـي سعيا بلا إجهاد
ونـثـرتـهـا عـربية الإرعادِ
يـهـواك فـاحتضني لديه ودادي
وتـزيّـنـت جذلى ربى أجدادي
وعلى الضفاف بها اهتدى ميلادي
وغـدت بـهـا صور الحياة بَوَاد
فـوق الـرمـال فتشتكي أعيادي
قـد طـاف دنيا الحب دون تمادي
لـنـعيش أحلى الوقت في إسعاد
يـسـعـى إلـيك بفرحةٍ وتهادي
وأنـا الـمـشوق أتيت قلبك صادِ
مِـن فـيـك تـشفيني من الأنكاد
وأنـا الـهـوى لضميرك الوقّادِ
وبـكـت عـلى أحزانها أعوادي
وتـمـوت فـيّ مـعـالمُ الأحفاد
ويـتـوهُ عـنـدَ مغارب الأبعاد
فـي راحـتـيك وأيقظي لعنادي
عَـطِـشا ويحرقني لظى إنكادي
روحـي وأطـفـت خفقة الأكباد
وغـويُّـنـا يـحـيا مع الجلاد
صـلبوا على عود الجنون بلادي
فـيـنـا ويـجلدنا الغوي السادي
صـوتُ الـشـهيد بساحة الميلاد
بـدمـائـنـا عن صيحة الروّاد
ونـعـيـدهـا حـمراء بالقصّاد
أكـتـافـنـا صـبراً بكل جلاد
وتـهـدُّ رغـمـا قبضتي قُوادي
حـان الـفـدا لـلقائنا (بغدادي)