الضرير والكنز
أ.د/
جابر قميحةوحد ربكْ...
واشكر نعماءَ الله الكبرى..
يا مرزوقا بالكنزِ الماسي الأعظمْ
يومضُ نورا
يعكسُ نورًا
ويكحل بالنورِ الأعشَى..
ويُـقطِّـر عطرَ السعدِ بقلب العاني
وعبيرَ الروح بصدر الملتاع الأسْوانْ
فلتَـتَـشَبَّع..
ولتـتـفيأ ..
نورا فياضا..
شلالاً يمضي ...يتدفقْ
واصل سيرَكَ لا تتوقفْ..
وتَـفيأ من نور الكنزِ الماسي الأعظمْ
اغرف نورا
واطـعَـمْ نورا
واشرب نورا
حتى تصبحَ روحا
من نورٍ فَـوَّاحْ
لكني ...
ـ واحزناهُ ـ
أراك لصيقًا بالطين الآسِـن
واأسفاه ...
إذ ألقاكَ بدربِ العمرِ المهدرِ
لا تتورعْ ..
لا تترفعْ ..
لا ترقَى للشأوِ الأرفعَ
ـ لا أسْطيعُ الحركةَ نحو الأعلى ..
ـ حاول ...
هذا خيط النور ينادي:
"هيا القُـطني
ولتتسلق فوق جناحي
نحو الأعلى .. الكنزِ الأعظم
ـ كم حاولت .. كثيرًا جدًّا
لكنْ ثِقْـلي شد كياني نحو الطينُ
ـ انفض شحمَـكْ
وانفض لحمكْ
اسلخ عنك إهابَ الخِـسَّـةْ..
حبَّ الذاتِ...
الطينَ ... المالْ
حتى ترقَى نحو الكـنْـزْ..
ـ شيء لا يهضمًهُ العقلْ..
ذاك محالٌ.. أن أتخلى عما قلتْ!!
هذا يعني ألا يبقى مني شيءْ.
ـ فاترك هذا الكنز لغيرك يا مخبولْ
افرجْ عنهُ
لتروَى منه نفوسٌ ظمأى
... حتى تشبعَ منه قلوبٌ
يقتلها الحرمانُ القاسي
(عفوًا يا عينيَّ وصبرا ..
عفوا يا قلبي المحطومْ
فلتتماسكْ...
فالفجر الوضَّاء قريبْ..)