عنترة في بلاد الشام
10أيلول2011
أبو المنصور
أبو المنصور
أمـن تـذكـر عـبـل الـدمـع يـا حـسـرة لـهـزبـرٍ فـلَّ شـأفـته أنـا الـغـريـق وقـد مـدّ الـفراق يداً مـازلـت أبـصـر فـيَّ الـليلَ محتشداً كـأن حـظـي مـن الأيـام مـرتـهنٌ: يـا عـبـل حـياك في الإصباح مُعتركي إنـي تـركـت فـؤادي فـي مـرابعكم لأجـل هـذا أخـوض الـمـوت مبتسماً أنـازل الـصـيـد والأبـطـال في ثقةٍ جــلـدٌ إذا كـثـروا، جـلـدٌ إذا زأروا وأعـمـل الـسـيـف فـيهم دونما تعبٍ يـسـتـصـرخـون، وتـهوي عنهمُ قِممٌ حـتـى تـقـول الأعـادي وهْي صاغرةٌ يـا عـبـل إنـي نـزلـت الـشام ثانية كـأنّـمـا الأرض قـد طاف الخراب بها نـزلـتـهـا وظـلام الـلـيـل مـتكئٌ والـظـلـم يـنـهـش فيها وهْي صابرة عـجـبـت مـنـها فلا الأشراف تملكها حـكّـامـهـا انـتـسـبوا زوراٌ إلى أسدٍ بـل هـم ضـباعٌ، وحوشٌ، لا خلاق لهم سـامـوا الـخـلائـق ذُلاً واسـتبدّ بهم لا يـأمـن الـغـدر مـنـهـم سيّدٌ فطنٌ والـنـاس عـنـدهـمُ أمـواتُ أو خـدمٌ لا يــورَث الـحـيّ مـالاً لا ولا ولـداً الـشـام يـا عـبـل غيرُ الشام فاستمعي إنـي وجـدت تـرابَ الأرض مـلـتهباً والـنـاس هـبّـوا، مـع المظلوم وقفتهم قـام الـضـعـيف ينادي القوم: هل رجلٌ مـا إن سـمـعـت الـندا حتى تفجّر بي وثـبـت وثـبـة ضـرغـامٍ وقـلت أنا فـلـيـلـزم الـقـبر من يرجو مقارعتي شـيـبـوب هات القنا والسيف يا عضدي شيبوب... وانحبست في الحلق لي غصصٌ شـيـبـوب سـار مـع الظُلاّم ينصرهم واسـتـلّ رمـحـي ليرميني به.. فهوى خـان الـمـلازم عـهـدي، والجماد وفى قـد أفـسـد الـدهـر أخلاق الرجال فهل وقـام شـيـبـوب يـرمي السهم من يده شـدّوا عـلـيّ زنـابـيـراً مـهـيّجة ً يـا عـبـل لـم أحـصهم، بل لم أجد لهُمُ قـارعـتـهـم بـيَـدَيْ بـطشٍ وتجربةٍ وقـيّـدونـي إلـى الأصـفـاد وانطلقوا وعـنـدهـم مـن جـنـود الجنّ معتمدٌ أفـيـالـهـم مـن حـديـدٍ في مناخرها حـيـتـانـهـم تـذر الـشـطآن فارغةً لا يـسـلـم الأمـن مـن أقـدام سطوتهم كـأنّـمـا لـهـمُ فـي الـدهـر من قدمٍ لــكـنّ لـلـه أمـراً فـوق أمـرهـمُ لا يـسـقـط الـحـرّ إلا جـسـمه درجٌ إنّ الـضـحـايا – وهم طُهرٌ بحمرتهم- نـوح الـثـكـالـى وأصوات الأنين به وتـسـتـمـرّ دمـاء الـشـعب نازفة ً تـسـيـل تـغـسـل أدران الـحياة لها حـتـى إذا بـلـغ الـسيل الزبى، وطغى وانـهـار سـدّ الـطـغـاة المستميتُ له مـا قـد عـرت عـسـرةٌ إلا وكـان لها وطـعـنـة الصبح في صدر الظلام غدت كـذاك يـولـد مـن رحْـم الأسـى فرَجٌ قـد انـقـضـت شدّةٌ يحكي الرضيع لها | مدرارُكـيـف الـبـقـاء وقـد شطت بنا خـيـال ظـبـيٍ سـرى كـالبرق دوّار إلـيّ بـالـشـوك، إنّ الـبـعـد قـهّار والـشـهـبُ - تترا من العينين - أمطار حـرب ونـأيٌ وتـضـيـيـق وإدبـار وفـي الـمـسـاء إيـابٌ مـنـه ظـفّار آثـرتـكـم بـه، إنّ الـحـبّ إيـثـار لا يـسـكـن الخوف بي، لا ينعس الثار مـسـتـهـزئـاً بـهـمُ، كـالليث كرار جـلـدٌ إذا نـزلـوا، جـلـدٌ إذا مـاروا كـأنّـهـم خُـشـبٌ والـسـيف منشار والـهـنـدوانـيّ فـي كـفّـيّ ثـرثار مـا مـثـل عـنـتر فوق الأرض جبّار فـروّعـتـنـي مـن الـبـلـواء آثـار وشــوّه الـوجـه زلـزالٌ وإعـصـار فـوق الـربـوع يـبـيـد الـنور سيّار عـلـى الـعـذاب، وبعض الصبر أوزار ولا الـغـطـارف مـن غـسـان عُمّار هـم مـن كـلابَ وهـم في القوم أوضار بـاعـوا الـمـروءة والأخـلاق، مُـكّار وهـم الـتـألّـه، لا كـانـوا ولا صاروا ولا عــجــوزٌ ولا طـفـلٌ ولا جـار والـشـرع عـنـدهـمُ ظـلـمٌ وإفـقار لا شـيء إلا الـردى والـذلّ والـعـار قـولـي وسـيـري بـه تـسعفْك أشعار والـصـخـرُ يـغـلي وماءُ البحر فوّار تـيـهـي شـآم بـهـم لـلنجم إذ ثاروا فـيـكـم فـيـدفـع عني شرّ من جاروا عـزم الـجـبـال وبـركـانٌ وإصـرار لـهـا، أنـا الـفـارس الـعبسيّ، مغوار ولـيـلـزم الـخـدر رعـديـد وخوّار وأسـرج الـخـيـل فـالأبطال قد ساروا لـو أنّ رضـوى دراهـا كـان يـنـهار بـاع الـسـلاح وبـاع الـعـرض غدّار وأعـجـز الـرمـحُ مـن خـانته أفكار مـن مـنـهـمـا لـغـدي يا ناس أختار يـسـتـدرك الأمـر بالإصلاح عطّار؟! سـبّـابـة ٌ تـرشـد الأعـداء إن حاروا هـم مـن جـنـونـهـمُ بـالـقتل سُكّار عـدّاً فـهـم لـثـنـايـا الأرض كـفار وقـارعـتـنـي سـيـاط الـجبن والنار جـرذان حـقـدٍ، وصـيـد الجرذ أطهار ومـن جـهـنّـم – لـو تدرين – مقدار نـارٌ وفـتـكٌ وتـدمـيـرٌ وأخـطـار غـربـانـهـم تـنـتشي والموت طيّار ولا الأمـانـي لـهـا فـي الـظلّ أعمار مــع الـمـنـيّـة مـيـثـاقٌ وإقـرار ولـلـمـهـيـمـن تـدبـيـرٌ وأسرار عـلـيـه يـصـعـد نحو النصر أحرار جـيـشٌ قـويٌّ عـظـيـم الشأن جرّار طـبـول نـصـرٍ لـهـا وقـعٌ وإنـذار كـأنّـهـا مـن غـزيـر الـدفـق أنهار ريـحٌ مـن الـمـسـك لا يفنى بها الغار بـحـر الـدمـاء، جـرى بـالفتح تيّار وأغــرقــت دور أوغــادٍ وأوكـار يُـسـرٌ تـنـاديـه فـيـه الخير مدرار نــوراً يـبـشّـر أن قـد زال بـشّـار يُـدقّ فـي جـبـهـة الـنـمرود مسمار وخـلّـدتـهـا لـدى الـتـاريـخ أخبار | الدار