ترحال الروح
عبد اللطيف استيتي
(1)
نَـهضَتْ والغيْمُ لهَا وُطْفُ
وشُـجـونُ خرير ٍ يَرْفِدُهَا
قـيـثارة ُ شلال ٍ عَزفتْ
وأدِيـمُ الـخـيْر ِ يُناغِمُهَا
سَـحَـرٌ يـرتاد ُ شَواطِئَهَا
تَـزْهُو كَوَمِِيض ٍ مِنْ قمَر ٍ
* * *
سَـبَحَتْ بفضَاء ٍ وارْتَحَلتْ
فِـي بَـحْـر ٍ تُبْحِرُ أفلاكٌ
وبـحـارٌ يُـرْشِـدُهَا نورٌ
فِـي الليل ِ تُزالُ سَتائِرُهَا
ذرَفـتْ عَيناهَا مِنْ خجَل ٍ
تَـرْحَـالُ الرُّوح ِ يُشذِّبُهَا
طَـرَقـتْ أعـتابا ً نادِمَة ً
شُـحِـنَتْ بالعِشْق بواطِنُهَا
مِنْ طِين ٍ أنْت ِ وَلا عَجَبٌنـبَضَتْ والخَلْقُ لَهُ عَزفُ
بعطاء ٍ ضَاق ََ به ِ الوَصْفُ
وخـمِيلُ الكوْن ِ لهَا شِنفُ
وسُـمُوُّ الرُّوح ِ كَذا يَصْفو
وعُـيـونٌ لـهْفى لا تغْفو
لـيْـلُ الـسُّمَّار ِ بَدا يَهْفو
* * *
عِـبْـرَ الآلاء ِ وَلا سَقْفُ
فَـتَـضِيعُ ويُدْركُهَا الحَتْفُ
آيـاتٌ يَـنـظمُهَا الحَرْفُ
وتَـبُـوحُ لِخَالَِقِهَا الطَّرْفُ
وَغـدَا يـتـمَّلكُهَا الظرْفُ
وثـوابُ الـتَّوْب ِ لهُ ألْفُ
خـجْلى مِنْ رب ٍّ لا يَغفو
وكـؤوسُ العَفو ِ لَهَا رَشْفُ
أيْقنْت ِ فحِيزَ لك ِ الضِّعْفُ
***
(2)
سَـبَحَتْ والبوحُ رَسَمتْ فِي النهج ِمساجدَها هبَّتْ نسمات ٌ فِي طرَب ٍ دَلـفتْ والشوقُ يُسامرُها * * * نَـهلت ْ والسُّهدُ يُطارحُهَا أنـهارٌ فاضتْ وانتشرَتْ وخَـمـائِلُ باتتْ ناضرةً نـفـسٌ تـشتاقُ نسائِمُهَا نـعُمَتْ بالتقوى طاهرة ً لا زالـتْ انفاسُك ِ لَهْفى يـا كَهْفَ العُشَّاق ِ مَلاذاً يـا كـل َّ السُّمار ِ هنيئاَ شـطـآنُ الرُّوح ِ مُسافِرةٌ وَسَـحاب ُ الطَّل ِّ يُداعِبُهَا فـي ظِـلِِّ كِـتاب ٍ أوَّلُهُ ولـيْلة ُ قدْر ٍ قدْ وُصِفتْ أدركْ يـا غافل ُ ساعَتَهَا | يُسابقهَالِـفضاء ٍ طابَ لهُ كتبتْ: يا عِشقُ بكَ النزفُ أدْنـاهَـا ربِّـيَ لوْ تعْفو لِـجليس ٍ ليسَ لهُ صِنفُ * * * مِـنْ شهد ٍ بادرهُ القطفُ وأديـمٌ أشـبَـعَهُ النَّطفُ وقـلوبٌ عطَّرَهَا العَصْفُ لِـوَمِـيض ٍ يُشعِلهُ اللهْفُ ذابـتْ والـرَّافدُ يَصْطفُّ لِـسخاء ِ كُرومِك ِ تشتفُّ بخُشوعِك ِ ِيزدانُ الكَهْفُ لِصفوف ٍ يكلؤها العَطْفُ نشْوى بالشُّكر ِ لِمَنْ يَعْفو بـرَذاذ ٍ مَـلمَسُه ُ الُلطفُ حّـمْـدا ً لِرَحِيم ٍ لا يَقفو لِذوي الالبَاب ِ هِيَ الالْفُ قـبلَ الترحال ِ فلا تجْفو | العزفُ
*****
(3)
هامتْ يتوَشَّحُهَا رحـلتْ والشوْقُ بعينيْها بـخشوع ِ العابد ِ هائِمةً نـشْوَى كالبحْر ِتُداعِبُها يـا ليلُ السُّمَّار ِ تجَلَّتْ قـدْ صارَ أنيسُكَ قرآناً مـا كانَ رَحيلُكَ هِجْراناً يـا ليلُ الشوْق ِأتى غدُهُ سَـتظلُّ كرومُك وارفة ً لـكِـنَّ وَداعَـكَ مَغفِرةٌ وَجَـوائِـزُ فوْز ٍ مُغدِقة | الصَّيْفُروحٌ كـنـسائِمَ والصُّبْحُ يُناغِمُهُ الطيفُ والجَفنُ يُراودُهُ الطرْفُ أمـواجُ حَـنين ٍ تلتفُّ فِيكَ الارْواحُ وَلا حَيْفُ وسَـبايَا عِشْقِكَ تصْطفُّ لـكنَّ الوقتَ هُوَ السَّيْفُ ونـياط ُ القلب ِ لهُ تهْفو يا شَهْرَالخير ِفلا خَوْفُ وغسيلُ قلوب ٍكيْ تصْفو فِي يوم ِالعيد ِلهَا صَرْفُ | تشتفُّ