رَهْطُ الوَهْنِ والهُبُوط
علي
عبد الله البسّامي - الجزائر
[email protected]
انَّ المتغرِّب في جسم الأمة الإسلامية كالمرض العُضال ، الذي يسبِّب الشلل والوهن والعفن والهُزال ، لأنه مستهتر ، مبذِّر ، متكبِّر ، لا يعرف مغزى لحياته ، فهو متقوقع في ذاته ، عابد لأنانيته وشهواته ، يدوس كل أخلاق وقيم وأعراف مجتمعه من اجل تحقيق مآربه ونزواته ، ولو أدى ذلك إلى تدمير الأمة ، انه ثغرة للعدو في بنيتها ، يغزوها منها ، بل يغزوها بها ، فيحقق أهدافه بسرعة وقوّة ومن غير خسارة ، لانَّ مناعة الأمة ضدَّ الابن العليل الذليل اضعف من مناعتها ضد العدو
الدّخيل ، وهذا هو سر تخبط الأمة وترنُّحها في مكانها رغم محاولات النُّهوض ، لكن أين قوى المناعة في الأعضاء السليمة من جسم الأمة؟
،
أين الأئمَّةُ والمشايخُ والرِّجال ذوو السَّنا ؟
العهرُ يُخزي موطنا
أين الدُّعاة من الذي يا حسرتي يجري هنا ؟
هنا ... هنا ... في أمَّتي أضحى يُجاهر بالخنا
هنا ... هنا ... في موطني تُعطى تراخيص الزنا
هنا التَّعرِّي موضةٌ
هنا الدَّعارة حرفةٌ
هنا ترى جيلَ الحرامِ عَرَمْرَمًا يغزو الدُّنا
هنا غدا رهط الفساد مُبجَّلا متمكِّنا
هنا الرَّذيلة في الفهوم حضارةٌ ، حريةٌ ،تُرجى لنا
هنا الدِّياثةُ رقَّة ولباقةٌ وتطوُّرٌ ، يا ويلنا
هنا الحدائقُ والدُّروبُ مسارحُ
لهوى نفوسٍ غُرِّبتْ
تأتي الرَّذيلة مُعلِنةْ
وهنا الإباءُ خشونةٌ وتوحُّشٌ
وطهارةُ العرضِ الشَّريف بَلادةٌ وتخلُّفٌ ، يُزْري بنا
يا قوم اصحوْا ... فكِّروا
هل كل ما يأتي من الغرب السَّقيم نلُمُّه ؟
حتَّى ولو بثَّ المفاسد والضَّنا ؟
حتَّى ولو هدَّ الكرامة والهنا ؟
ماذا جنينا من هوى رهطٍ تغرَّب واقتفى
وأتى يُهدِّم ديننا وخلالنا ؟
ماذا جنينا من رؤى رهط تخلَّى عن رؤاه مقلِّدا
للغرب يحتقرُ العقيدة والشَّريعة بيننا ؟
أين الشِّعارات التي نادى بها مُتلوِّثٌ بِهَوَى الجحودِ ...
لِميزةِ الأخلاق في أعرافنا ؟
أين التَّقدم ُ؟ ما أرى
غير التَّقهقر والتَّعفُّر في الونى
أين التَّحضُّر ؟ ما أجدْ
غير التَّوحُّش في الطبائعِ والغرائز والمُنى
أين التَّحرُّر والتَّطوُّر والهنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
قد زادنا التَّغريبُ غَوْصاً في الهوانِ وفي العنا
يا قوم قومُوا... انظُروا
من أهلكَ الأعرافَ والأخلاقَ والأموالَ والآمالَ في أوطاننا ؟
من صار ذيلا هيِّناً مُتذلِّلاً للغرب من أبنائنا ؟
من لوَّثَ الأرض النَّقيَّة بالدِّياثةِ والخنا
من خانَ في طمعِ النَّهَم ْ؟
من باع قومه أو ظَلَمْ ؟
من صار طابورَ الطَّليعةِ في جيوشِ عدوِّنا ؟
من هرَّب الأموالَ ، غَرَّبَ هاربا ؟
من يجلبُ الأعداءَ للأهلِ ضاربا ؟
من يخدع الأوطان والإخوان في أيَّامنا ؟
يا قوم إنَّ العزَّ في سُنَنِ الهدى
فبِها تطيرُ بنا الفضائل في العلا
ويجفُّ جرحٌ شاخِبٌ ...
بِضَنا الرَّذائلِ والمفاسدِ والرَّدى
يا قوم فلنرجعْ إلى ...
نَهجٍ يُشعُّ كرامةً وفضيلةً بكتابنا