هذي حماةُ
23تموز2011
محمد جميل جانودي
محمد جميل جانودي
قُـمْ يَـا بُـنيّ فإنّ الناسَ قدْ أدِْركْ مَـكَـانَـكَ فِيْهِمْ وارْقَ مَنْزِلَةً قُـمْ يَـا بُـنـيّ وسَابِقْ فِتْيَةً نَذَرُوْا قُـمْ يـا بُـنـي فَـإنّي جِدُّ مُعْجَبَةٌ هـذِي حَـمَـاةُ وكلُّ النّاسِ يعْرفُهَا لـلـنَّـفْـسِ بـاذِلةٌ، لِلْمَال واهِبةٌ هَـذِيْ حَـمَـاةُ تـقومُ الْيَوْمَ قَوْمَتَهَا يَـرنُوْ لَهَا الْعَاصِيْ والْعَيْنُ ضَاحِكةٌ آنَ الأوانُ لـدَمْـعِي أنْ يكفَّ وأنْ آن الأوان لِـحُـزنِـي أنْ يُفَارِقَنِي هـذي ضفَافِي قَدِ اخْضرّت مُنوّرةً غـنّـتْ نَوَاعِيْرِي أحْلى قَصائدِهَا فـي الـشَّـامِ كَوْكبَةٌ سادَتْ نجَائِبُهَا لا تحْسَِبي الذِّكْرى قدْ أَصْبَحتْ أثَرًا لـمْ أَنسَ يَوْمًا منَ الأهْوالِ حَلّ بِنَا لـمْ أَنـسَ مَـجْزَرَةً حلّتْ بِدِيْرتِنا أُمْـطِرْتِ منْ حِمَمٍ والمُمْطِرون دُمًى والـيـومَ نَـشْهَدُ عُرْسًا لا مَثيْلَ لَهُ في سَاْحَةِ الْعَاصِيْ تَشْدُو حَنَاْجِرُهُمْ في ساحةِ الْعَاصِي تَرْنُو العيونُ إلى ((حُـريةٍ)) ولَهَا في السَّاحِ شَارَتُها خُـطّـابُـهَـا قَدّمُوْا مَهْرًا لَهَا دَمَهُمْ لـم يَـثْـنِـهمْ وعْد أعْطَاهُ ذو سَفَهٍ أمّـا الـوعـيْدُ فَلَمْ يخْدِشْ عَزَائِمَهُمْ قُـمْ يـا بُـنـيَّ وعِشْ أيَّامَ مَفْخَرَةٍ فـيْـهَـا نَـعِـيْـشُ بِلا قَيْدٍ يُكَبِّلُنا هَـذِيْ حَـمَـاةُ وَإنّي بِنْتُ سَاحَتِهَا | ثَارُوْاأدْرِكْ مَـكَـانَكَ، لا يَنْزِلْ بِكَ العَارُ لَـنْ يَـرْقَـهَا أبدًا في الْقَومِ خوّارُ لـلَّـهِ أنْـفُـسَهُمْ، للحَقّ قَدْ ساروا فِـيْـمَـاْ أَرَاهُ هُـنا يُمْضيْهِ أَخْيَارُ بَـذلٌ وتَـضْـحِـيَةٌ ، جُوْدٌ وإيْثارُ لـلِعرْضِ حَامِيَةٌ،في الخَيْر مِحْضَارُ قـدّ شـدّ لُحْمتَهَا في السَّاحِ أحرارُ مـمـا يَـرى فَرِحًا والدمْعُ ثَرْثَارُ ألْـقَـاكِ مُـبـتَسِمًا والخَيْرُ مِدْرَارُ مِنْ بَعْدِ مَا أَشرَقت فِيْ الأَرْضِ أقْمَارُ تَـمـيـس مِـنْ فَوْقِهَا يا أمُّ أزهَارُ أمَّ الـفِـدا ِتْـيهِي؛ في الشَّامِ ثُوَّارُ تـمْـضـي لِبُغيتها والبَغْي مُحْتَارُ بَـلْ إنّـهَـا حَـيّـةٌ والقَلبُ ذكَّارُ شـابَ الْـفَـطيْمُ لَهُ والشيْخُ مُنهَارُ قـدْ كـانَ مُـجْـرمَها وغدٌ وجَزّارُ يَـلْـهُو بأحْلامِهِمْ فِي الأرضِ مكّارُ فِـيْ سَـاحَةِ العَاصِيْ أشْبَالُنا ثَارُوا فِـي ذكْـرِ لُؤْلُؤَةٍ مِنْ حَوْلِهَا دارُوا هَـيْـفَـاءَ شامخَةٍ في رأسِهَا غَارُ تـهْـفُـو النّفُوْسُ لَهَا والْقَلْبُ مَوّارُ قَـتْـلاهـمُ تَـتْرَى والحَبْلُ جَرّارُ مِـنْ طـبْـعهِ الْغَدْرُ والجَلاّدُ غدَّارُ فِـيْ نَـفْـسِ أدْنَاهُمُ عَزْمٌ وإصْرَارُ فِـيْـهَـا يُـهَنّئُ جَزْلاً جَارَهُ الْجَارُ هـلاّ عرفتَ لِم الأحْرَارُ قدْ ثَاروا؟ أنْـعـمْ بِـهَـا أمًا، عَزّت بِهَا الدارُ |