حماة
د. طلال محمّد الدّرويش
[email protected]
لـعـيـنيكِ ، هُبّي ، تلذُّ الحياةُ
عُـداتُـك جـاؤوا وظلّوا عراةً
أيـحـكـم عـبـدٌ كـرامًا أباةً
حـمـاةُ فـداكِ تـنـادى شبابٌ
أسـودٌ بـحـقٍّ تُـربّـي أسودًا
إذا اللّيل أرخى سدولَ المعاصي
نـحـاريرُ ألقت طيوفُ التّجلّي
وعـنـد الـسّـلامِ ألوفٌ دعاةٌ
تـسـاوى لـديـهـم بعزّ بقاءٌ
ويـرعَـوْنَ ذِمَّـةَ كـلِّ عشيرٍ
وقـد يـستكينُ الزّمان ويمضي
فـلا يَـخْـدَعَنْكَ التّروّي بحالٍ
حَـمـاةُ الـرّجـالِ حماها إلهي
هـنـا أصـلُ كلّ الإباءِ وفيها
لِـقَـوْمـي انتهى كلُّ مجدٍ أثيلٍ
فـقـولـوا لـمن غرّه ما تمنّى
خـسـئـت فقد هَبّ كلُّ شريفٍ
يـذودون عـن كلّ شبرٍ بروحٍ
ظـمـئـتم فلم يَرْوِكُمْ من دماهم
كـذا أنـجـبـتكم بغايا اللّيالي
ومـن بـثّ خبثًا بأرضٍ سقاها
دعـيٌّ يـولّـي دعـيًّا ويمضي
وحـبـلُ الـطّغاةِ قصيرٌ رَميمٌ
بـكـلّ الـلّغات تنادتْ شعوبٌ
لـكـم من لحومِ العذارى كتابٌ
فـأنـتـم وكـلُّ مُـشينٍ سواءٌ
غـلاةٌ بـديـنٍ وفـكـرٍ وكفرٍ
لـقـد بـلـغَ السّيل أعلى زُباه
فـقـومـوا فقد جاءكم ما حكمتُمْ
هـو الموتُ قد هبّ في عَطْفَتَيْهِ
أتـتـكـمْ قـوافِـلُهُ مسرعاتٍ
بِـعَـتْـمِ الـقبورِ تنادي عظامٌ
حَـمـاةُ سـتـبقى ويرحلُ بَغْيٌ
غـدًا نـلـتـقيها بأفراحِ عرسٍ
تـهـونُ النّفوسُ لعيْنَيْ عروسٍ
فـمـهلاً حماةُ ، أليست جذوري
فـقـولـي لأمّي : سلامًا فإنّي
عـلـى الـعهد إنّي مقيم ودربيوقـومـي لـثأرِ الحمى يا حماةُ
وهـم رغـم كـلّ التّخفّي عراةُ
ويـرضى بحكمِ العبيدِ الأباةُ ؟!
بـآبـائِـهـم قـد تغنّى الرّواةُ
وكـلٌّ نـشـامـى وكـلٌّ سَراةُ
تـصـدّى لـليلِ التّردّي الهداةُ
عـليهم علومًا وعتْها الحَصاةُ !
وعـنـد الـلّـقـاءِ ألوفٌ دُهاةُ
بـحـضنِ الثّريّا وَفَى أو مماتُ!
وكـلِّ نـصيرٍ ، فنعم الرّعاةُ !
ولـيـسـت تـلينُ لأُسْدٍ قناةُ !
ولا تـخـدعَـنْـكَ لِـلَيْثٍ أَناةُ!
فـعـنـد لِـقـاهـا يذلُّ الغُزاةُ
لـكـلِّ فـخـارٍ وعـزٍّ نَواةُ !
بَـنَـتْـهُ وصانت حِماه الكُماةُ !
وبـيَّتَ غدرًا ، وقال : عصاةُ !
وهـبّ الـرّجـالُ وهبّ البناتُ
وبِـتُّمْ حيارى وفي الأمن باتوا !
فيوضٌ طَمَتْ ما احتواه الفراتُ !
ثـمـارًا لـزرعٍ سـقاه البغاةُ !
بـخبثٍ فَجَنْيُ الخبيثِ المَواتُ !
كـذاك يـولّـي الطّغاةَ الطّغاةُ !
وسـودُ الـلّـيالي تليها الغَداةُ !
وغُـمّـت عليكم بجهلٍ لغاتُ !
ومــن دمِ كـلّ بـريءٍ دَواةُ !
وأنـتـم لـكـلِّ خبيثٍ لِداتُ !
فـقـومـوا لموعدِكم يا غلاةُ !
ولـيـس لـحرٍّ بضيمٍ سُباتُ !
وسُـدْتُـمْ بـه يوم أنتم قضاةُ !
سـيـوفٌ تسوقُ الرّدى وظُباةُ !
تـخـبّ وفـيها الحتوفُ حُداةُ !
ويـدعـو عليكم هناك رُفاتُ !
ويـرحـلُ عـنها الجناةُ العُتاةُ!
بِـمَـهـرٍ غـلا لـم تنلْهُ فتاةُ !
إلـيـهـا الـكرامُ الأباةُ سُعاة!
هـنـا ، ولها في ثَراكِ ثَباتُ ؟
على العهدِ ما أشرقت لي الحياةُ !
هُداه الرّضى والرّجا والوَصاةُ !