عودة الأم

د. عبد الرزاق حسين

د. عبد الرزاق حسين

[email protected]

قال لي أحد الإخوان في نجاح ثورة مصر : عادت مصر لحضنها العربي .

فقلت : بل عادت تحضن أبناءها .

تحية إلى شباب مصر وثورتها في يوم عودتها .

هـجـرْتِ فذقنا العذابَ iiاغترابا
غـدونـا جـمـيـعاً iiلهجرانها
وجفَّتْ عروقٌ ، وغاضتْ عيونٌ
ولـم نـتـذوَّقْ iiلـفـقـدانـها
وسـرنـا نُـسـائلُ عنها iiونسأ
سـألـنـا  الـفـيافي iiوقُطّانها
وسـرنـا  نُـسـائل من iiنلتقي
أجـابـوا  جـميعاً وقالوا لنا ii:
حـبـيـبـتـكُمْ  مِنكُمُ iiأنكرتْ
وفـي أرضِ شؤمٍ غدتْ iiترتعي
ويـلـتـفُّ  فـي بُرْدِها iiأَرْقَطٌ
وتُـغـلقُ في الوجهِ كلَّ المنافـ
وَ تَـهْـطُلُ غيثاً على iiالآخرين
فـصـارتْ كـتـاركةٍ  iiبالعرا
وتُـلـبـسُ بيضاً غريباً iiجناحاً
أَحـقـاً حـبـيـبـتَـنا iiخُنْتِنا
أيُـعْـقـلُ أنْ تنطوي صفحةٌ 
بـقـيـنا  سنيناً وشوكُ iiالغضا
عـلـى  الجمرِ ننتظرُ iiالمعجزا
وقـلنا  على الرغم ممّا iiصنعتِ
فـأنتِ  ـ تباركتِ ـ أمٌّ iiرؤومٌ
أَجَـبْـتِ  وقلتِ بأنَّ iiالُّلصوصَ
عـصـابة سوءٍ عدتْ iiواعتدتْ
وقادت  خطايَ على الرغم iiمنّي
رهـيـنةَ حبسٍ أُعاني iiوأقضي
أُمَـنِّـيَ  نـفـسـي لقائي iiبكم
فـهـا  أنـا عدتُ كما iiتشتهون
وإنْ أُوصدتْ في الوجوهِ iiالسدود
فـلـمّـا  أطلَّتْ أطلَّت iiكحورٍ
هـرمـنـا وشـخنا لبعدك iiعنّا
ومـن فـوق غصنكِ يا iiدوحتي
وبـشـراك  كان هتاف الشباب
بـعـزم الشباب طرحنا iiالقشورَ
بـعـزم  الشبابِ هزمنا iiالطغاةَ
ولـمـا الـتـقيناكِ وجهاً لوجهٍ
وفـي درب عـودكِ يا iiمصرنا
وَشَـمْـنا  القلوبَ على iiعاتقيْكِ
وتـبـقـيـن  يا مصرُ يا iiأُمَّنا
خـسـرتِ  خسرناكِ لمّا iiذهبتِ
هـجـرْتِ  فذقنا لهجرِكِ iiصابا







































وبـعـدُكِ ذقـنـاهُ سُمّاً iiوصابا
يتامى  ، حيارى ، فقدنا الصوابا
وصـوَّحَ  نـبـتٌ فصرنا iiيبابا
مـنـامـاً  لـذيذاً طعاماً iiشرابا
لُ جُـزْنـا البحارَ عبرنا iiالعبابا
سـألـنـا الفضاءَ نجوماً iiسحابا
نـسـيماً وريحاً وروضاً iiوغابا
بـصوتِ  المعزّي  كُفيتُم iiجوابا
وجـوهـاً ولـوناً وشكلاً iiمعابا
بـأرضِ  الأفاعي وترعى حُبابا
وتُـؤْوي  إلـيـها وحوشاً iiذئابا
ـذِ  كـلَّ الـمعابرِ تغدو iiحجابا
و عـنـدكـمُ البرقُ يبدو iiخلابا
فـراخـاً  تَـصُبُّ عليها iiعذابا
ألـيـسَ حـرامـاً وإثماً iiوعابا
وخُـنْتِ الودادَ هجرتِ iiالصِّحابا
بـنـيـنـا  الأماني عليها قبابا
  نـسـيـرُ عـليهِ ذهاباً iiإيابا
ت ونضرع ندعو ونرجو iiالمثابا
نـظـلُّ نـؤمِّـلُ فيكِ iiالصّوابا
فـكيفَ  غدوتِ العذابَ iiانصبابا
أبـاحـوا  جنابكِ منكِ iiاغتصابا
وجـاسـت خلال الديار iiانتهابا
وألـوتْ عِـنـاناً وألوتْ iiركابا
نـهـاري  بـكاءً وليلي انتحابا
وأضـرعُ  أدعو وربي iiاستجابا
  لـنـنسَ جميعاً سنيناً iiصعابا
فـهـا أنـا افـتـحُ بـاباً فبابا
ولـمَّـا أَهـلَّـتْ أَهَـلَّتْ كَعابا
بـعـوْدِكِ  عـادَ العجوزُ iiشبابا
مـنـعـنا النعيقَ طردنا الغرابا
وبـالـبشْرِ  نلقى نُحيي iiالرِّكابا
قـشـورَ الـحـياةِ ونلْنا iiالُّلبابا
بـنـينا الشموخَ عمرنا iiالخرابا
ذكـرنـا  الـودادَ نسينا iiالعتابا
أَسَـلْـنـا الـنُّفوسَ حنيناً مُذابا
لـتـبـقى  دليلاً وتبقى iiانتسابا
أعـزَّ  مـقـامـاً وأعلى iiكِعابا
ولـمّـا  رجـعتِ ملكتِ الرِّقابا
وأُبْـتِ  فـكنتِ المنى iiوالرِّغابا