رسالة إلى زوجتي الحبيبة

قدري شوقت محمد الراعي

[email protected]

زوجتي الغالية ..

حبيبة عمري..

متعت سلاما وسعادة.

أحياك الله لقلبي دوما

ينبوعا بالحب يفيض ..

وينهمر زيادة...

من قلب" الميدان" حبيبة قلبي أهديك

أشواقي وسلامي..

وأجندة أشعار تفضح حبي

تحكي للوجدان رواية عشقي..

وتحدث للأسماع وتروي..

لشهود عيانك ....

توق القلب العاشق دوما للقائك

**                                                                    **

حبيبة عمري..

أما بعد..

اليوم أكون تماما وكمالا

قد أكملت اليوم العاشر..

ذا عمري المسطور علي جدران الثورة

مثبوت بالأوراق ..

موثق بالتقرير..

من رحم الثورة خرج كياني.

ومحل النشأة "ميدان التحرير"..

أما تاريخ المولد بالضبط

فالكل عليم وخبير..

الخامس والعشرون ..

من أول شهر في السنة الميلادية..

وشهود عياني...

أنظمة الحكم العربية.

ووثائق شبكات الأخبار...

المسموعة ..

والمرئية..

كاميرات الرصد الحي..

وكالات الأنباء الغربية.

وشهود من أهل القصر المشبوه

وأجهزة الاعلام الرسمية..

وجرائده القومية

أخبار , أهرام , جمهورية...

**                                                                                    **

سيدة القمر العالي..

لا تنزعجي

حتي اليوم أنا حي..

مرزوق , ومدون بسجل الأحياء.

"خربوش" وسط الجبهة أحمله

كوسام , ولواء..

و"خدوش" بذراعي مفخرة وبهاء..

**                                                                                                         **

سيدة القلب العاشق...

اني اليوم علي أرض "الميدان" لأول مرة

أشعر بالحرية..

أشعر أن وجودي يحمل هدفا وقضية..

وأني , وبكل حواسي..

منساق نحو الهدف السامي

أنتفض..

أثور..

وأغضب..

وأقود الثورة في صحبة اخواني.

بيضاءا...بيضاءا

سلمية...سلمية

لا أبخل بحياتي من أجل الثورة

قربانا ..وضحية

**                                                                                           **

لا شيئ جميلا سيدتي..

في هذي الدنيا يتحقق

من غيرالثمن الغالي

والاصرارالمنبثق من القلب

قويا..وموثق

ان كنت تريدين العدل الاوقع , والأوثق

فلتكن النفس مهيأة لقبول التضحية الكبري..

أو دفع الثمن الأغلي, والأرفع

ان كانت نفسي تحلم بكرامة..

أو للحرية تواقة..

فليس بوسعي الا أن..

أدفع ثمن الحلم..

وسعر التوق..

ان كنا " للولدين " نريد حياة يحكمها الحب..

وطنا لا تتواري عنه الشمس

لا تحجبه أعلام القرصان..

مصرا لا يحكمها "فرعون" و "هامان"..

أو كهنة عباد العرش

فلندفع لحياة الحب ضريبة..

ولحوز الوطن الحر..القربان دماء

ولمصر الغالية...الروح فداء.

**                                                                                  **

حبيبة عمري..

ان المشهد في "الميدان" عجيب

ورهيب..

حدث فوق حدود خيالي , وخيالك

جبار جدا..ومهيب

عفريت ينعتق من القمقم..

يتهادي في ثقة..

يشعل في صدر الثورة..

حمما..بركانا..ولهيب

أسر بالكامل سيدتي ثارت

خرجت للغول تقول: الحرية

حشد بالحق تجلي..

من كل الأطياف المصرية

اخوان..سنية

مسلمة..قبطية

مصر الميتة تقوم قيامتها في "الميدان"

حشود..

ووفود..

طوفان..

الاف الشعب المقهور اعتصم بأرض المحشر.

كي يحمي ثورته البيضاء.

ويثأر للوطن المسلوب زمانا

بين مواني القرصان الاسود..

وقطيع الجبناء..

يا لجلال الثورة اذ عصفت بعقول الثوار

فلا خوفا يسري بالقلب..

ولا فتنا سوداء

الكل بأرض "الميدان" موحد

أبطال في الموقف..

أطهار في الحلم..

الكل سواء بسواء..

رغم رصاص القناصة

وزبانية جهنم..

وأوامر" فرعون" المفقوءة عينيه..

ودعوته الصفراء..

طوبي , فالثورة أحيت أمواتا.

الثورة للوطن العاجز ترياق ودواء

**                                                        **

وبرغم دماء طاهرة قد سالت

فالحب بأرض "الميدان" يسود..

وخوف الكل علي الكل شعور..

يسري في القلب الثائر..

يتدفق من غير حدود..

ويد (الله) مع الجمع تؤازره..

بالرحمة والأمن تفيض..

تجود..

لا ترهبنا يا سيدتي قوات الأمن الموتورة..

اذ تضرب في استعلاء وجنون

ولا أجهزة "خراب"الدولة..

أوثان" السفاح" الملعون..

أو حتي عصابة "حزب" الوطن المشبوه..

الكل بأرض "الميدان" مهيأ..

أذرعه للموت القادم مفتوحة..

الكل بأرض "الميدان" موحد..

ومحصن...

بالحب , وبالثورة الميمونة..

وحين الليل اذا اقبل..

نفترش الأرض ونتجمع.

ويحلو للبعض المبدع..

من في الثوار مفوه..

أن يسرد للاسماع أقاصيصا للثوار..

أو ينشد موالا للحرية..

أو أغنية للأحرار

حتي انصهر القلب بنار الثورة..

ثمل..ورقص

لف..ودار

سافر في الاحلام الي مدن الثورة..

أمسي محموما بالابحار..

حشد في الليل تجمع بسفينة " نوح "..

أطهار...

أطهار...

أطهار...

ويحلو للبعض مشاكستي..

يسألني واحدهم : ما تحلم ؟

فأفكر..

أتأمل..

ثم أقول علي مهل بخيال وثاب:

لي طفل بيضاء بشرته..

حلو...جذاب

وبريق يلمع بالعينين ..يشع

فلا أدري" أخضار" هو أم "زرقة"..

جميل الهيئة , عفريت , وخفيف الدم

قد ورث الحسن الأبهي من ناحية " الأم"

حلم فؤادي.......ومناه

أن يكبر يوما , وأراه..

رجلا حرا.. ...وأبيا

يحيا في بلد الأحرار..

بلد شيمتها الحب , ودعوتها..

خير , وطهارة...

ايثار..

حلم فؤادي......ومناه

أن يكبر يوما...وأراه

انسانا حرا.....وأبيا

يحيا في زمن شرعي..

رحيم وتقي..

يحترم حقوق الانسان

حكيم ونقي..

لا يأتي بقميئ يجعله بطلا للقصة أو عنوان

قدير وعفي..

يأتي بالحق ويمنحه لشعوب العالم والأوطان

عزيز وقوي..

يكنس أوحال الفتنة ويكسر..

أنف" الطاغوت" ومن يخدم عرشه

الكهنة ...عباد الأوثان

ويقهر "فرعون" السلطة لو فكر يوما أن يحيا..

ليشارك "هامان"...

حلم فؤادي.......ومناه

ان يكبر يوما ...وأراه

لا يشهد مرثية أبيه الميت..

مقتولا....

مغتالا ألاف المرات

بخناجر أغمدها في الصدر وسددها..

حزب الأوغاد...

صناع الأزمات...

أصحاب شعار قتال.." ان كنت تريد..فهات"

حلم فؤادي........ومناه

أن يكبر يوما....وأراه

لا يطلع مثل أبيه..

مهاجر....

ومسافر...

رحالا , يبحث عن عدل مات

حيا , مرزوقا..

ومدون...

لكن بكتيبة أموات...

صفرا في ملهاة كبري

أو اسما في جملة نكرات...

**                                                                               **

سيدتي...

وتصب الماء علي وجهي ,  كيما لصلاتي أتوضأ

امرأة قبطية...

ويقوم الحشد جماعات ليصلي..

تحرسه من بطش الغول..

عيون الصلبان اليقظي..

وعناية رب قدرية..

فاليوم ...سلاما يا مصر

ولتحيا الوحدة الوطنية

**                                                                           **

وحين الظهر اذا أقبل..

وابتسمت سيدة الضوء , وألقت..

للثوار تحية..

وفيوضا من دفء وحنان..

وبشائر من زمن الحرية..

اذ بالأرض تميد , وتهتز...

كما البركان...

تنشق وتلفظ ثعبانا..

يتلوي..

يزحف..

يتحول..

كلبا سعران..

خيلا..

ابلا..

وفدا..مبعوثا لجهنم

يحرسه الشيطان

وطأ المرتزقة يا سيدتي أرض "الميدان"

سحلوا أحمد , وسعيد , ومينا

قتلوا حنا , وسعاد , ورضوان

وبالليل يلوح للثوار الجرحي من مخبئه..

الراعي الرسمي للمجزرة العار..

بالبشري السوداء..

واكليل الغار..

بالحل الوردي..

ورأي بتار...

أن يقبل من أشربهم طعم الموت..

وأرداهم قتلي..

في مذبحة القلعة..

هدنة..

مهلة..

أو قولي..خدعة

كيما يسرقهم سرقته الكبري..

ويهرب أطنان الذهب المسلوب..

ويطفئ في قلب الثوار الشعلة..

**                                           **

سيدتي...

وانطلقت من صدري الصرخة ملتاعة..

"بلادي بلادي...لك حبي وفؤادي"

الخلد مقامي في الجنة ..

وأنا ابن شرعي للثورة..

سيموت" السفاح".. وأبقي

تبت كل أيادي القتلة..

لا تخشي شيئا سيدتي

ان القي المذياع بيانا رسميا

وتحدث يوما عن موتي..

أو ساق التلفاز أقاصيصا

عن قمع الثورة أو تصفيتي..

مدثر بدثار الطهر ...وربي

لن يقدر" اعلام" الفرعون

أن يخلع عن جسدي أرديتي..

لن يفلح قرصان الشؤم..

ان وطأت قدماه حماي

وشطي..

لا تخشي شيئا سيدتي

ففؤادي متصل بالله الاكرم

معصوم من بطش "النمروذ"

من صلف "الالهة" المشبوهة

ونباح كلاب مسعورة..

وعواء جنود..

لن تحرقني النار..فاني

"ابراهيم " نبي , قديس

بالعصمة ممنوع , موعود

لن تأكلني النار..

ولن أتردي في الأخدود

سأعود حبيبة قلبي..

سوف أعود..

**                                                                  **

سأعود أغني للولدين ..

وأرقص للحرية...

سأعود أقدم بين يديك فروض الحب

ونحيا عشاقا..

قيس المجنون وليلي...

لكن بعصور ذهبية..

لا تعرف قهر الحب..

ورجم الشعراء..

بأودية حبلي بالخوف..

وأوكارتحكمها أنظمة قمعية..

سأعود لأنظم في حب الأوطان قصيدة

باقة ورد فواحة..

ومشاتل خضراءا..

تنبت أحلاما وردية..

سأعود حبيبة قلبي ..

كيما نرسم بالألوان المائية..

حلما..

عصفورا..

رجلا ممشوق القامة

يمشي في ثقة ويقول:

اليوم تموت (الغربان)

بلا أسف , أو دية..

واليوم أنا حي في الصورة

هدفا , وقضية..

قد كنت الثائر بالأمس

والان أشيد ...

أبني....

صرح الحرية...