مَلْحَمَةُ الثَّوْرَة
آزاد منير الغضبان
[email protected]
سَـكَـتنا عنْ جرائِركمْ سنينا
وأَرضُ الوعدِ تَنتفِضُ اسْتِعارا
أتـيـنا بالجموعِ بكُلِّ صوتٍ
وصـدّعنا حِمامَ الصّمتِ حتى
وقـدَّمْـنـا لحَضرَتِكُمْ ورودا
فـزِدتُّـمْ فَـوق مَـأتَمِنا قتيلاً
وفـتّـقْـتُمْ جُروحاً لم تُضمَّدْ
* * *
وقـد آنَ الأوانُ وقـد بـدأنا
وأوردنـا إلـى الأَرْواحِ نَهْراً
وإنّـا الـثَّـائرونَ وإنْ ضَعُفْنا
ونـحْنُ الصامِدونَ على أذاكُم
فـقـد بلغ الُّزبى بالسيلِ جيلا
سيَغْدوا دَرْسُكُم كالشَّمْسِ وَهْجاً
وإنّـا إن تـواثـبـتُـمْ عّلّينا
سـنَـطْـلع في مداخلكُمْ ليوثا
ونَـطرُدَ أُسدَكم .. وكذا كلابٌ
وإنْ طَـالَ الـزَّمانُ وأَمْهَلتْكُم
فـإن الـحق أَوْعدنا على أن
أتـينا من هديرِ الأَرضِ نشدوا
ومن حاراتنا (داراً) و ( زنقة )
ونَـحـنُ الـفاعلونَ لما أَرَدْنا
ومـا ذلّـتْ شُعوبُ الشّامِ يوما
وسـوريّـا أَذلّـتْ من سِواكم
وأرضُ الوعْد لم يُعرف عليها
* * *
كـفـى كِـذباً ولا تَغلوا علينا
وإن الـدمّ يـا خـوّانُ سيفٌ
يُـحـاكِـمُكُم ويَسألْكم إلى أَن
ألا هـيَّـا قـفـوا ولتنظرونا
أمـا آن الأوانُ لِأَن تُـلاقـوا
ومِـمَّـن تـهربون وقد رآكم
وحـاربـتـم إله الكون دهرا
فـلا والله لـم تـنسى سجونٌ
تـفـانَـينًا من التّعذيبِ لسْنا
ولا والله مـا فـتـئت ثكالى
ولا الأطـفـالُ شَـوَّهتُمْ بحقدٍ
ومِـمَّـن تَهربونَ من الأيامى
ومـن غـرّبتمُ طَرْدا وقصْرا
ومـن أهـمـلتمُ دهرا طويلاًً
ومَن جَاعوا ومَن نزَفوا دُهُوراً
ومَـن دمَعوا ومن سَكَتوا وفِيهُم
لـهـذا أو لـذاكَ جذورَ حقدٍ
* * *
ودرعـا قـادَتِ الـثُّوارَ حتّى
ودوما أومأت فاهتز عرش ال
وأحـفاد الوليد بحمص جيشٌ
ورغـم الوَطْأَة الرمضاءُ قامَت
وريـفُ الـشامِ يوردها شِعاراً
وهـذا الـبـحرَ يهدر مستبدا
وقـامَـتْ لاذقـيـةُ أَذْهـلتنا
وكُـردُ الـخير قد وقفوا كُماةً
وتـبـدوا من غُيوم النّقع شامٌ
وكـبّـر جامع العمريِّ صوتٌ
* * *
وقـائـدنـا إلى الأَعلى نفوسٌ
تُـقَـوِّمُـنـا إذا هُـنَّا وتَلوي
وتُـرغِـمنا على الإِقدام حتى
* * *
فـنَـحنُ الثّائرونَ على هوانٍ
ونـحنُ الشَّعبُ إِن يطلب حياةً
وإن كـانـت شكوكٌ تَعْتَريكمْ
وإنـا الـيـوم نختالُ ابتِهاجاً
ونُـعـلمُكمْ أَيا ُسرَّاقَ أرضِي
ونـحـن الصَّانِعون لما حلُمنا
ونـحـن المانعُون لِما كَرهْنا
ونحن الحاكمونَ بُعيدَ طرد ال
وإنّـا مَـن يُـصعِّر بَعدُ مِنكم
ونَـحـنُ مُؤرِّخو عَهْد الَمعالِي
ونحن (الشَّام) إن (الشَّام) عهدٌوحـانَ الآنَ ثـأْرُ الـسّاكتينا
تَـزَلْـزَلُ عَـنْ قُيودِ الآسرينا
يُـجـلْـجِلُ مِن أَتونِ الثائرينا
عَـبَـرْنـا جسرَ مَوْتَتِنا وجينا
عـسـى عَـقْـل حَكيمٌ يلتَقينا
وكـسَّـرْتُـمْ على كَسرٍ يدَينا
وصـدَّعـتُم شُروخَ القَهرِ فينا
* * *
وجـئْـنـاكُـم سيولاً رافدِينا
يـذيـق الموتَ نِعْمَ الشّاربينا
لـنـا ربٌّ يُـقَـوِّي الثَّابِتينا
ونَـحْنُ السّائرون لِحيثُ شِينا
عـلـى أعـتـابِكُمْ مُسْتَعبَدينا
يَـشِـعُّ عَلى رؤوس المُنكرينا
لـحَـقِّ مُـسْـتَـحَقٍ نائلينا
وحـقُّ الليث ِ أن يَلِجَ العرينا
تـثـور لوخزة الحيوان حينأ
إرادةُ ربِّـنـا كـي تَـبْـتَلوْنا
يـوطَّـئـنـا رقاب الظَّالمينا
سـنُـسْـقٍطُكُمْ فلا تَسْتَهْدِؤونا
نُـحـرِّمُ نـومَكُم أنْ يَسْتَكينا
بـإذن الله لـسـنـا واهـنينا
وسـوريّـا الأبـيـةُ لنْ تلينا
وركّـعْـنـا فـرنسا صامدينا
مُـنـاكـثـةً وما زلّت يمينا
* * *
سـتَـجرفكم عصانا صاغرينا
سـيـجهِزُ جُرْح خوفِكُمُ مَنونا
تُـولّـوا مـن مخادِعِكُم جُنونا
سـنُـخْـبركُم متى سَتودعونا
نـتـيـجَةَ فِعْلِكُم دهراً طَحُونا
بـصـير الجهر والأخفاء فينا
وعـذّبـتـم أبـاةً مُـؤمنينا
وإن نـسِـيَـتْ فإنا ما نَسينا
لأهْـوالٍ مـضَتْ مُسْتذكرينا
تـدَنـدنْ تـارة وتـئِنُّ حينا
طُـفُـولَـتَهُم صغاراً لاعِبينا
وعـيـنا الشيخ من دمعٍٍ عَمينا
وهـجّـرتـم مـلايينا رُمينا
جـمـوعٌ حـقُّها ,, حقاً مُبينا
وأنـتـم تسرحون وتمرحونأ
أزيـزٌ كـالـمَـراجِلِ يوقَدونأ
عـلـيـكُم ليس تخبُو أوتلينا
* * *
جَـلَـتْ عن وجْهِها عزاً مبينا
جـبـابـرةِ الـعُتاةِ المعْتدِينا
يُـجَـدد عَـهْدَ عَهدِ الفاتحينا
حَـمَـاة ,,والـعذاب مجربينا
ويـورِدُ لـلـمَـنَايا مَا روينا
يـضـجُّ بـبـانياس ويلتقينا
توضِّح عَن أُصولِ الأَكرمينا
مـعـاً لِـلـمجد كانوا سَابقينًا
وشـهـبـاء و إدلـب سابقينا
يُـوحِّـد ثـورة الأحرارِ فينا
* * *
زكَـتْ فاستُشهدَتْ عَهداً مَتِينا
ذراع الـوَهْـن مُنكسرا مَهينا
يـكـونَ لِـواؤُهـا فَتحاً مُبينا
* * *
ونَـحـنُ الـذَّابحونَ لِظالمِينا
مـن الـمَولى يُجيب ويحتبينا
فـإنّـا الـيوم من نُدعى يقينا
لـنـصـر نَرتَجِيهِ وَيرْتَجِينا
بـأنّ الأرضَ تَعشقُ أَن نَكونَا
ونَـحـنُ نُـقـوِّمُ الُمعوَجَّ فينا
ونـحن السَّامحون لِما رضينا
جـبـابـرةِ الـذينَ يُحاربونا
لِـمَـيـلـة خـدِّهِ لَـمُقوِّمينا
وأقـدارٌ جـديـدةُ فـي يَديْنا
مَـكـينٍ في الحَشا حَاشا يَهُونَا