فارسُ الشِّعر
حاتم جوعيه - الجليل
[email protected]عاشِقَ النُّور ِ أبقى والسَّناءْ
فارسُ الشِّعر ِ أغنِّي للفدَا ..
إنَّ جذري أزليٌّ في الثَّرَى
إنََّ صَرحي شاهقٌ نحوَ السُّهَى
لم يزلْ شعري منارًا للدُّنى
جنَّة ُ الشِّعر ِ تضَوَّعتُ شَذىً
إنَّ شعري فاقَ شعرَ"المُتنبِّي"
" ونزارٍ " "ونيرُودَا" شأنِهمْ
ولقد سارَ بهِ العُشَّاقُ في
ذلكَ " المأفونُ " ما جدَّدَهُ
أنا للفنِّ سَناءٌ وَسنا
كم دَعيٍّ تحتَ أقدامي انحَنى
أيُّ مجدٍ أرتقي .. أيُّ عظيمٍ
إنَّي الحقُّ تجلَّى فاسجدُوا
أنا فوقَ الشِّعر والفنِّ وفوقَ
كلُّ شعرٍ غيرُ شعري ناقصٌ
كلُّ مَن يرفضُ أن ينشرَ لي
وَمُسوخُ النقدِ في الدَّاخلٍ هُمْ
وَإذا ما رَامَ ذمِّ ناقصٌ
إنَّني الشَّمسُ تراءَتْ للدُّنى
فيراعي من دمي مُخْضَوْضِبٌ
وبَياني آية ُ الدَّهر وكم
إنَّي ما زلتُ طودًا شامخًا
قبِّليني في جبيني تجدي
وانظري النارَ التي في أضلُعي
قد خبرتُ الكونَ طفلا يافعًا
وانطلاقي حارتِ الدُّنيا لهُ
إنَّما الدُّنيا خطوبٌ لم تزلْ
فاطلبِ العزَّ ولو خُضتَ اللظى
فابتغي المجدَ وغنِّي للعُلا
لم أنم ليلي ولم أغفُ بهِ
سَهُدَتْ سُهدي الدَّراري إنَّما
وأنا في كلِّ خطبٍ عاصفٍ
داعبي روحي بأنغام المُنى
أجملُ الحُبِّ وصالٌ دائمٌ
وعذابُ الحُبِّ هَجْرٌ ونوًى
لذة ُ الحُبِّ بأن نروي المُنى
والتقينا آهِ ما أحلى الهَوى
فاستاقت من جفاءٍ أعيُنٌ
خفقَ القلبُ وغنَّى للهَوى
أسدلَ الحُبُّ علينا ظلَّهُ
فملأنا الأرضَ شعرًا وَهَوًى
قصَّة ُ الحُبِّ التي نحيا بها
إنَّي دُونجوانُ عصري لم أزلْ
فجميعُ الغيد قد تُيِّمْنَ بي
كم فتاةٍ لجمالي سجدَتْ
والتي تعشقُ حُسني إنَّها
سائلي الأنجمَ فحوى طالعي
وَضمَمتُ المجدَ من اطرافهِ
يا فتاة ِ العُمر ِ هل أجدَى البُكاءْ
كيفَ أغفو وبلادي لم تزلْ
كيفَ أنساها وقلبي مولعٌ
في خيام ِ الحُزنِ شعبي صامدٌ
هُوَ في الجُلَّى أبيٌّ شامخٌ
يا فتاة َ الدَّربِ قد طابَ الرَّدى
أنا قربانُ فداءٍ لم أزلْ
أشتهي الموتَ في ساح الوَغى
هوَ يومٌ خالدٌ طولَ المَدَى
إنَّ في جسميَ روحًا حُرَّة ً
إنَّ في برديَّ رَبًّا ثائرًا
فأنا كالسَّيفِ حدِّي قاطعٌ
يا فلسطينُ تبارَكتِ حِمًى
سنعيدُ الحقَّ حتما بعدما
رايتي الشَّمَّاءُ تبقى للمَدى
نشرتْ في الأرض ظلاًّ وارفا
إنَّما نحنُ امتدَادٌ للضُّحَى
وانطلقنا نحوَ أبعادِ السُّهَى
شَيِّعي الأمسَ وقومي استقبلي
نحنُ للتاريخ ِ سفرٌ خالدٌفوقَ هام ِ النَّجم ِ َركَّزتُ اللِّوَاءْ
وَأغنِّي لخلودِ الشُّهداءْ
وَغصُوني وَهَبَتْ فيضَ العَطاءْ
كعبة ُ المجدِ مزارُ الشُّرفاءْ
قبلة َ اليُمْن ِ ورُؤيا الشُّعراءْ
وورُودي رمزُ سحر ٍ وغوَاءْ
جمالاً ... روعة َ الفنِّ بهاءْ
" وأدونيسَ " كبارِ الشُّعراءْ
كلِّ أرض فتالَّقتُ سَناءْ
كحذائي ... لجنونٌ وَهُراءْ
وأنا للشِّعرِ رَبٌّ وَسماءْ
كم رسول يبتغي منِّي الدُّعاءْ
جليلٍ أتقي منهُ البلاءْ
عالمُ الزِّيفِ بعيني كالحذاءْ
النُّهَى .. أختالُ فوقَ الخيَلاءْ
كلُّ قولٍ دونَ أقوالي هَباءْ
دُرَرَ الشِّعر لكلبُ العُملاءْ
عُملاءٌ وكلابٌ جبناءْ
فأنا الكاملُ من غيرِ مِرَاءْ
وَأنا البدرُ فلا أخشى العُواءْ
مِن يراعي يستنيرُ الأدباءْ
تحتَ محرابي تبارى الخُطباءْ
لم تزعزعني أعاصيرُ الشِّتاءْ
مَنبعَ الحقِّ ونورَ الأنبياءْ
نشرت في الأفقِ فجرًا وضياءْ
وتعمَّدتُ بنهر الكبرياءْ
وطموحي ... إنَّهُ دون انتهاءْ
إنَّما العيشُ همومٌ وشقاءْ
وانزع الصَّمتَ ثيابَ الضُّعَفاءْ
إنَّما المجدُ طموحُ الأقوياءْ
ساهدًا ما زلتُ صبحًا ومساءْ
بسُهَادي يستنيرُ العُظماءْ
مثلُ حدِّ السَّيفِ عزمٌ وَمضاءْ
أسكري القلبَ بآمالِ اللقاءْ
وَعطاءٌ وسَخاءٌ وَفاءْ
وبُعادٌ ... فدموعٌ فشقاءْ
مُهَجًا حَرَّى وانفاسًا ظِمَاءْ
وتهامسنا سكونا وَصَفاءْ
وتلاشتْ كلُّ أشباح الشَّقاءْ
وانطلقنا في متاهاتِ الفضاءْ
وجرى الدَّهرُ لنا كيفَ نشاءْ
وَسحرنا الكونَ شدوًا وغناءْ
سوفَ تغدو وحيَ كلِّ الشُّعراءْ
تشتهيني كلُّ أصنافِ النساءْ
لحياتي اطلقوا أحلى دُعاءْ
بسكون وخشوع ٍ وبَهاءْ
تعرفُ الكشفَ وأسرارَ السَّماءْ
فأنا فوقَ الثريَّا والسَّناءْ
سُؤدُدَ العلم ِ ووَحيَ الأنبياءْ
ضاعتِ الأرضِ وصرنا غرباءْ
تحتَ نير الظلمِ تجثو والشَّقاءْ
لستُ أسلوها صباحًا وَمساءْ
عُنفوانُ المجدِ عُنوانُ الرَّجاءْ
مأثلُ الأجيال ِ رمزٌ للفدَاءْ
في سبيل الحقِّ أرخصنا الدِّماءْ
أنتِ عندي وبلادي لسَواءْ
أروعُ الموتِ لمَوتُ الشُّهَداءْ
وعذارى الخُلدِ تشدُو بالغِناءْ
ترفضُ الضَّيمَ وأهوالَ الشَّقاءْ
شعَّ نورًا وسناءً وَرُواءْ
أنا في الجلَّى لسُمٌّ وقضاءْ
قِبلة َ الشَّرق ِ وَمَهدَ الأنبياءْ
ندحرُ المحتلَّ نسقيهِ البلاءْ
معقلَ النورِ وشمسَ الفقراءْ
واشرأبَّتْ نحوَ أعناقِ السَّماءْ
إنَّما نحنُ قرابينُ فداءْْ
إنَّنا في دوحةِ المجدِ سَوَاءْ
فجرَنا السِّحريَّ في أحلى رُواءْ
قد كتبناها حُروفا مِن ضياءْ
