شمس الفكر
12آذار2011
فيصل الحجي
(1)
ندوة الوفاء
فيصل بن محمد الحجي
| بَـزغـتْ تـسمو على أنوار ِ فَجر ِ بَـزغـتْ تـقـتـحِـمُ الليلَ .. لِذا جَـمَـعَـتْ مِـنْ كـلِّ قطر ٍ نخبة ً نــدوة ٌ رائِـدة ٌ فـي نـهـجـهـا فـي حِـواراتٍ تـغـذي جَـمْـعَنا ويَـفِـيـض الـخـيْـرُ مِـنْ مائِدةٍ مَـنـزلٌ تـحـسَـبُـهُ مـدرسـة ً كـلـنـا يَـرجـو الـهُدى مِنْ كلنا فـلـقـاحُ الـعَـقـل ِ في صَحْوتِهِ ولـقـاحـاتُ الـعُـقول ِ ازدَهرتْ هـلْ تـرى أجـمـلَ أو أسْـخى يداً فـربـيـعُ الـعِـلـم ِ يُعطي شَعبَنا ذاكَ مِـنْ فـضـل ِ (الرِّفاعي) الذي إنـنـا بـالـعِـلـم ِ نحْيا في الذرا * * * بَـهـجة ُ الأمْس ِ تهاوَتْ في الوَداع ِ صَـبْـرُنـا أوشـكَ أنْ يَفنى .. فلمْ تـنـزفُ الـحَـسْرة ُ في إحسِاسِنا غـابَ رَمْـزُ النبْل ِ .. غابَتْ هِمَّة ٌ وانـبَـرى ألـفُ سُـؤال ٍ عـاصِفٍ كـيف يمضي المَركبُ المَحزونُ مِنْ مـا مـذاقُ الـعـيـش ِ إنْ وَدَّعنا كـيْـفَ يَمضي الحَرفُ في مِشوارهِ وإذا مـا فـرَّقَ الـشَّـمْـلَ الأسى كـيـفَ نـرعـى نـهضة ً فكريَّة ً كـمْ تـشَـوَّقـتُ لِـبُـسْـتـان ٍ بهِ ذلـك الـمِـيـراثُ مًـنْ يَحفظهُ ؟ هـكـذا هـبَّ لـهـا جُـنـدِيُّـهُ وتـولاهـا وأحـيـا نـهـجَـهـا * * * صَـفـوة ُ الأحبابِ مِنْ أهل ِ الصَّفاءْ تـيَّـمَـتـهـمْ نـجْـمَـة ٌ نجْدِيَّة زانـهـا الـعِـلـمُ بـأبْهى صُورةٍ هـي كـالـنـحـلـةِ يـحلو شهدُها وهـي الأُمُّ فـمَـنْ تـحـضـنـهُ وهـي الـخـنـسـاءُ مَـنْ تـفقِدُهُ قـلـتُ : يـا أُمُّ إلـى أيِّ الـذ ُّرا فـأجـابَـتْ : إنـمـا أنـجَـبَـني ورجـالـي بَـعـدَهُ خـيْـرُ الورى عُــلــمــاءٌ أُدَبـاءٌ شـعـراءْ يـعـشـقـونَ الـعِـلمَ والفكرَ لذا طـوَّرونـي ..أبـدعـوا في زينتي عَـطـرونـي بـشـذا أفـكـارهِمْ وغـدا الـشـعـرُ أخـاَ النثر ِ هنا هـكـذا الإخـلاصُ قـد مَـيَّـزني | كـيفَ لا تسْمو وتعلو شمسُ فِكر ِ ؟! أسْـفـرَ الحُسْنُ.. وراح الليْلُ يَجري قِـمَـمـاً تـنـمـي الثقافاتِ وتثري تـمْـقـتُ الـجهلَ وبالتفكير ِ تغري وأحـاديـثَ تـروِّيـنـا كـنـهْر ِ تـكـرمُ الـعـافينَ مِنْ شِعر ٍ ونثر ِ إنـمـا الـطـالِـبُ أسْتاذ ٌ بعَصْري بَيْنَ (لا أدري) جَرى الخيْرُ و (أدري) كـلـقـاح ِ الـنخل ِ في إنجابِ تمْر ِ فـي مَـدى حُـرِّيـةٍ مِنْ غيْر ِ قهر ِ مِـنْ ربـيـع ٍ يَـتمَطى فوقَ قفر ِ ؟ فـيْـضَ عَـزم ٍ ونـجاحاتٍ ونصْر ِ نـسْـألُ اللهَ لـهُ أضعافَ أجْر ِ (2) وبـدون ِ الـعِـلـم ِ نـنحَط ُّ لِقبْر ِِ * * * حَينَ غابَتْ في المَدى شَمسُ الرفاعي يَـبْـقَ فـيـنا غيْرُ حُزن ٍ والتياع ِ فـالأمـانـيٍ مُـوثـقـاتٌ بامْتِناع ِ لا تــبــالـي بـسُـدودٍ وتِـلاع ِ مِنْ صَميم ِ الجُرح ِ مِنْ عُنفِ الصُّداع ِ غير ِ رُبّان ٍ ... ومِنْ غير ِ شِراع ِ ؟ صـانِعُ البَسْمةِ مِنْ غيْر ِ اصْطِناع ِ ؟ إنْ نـأى عـنْ دَرْبـهِ رَبُّ اليَراع ِ ؟ كـيـفَ ألقى جُلسائي في اجتماع ِ ؟ تـنـجـزُ الإبداعَ مِن غير ِ ابْتداع ِ ؟ يَـزدهـي حُـلـوُ كلام ٍ واسْتماع ِ؟ٍ كـيفَ يَبقى الوُدُّ مِنْ غير ِ انقِطاع ِ ؟ (بـا جُـنـيْـدٍ) بسَخاءٍ واقتناع ِ (3) واثِـقَ الـخـطـوةِ في حُسْن ِ اتباع * * * عَـشِـقـوا الإحـسانَ عِشْقَ الشرفاءْ ٌ فـي تـدانِـيـهـا رشـادٌ وضِياءْ وبَـيـانُ الـشـعـراءِ الـفـصحاءْ شَـهـدُهـا لِـلـروح ِ والعقل ِ شِفاءْ أرضـعَـتـهُ مِـنْ تـراث الأنـبياءْ ودَّعَـتـهُ بـدُمـوع ِ الـشـعـراءْ نـزع َ الـعِـرقُ ؟ ومِنْ أيِّ سَماءْ ؟ وافِـرُ الـفـضـل ِ أنـيسُ الجُلساءْ بـتـفـانِـيـهـمْ .. وخـيْرُ الخلفاءْ خـطـبـاءٌ فـصـحـاءٌ بُـلـغاءْ أشـرقـوا فـي واحـتـي كلَّ مساءْ فـتـطـاولـتُ عـلـى كلِّ النساءْ واسْـتـضـافـونـي بدار ِ الكرماءْ بـنـظـام ٍ .. والـخـميسُ الأربعاءْ مَـنـهـجـي الحقُّ وعُنواني الوفاءْ |
(1) مناسبة القصيدة هي : احتفال ندوة الرفاعي (ندوة الوفاء) في مركز الملك فهد الثقافي بمناسبة بمُرور خمسين عاماً على إنشائها في مدينة الرياض يوم الأربعاء 23/1/1432ه =الموافق= 29/12/2010م ثم في مقرِّ الندوة (في منزل الشيخ أحمد باجنيد) في يوم الأربعاء 20/3/1432ه = 23/2/2001م حيث ألقيتُ هذه القصيدة .
(2) الأستاذ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله تعالى مؤسِّس الندوة في مدينة الرياض وهي ندوة علميّة أدبية ويحضرها ويشارك في أنشطتها نخبة من المثقفين (3) الشيخ أحمد باجنيد حفظه الله تعالى الذي انتقلت الندوة إلى منزله بعد وفاة المؤسِّس الرفاعي وتمَّ ذلك وفاءً للمؤسِّس الرفاعي ، ولذلك سُمِّيَتْ : ندوة الوفاء .