شهقات الندى
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أبـحـرتُ فـيكِ وفاحَ الحبُّ في أفقي
يـمـتـدُّ عمقي ولا أخشى إذا عبرَت
أشـفـقـتُ مـنّـي حناناَ والرقيمُ دمي
أجـرّ دنـيـاي خـلـفي من ضفائرِها
آتٍ يـؤجَّـلُ إشـراقـي بـعـفَّـتِـهِ
بـكـيْتُ حتّى بكى صمْتي وما نطقتْ
أمـشي على الماءِ لا الصحراءُ تتبعُني
وجـئـتُ نـحوكِ ، جمرٌ راحَ يُشعلني
فـيـا لـنـبـعِـكِ إنّي لو أستظلُّ بهِ
دمـي اشـتـعـالٌ فكوني أنتِ جمرتَه
أنـا غـريـبٌ أمـرّ الـدربَ ملتمساً
هـل لـي طـريـقٌ إلى عينيكِ أسلكُهُ
وجـئـتُ أمشي على رأسي يجرجرُني
خـذي جـنـونـي ، أنا تلميذُ مدرسة
قـلـبـي لـقـلبك خيماتٌ بها شُرفٌ
لأجـلِ عـيـنيكِ شمسُ الحبِّ تحرسُنا
فـهـل سـتـرضين إنّي من يكون أنا
إنْ كـانَ فـيـك اشتعالُ الحبِّ سيدتي
فـمَـنْ يـلـومُ مـحـبَّاً قد شكا وجعاً
Iلا لا تـلـومـي ، أنا عيناكِ أعشقُها
لـيـلاي أنـتِ وزهـري في خمائلِنا
مـا دمـتِ أنـت مـعي شعري أطوِّقه
أوفـى تـسـلّـقـنـي همّي ونثّرني
هـلْ تـقبليني ، فشوكُ الروحِ أحضنُهُ
فـلـمـلـمـيني ولمّي في يديك دميولـوَّن الـحُـلْـم لي بوحي ومحترقي
مـراكـبُ الرّوحِ في بحري من الغرقِ
ورحْـتُ أتـلـو بسرِّ (النورِ) (والفلقِ)
مـعـي عـصـايَ وأنفاسي بها رَمقي
عـلـى طريقِ الضّنى في حزني اللَّبِقِ
مـعـي دمـوعي وماتَ الوردُ بالعبقِ
ولا تـقـدُّ الـعَـصا بحري عن الغرَقِ
كـما القوافي على بإيماءِ الهوى الرنِقِِ
لـفـاحَ مـنـك الشذا في ساحلِ الألقِ
مثلي على النارِ في سحرِ الهوى احترقي
لـوْنـاً من الدفء في أرجوحةِ الطرُقِ
لـو كـانَ ناراً عبرت النارَ في حُرقي
شـوقـي ويفضحني حرفي على ورقي
بـهـا الـمـجانينُ سكرى دونما عَرَقِِ
كـونـي أمـيرةَ هذي الروح والتصقي
مـهـمـا اكـتوينا سنلغي هُوَّةَ الحدَقِِ
نـهـرَ الـعـطاءِ إلى واديكِ بي فثقي
فـفـيّ ألـفُ اشتعالٍ صاغَ لي رهقي
ذاقَ الأمـرَّيْـنِ مـن حـبٍّ ومن قلقِِِ؟
كـونـي بخورَ الهوى في ساحةِ الغسقِِ
قـد راقَ حـتـى رأيتُ السحرَ بالحَبقِِ
لـطـهـرِ جـيدِك منظوماً على نسقِِ
بـكـلَّ لـحـنٍ فشدّي أنت لي مِزقي
بـدفءِ قـلبي وفي رمشي وفي ألقي؟
وطـهِّـريـنـي مـن الإغواءِ والنزقِِ