كَفّي مَعْي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
كـفـي مـعـي وتزيدُ في تطويقي
وبـراثـنُ الأوجاع تنهشُ في دمي
وسـمـاءُ روحي كُسِّرَتْ صدفاتُها
ونـهارُ يُتـْمي راحَ يضربُ جُنحَه
وتـشـدّنـي بـحبالِها شفةُ الضّنى
وأصـابـعي تفتضُّ طهْرَ مواجعي
فـآكْـسـرْ جرارَ العطرِ في نفثاتِها
وآجـرحْ غرورَ الشّمْسِ بين نخيلِنا
وآخـلـعْ هـنا نعليْكَ عندَ مداخلي
وآقـبـسْ شـرارةَ بوحِهِ من لمعِهِ
واخـلعْ عليّ شراشفَ الوطنِ الذي
فـأنـا هـواكِ سرابُ بيدي لفـّني
وتـشـرْذمـتْ كلُّ القبائلِ وانزوَتْ
وتـكـلَّـمَ الـنـاقوسُ وشَّحَ خفقه
أنـا لم أزلْ في الريحِ أعقدُ خيمتي
كَـسرتْ أراجيحي صحارى لهفتي
وحـدي أقـيلُ من المزالقِ عثرتي
هـيمانُ أضربُ في متاهاتِ المدى
مُـدنُ الـجـراحِ أنا ستنبتُ لوعةً
ضـيَّـعْتُ أقطاري فأربكَها الدّجى
وحـدي وركـبـانـي مداها خطوةٌ
نبتَ الوجومُ على العيونِِ وأغْـلقَتْ
أحـبـبْتُ ترْصدُني بشعري نجمةٌ
فـالـحـبُّ أغـنيةٌ تذاعُ وشاعرُ
وأزاهـرٌ ورضـابُ ثـغـرٍ مُفلجٍٍ
وَتـجـذُّ إغـواءَ الـجـناةِ مخالبٌ
والـحـبُّ عـطرٌُ قد تماثلَ سوسناً
فـإذا ذكـرْتَ لـنا القطا في سِرْبِهِ
فـعـرارُ نَـجـدٍ لن يفوحَ عبيرُه
وطـنٌ مـواجِـعُـه سـلالمُ فجرِهِ
هـو طـائـرٌ لـلـتـمِّ مدَّ جناحَهُ
وبـجـمـرةِ الثغرِ اكتوى بحريقِهِ
لـيـلى المريضةُ أيُّ جرْحٍ ما شَفا
إنّـي لأشـهـدُ حـيـرتي بغيابِها
أنـا بـعـضُ أسئلةٍ لموتِ أزاهرٍ
فإذا ذكرْتُ هوى الحِمى سقطَ الشذى
وشـهـيـقُ نـخلتِنا التي سعفاتُها
أسـقـطْتُ أيّامي وعمرَ مواجعي
فـالـحـبُّ كـسّـرني أقامَ مآتمي
فـأعـارنـي طيرُ الأغاني جنحَهُ
والـحـبُّ ديـنٌ لـي يوشّحه دمي
وطني ارتديْتُ عقالَ رأسك وارتدى
كـنْ لـي أبـاً ففداك نفسي يا أبي
أتُـراكَ تـقـبـلُ بـزَّتي معطوبةًً
يـا مـوطـني وأنا العروبةُ أنجبتْوفـمـي يـغصُّ مع الحنينِ بريقي
وتُـطـيـلُ فـي عـينيَّ بالتّحديقِ
والـنـجـمُ يلبس أنـّتي وحريقي
خـلـفَ الـغمامِ على جناحِ بريقِ
وتـوَدُّ فـي قـلقِ الرّؤى تـَمْزيقي
وَتـلـمُّ عـن نارِ الجنوحِ عُروقي
وانـثـرْ مدادَ الصمتِ يا مَعْشوقي
وآفـتـحْ عـلـى شبّاكها تَحقيقي
فـدمـي بَريقُ الطُّورِ في التنسيقِ
وامـلأ بـعـطـرِ نزيفِهِ إبريقي
غـادرْتُـه فـي شـهـوةِ التمزيقِِ
وتـغـرَّبـتْ بـفمِ المجاعةِ نوقي
لـغـةُُ الـسّـطوعِ كدولةِ الفينيقي
قـرع الـجـراح وبـحة البطريق
والـبـيدُ شَدّت بالضلالِ طريقي
وتـنـاثـرَتْ فـي غابةِ التوريقِِ
مُـتـوشِّـحا حُزني وجمرَ بُروقي
وأسـوحُ عـنـدَ مسارحِ التشريقِِ
ومـخـالـبـاً لـلـريحِ للتـَّرنيقِ
فـأضـاءَ وهْجُ الحرفِ لي تحليقي
ويـزرْكـشُ الربواتِ لونُ شُروقي
روحُ الـخـمـورِ تُـراقُ للموموقِِ
حـشـدَتْ عـلـيّ بمزنِها المدفوقِِ
وظـفـيـرةٌ تُـطوى إلى المنطيقِِ
وَعَـصـا تؤدِّبُ مَنْ يخونُ عُذوقي
شُـحِذَتْ ، وتلوي وَجْهَ كلِّ صَفيقِِ
يـمـشي على قـَدِّ الدّجى الممشوقِِ
حَـنَّ الـمـلـوَّحُ للغَضَا المسْروقِِ
مـا دامَ بـالَ على الصَّفا الإغْريقي
وبـبـابِـه اكتظَّتْ زحوفُ سُمُوقي
جـابَ العصورَ وخاضَ كلَّ عَميقِ
مُـذْ صـاحَ يـا ليلى العراقَ أفيقي
وتـنـاسـلَ الـتطبيبِ عن ترقيقِ
شـمـسُ الـسرابِ بأفقِنا المفتوقِ
عَـلـقـتْ بـذهْنِ الغيبِ للتصفيقِ
ثـرَّاً عـلى غصْنِ الندى المنشوقِ
بـيـعَـتْ فـبـاحَ شهيقُها لشهيقي
عـلّـي أكـونُ لـنـولِها المنسوقِ
فـوقَ الـسريرِ على جنوحِ عُقوقي
لـيطوفَ في سرْبِ الهوى المخنوقِ
وبـنـبـضِه شُكمَتْ شفاهُ عروقي
وجـهي الحنينَ وفيه غابَ بريقي
ورفـيقَ دربي في الأسى وصديقي
وأنـا الـمـسـافرُ في فمِ التّمزيقِ
سـجـنـي ،وهدَّتْ للغدِ المرمُوقِ