على أبواب الوطن

على أبواب الوطن

إلى الأحبة الذين طال تغريبهم واغترابهم

أحمد الطيابي

قـد ضِـقتُ ذَرعاً بإبعادي وتغريبي
وكـلُّ  زاديَ فـي دنـياي iiذاكرتي
لـيـلٌ  وقـهـرٌ وجرحٌ نازفٌ أبداً
أحـاول  الـنـوم لكن لا iiتطاوعني
أضـناني  البعد والترحالُ يا iiوطني
وأكـتُـمُ  الجرحَ في قلبي iiفيفضَحُه
ومـا اقترفتُ سوى التحذيرِ منْ iiنفَرٍ
ما  كنتُ أعرفُ إلا الصدقَ في iiلغتي
وجـئـتك اليوم حتى الباب iiأنكرني
يـا  أيها الباب حدِّقْ بي أنا ابن iiأبي
ظـنـنتُ أنكَ مثلي سوف تفرحُ iiبي
يا أيها البابُ هل صدّقتَ مَنْ iiزعموا
الـصـادقـون  إذا ما هَيْعةٌ iiسَمعتْ
الـسـاهـرون  عـلى أمجاد iiأمتهم
هـم الأبـاةُ إذا مـا الموت iiواجههم
جـادوا  بأنفسهم في الحق ما iiوهنوا
فـهـل تـراه كـثيراً أن أعود iiإلى
ويـصمت الباب لكني سمعت صدىً
وقـهـقـهاتِ  زنيم إذ قضى iiوطراً
وصـوت  طبلٍ كأن القوم في iiشُغلٍ
ورحـتُ  أدفـع هـذا الباب يقتلني
فَـهـمـتُ  مـنه مقالاتٍ iiيترجمها
يـقـول إنَّ بـلاداً كـنـت iiتعرفها
أخـنـى عليها ظلام الهونِ فامتُهِنتْ
أمـا  الـمـفـاتيحُ فالطوفان iiسلّمها
إرجـع فـمالك حظٌّ في الدخول iiولا
ارجـع وعُـدْ لـي بـجرّار iiكتائبه
تـحـطـم  البابُ بالإيمان iiلاخُطَبٌ
إن  تـنصروا الله ينصركم ويهزمهم




























ولـم  تـزل نافثاتُ السم تُغري iiبي
وحُلمُ  حرفٍ على الأوراق iiمصلوبِ
والـعـلقمُ المرُّ مطعومي iiومشروبي
عَـيـني  فأبكي بدمعٍ غير iiمسكوب
وتـهـتُ مـا بين تشريق iiوتغريب
مـرُّ  الـفـراقِ وتـلفيقُ iiالأكاذيب
تـهـوّدوا وتـمـادوا في iiالأساليب
ورفـضَ  حـرفيَ تلميعَ iiالمحاسيب
كـأنني  صرتُ وجهاً غيرَ iiمرغوب
ولـسـتُ  نسل ادعاءاتِ iiالرعابيب
وتـحـتـفي  مثلَ مشتاقٍ iiلمحبوب
بـأن  يـخـونـكَ أبناءُ iiالمحاريب
طـاروا إلـيـها بعزمٍ غير iiمغلوب
لا  يـعـبـؤون بـتـهديدٍ iiوتأليب
سـاروا إلـيـه وجاؤوا iiبالأعاجيب
ولا اسـتـكـانوا لترغيبٍ وترهيب
أهـلـي  وأنـهي أسفاري iiوتعذيبي
لـصـوتِ  نائحةٍ في سفح iiغربيب
مـن الـحرائر في جوف iiالسراديب
عـمـا  يـدور ولا آسٍ iiلـمنكوب
سـكـوتـه وادعـاءات iiالأعاريب
هـذا  السكوت بحرفٍ غير iiمكتوب
ربـوعَ عِـزٍّ وأمـجـادٍ iiوتـهذيب
وعـاثَ فـيـهـا فساداً كلُّ iiمتبوب
إلـى  عُـتُـلّ عريقٍ في iiالألاعيب
يـجدي  البكاءُ على أطلال iiملحوب
إذا  قـضـتْ فقضاءٌ غيرُ iiمحجوب
تُـجـدى ولا أملٌ في وعدِ iiعرقوب
والوعدُ منه ـ تعالى ـ غيرُ مكذوب