الوجه العاري
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]الـلـيـلُ حاصرني والصمتُ ندمانُ
وأيـقـضـتْ شهقةُ الآلامِ في جسدي
ركـبْـتُ وهمي وموجُ الروحِ يدفعني
ويـنـفـثُ الـقـلقُ المحمومُ جمرتَه
من أين جئتِ زرعتِ النصل في كبدي
مَـنْ أنتِ ، مَنْ أنتِ يا أنثى تشاكِسُني
لـولاكِ مـا آنساقَ للاشيء مرتمِضاً
ولا تـنـطَّرْتُ بعد الهجرِ بي عطشٌ
أنـتِ الـتـي قلتِ لا ما قلتُ سيِّدتي
قـلـنـا دمـشقُ ومهما كانَ موعدُنا
فـالـصـيفُ آتٍ على رفَّات همستهِ
يـحـكـي لـوعـد زرعنا فيه نبتته
وعـن لـيـال رسمنا عرس أنجمها
فـالـكـل جـاء عـلـى ميعاد رنته
إلاك أنـت هـوى الـشيطان خالجها
ما كنت ادري ندامى الليل قد فضحت
مـا كنت أدري وكنت الكذب تصنعه
غـدا سـأنسى وجرحي سوف أكتمه
لـولا هواك ارتمى في ضلع أغنيتي
ولا تـغـنـت عـلى أوتار حنجرتي
غـدا أراك عـلـى أبـواب شارعنا
فـلـن أقـول صباح الحب يا امرأة
أنـت الـتي بعت لا ما بعت فالتمسي
عـودي إلـيـه أنـا فارقت أزمنتي
أنـا مـع الـصمت جدراني تؤانسني
فـلـن أمـد يـدي . كـفي سأقطعها
وقـد أمـزق شـريـاني إذا نبضت
عـودي فـما عدت لي حلما أدغدغه
عـودي فـوجـهك عار من ملاحته
عـودي وثـوبـك زاهٍ فـي وقاحته
مـاذا تـقـولين لو صاح الحليبُُ غداً
لـمـن سـريـرك مهدت الطريق له
لـمـن أبـحـت الذي خبأت رقصته
فـأنـت دنست روح الطهر واقترفت
قـولـي لـمـوتك إني بعت مقبرتي
أنـا اقـتـرفـت وما فكرت مذبحتي
يـا مـهـرجان البغا يا نصف امرأة
عـودي فـمـا ظل من تبغين رحمته
عـودي إلـيـه وعـيشي في بلهنية
فـأنـت فـي الشرع أنثى لا وفاء لها
عـودي إلـيـه وغـري غيرنا فانا
لـن نـلـتـقي أبدا ما دمت خائنتي
لـكـن لـدي حـسـابـات سأعلنهاومـن جوى الحزنِ فاضتْ فيّ أحزانُ
نـارَ الـجـراحِ فأدمى النزفَ شريانُ
إلـى ثـراكِ ويـغوي القلبَ عصيانُ
عـلى ضلوعي فيكوي الصدْرَ كتمانُ
وخـنجرُ الموتِ حدّ النصلِ سكرانُ؟
ويـا جـحـوداً يـعـاطى فيه إيمانُ
قـلـبي ، وساورَهُ في الطيشِ شيطانُ
إلـى الـلـقـاءِ لـكي تنزاحَ أشجانُ
أيـن الـلـقـاءُ وأنّـى للهوى الشآنُ
لـنـغـزلَ الـحبّ كي تخضرّ ألوانُ
نـغـفـو وليل الهوى بالطيب نشوانُ
وعـن وعـود بـهـا كنا وما كانوا
وغـازلـتـهـا بـحقل الغيب كيزانُ
إلاك أنـت بـهـا قـد خاب عرفانُ
وبـاعـت الـحب فيها مات وجدانُ
سـر الـغـيـاب فعاف البحر شطآنُ
أنـثـى الـوعود بها قد مات سلطانُ
وفـي شـواظ دمـي تـبـتلُّ نيرانُ
لـمـا تـغـنت بنزف الجرح عيدانُ
هـذي الـلـحون وضجت فيَّ الحانُ
وفـيـك عـاث مع التضليل خسرانُ
ولـن تـهـش لهذي الروح أحضان
غـيـري فـاني على ما كان ندمان ُ
ولـيـس تـعـرفني في التيه ركبانُ
وقـد تـبـيـع دمـي للحزن أزمان
إن حـاولـت مـرة تسعى لمن خانوا
فـيـه الـدماء . وعاد الحسّ يزدانُ
ولا تـنـام عـلـى الإيـحاء أجفان
وكـل مـافـيـك تـضليل ونكرانُ
وسـوف تـنـطـق عما جئت أردانُ
لـمَـنْ أبحتِ الذي.. فاعتلّ رضوانُ
فـصـاح عـند احتراق الوعد رمانُ
ومـن شـفـاهك مَنْ أطعمت يا جانُ
كـفـاك إثـمـا وحـارت فيك اكفانُ
وشـيـعـت لـونها والطيب قمصانُ
وتـاه بـيـن قـبـور اليأس جثمانُ
غـدا سـتـجفوك رغم الجوع ديدانُ
فـأنـت شـسع النسا والشسع حرّانُ
مـن الـنـعيم . سيغرى فيك إحسان
وأنـت لـلـغـدر والتسويف ميدانُ
قـد تـبـت عـنك وداف السمَّ ثعبانُ
فـقـد غـسـلت يدي فالعهر أدران
وكـل شـيء لـه فـي الحق ميزانُ