بغداد

علي صالح الجاسم

دفـنْـتَ  رأسكَ تحت الرّملِ iiمنتحبا
ورحتَ تصرخُ في الصحراءِ هل مددٌ
تـلـك  الـعـظام جذورٌ عزَّ iiمنبتُها
أصـحـابها شرَّفوا التاريخ إذ عبروا
يـا  ابن العروبة ما أضناك كم iiزمن
"  الـسيف أصدق " ممن قال أو iiكتبا
" الـسيف أصدق " لو تدري فكم iiأممٍ
يـا  أمـتـي ونـيوبُ البغي تنهشنا
مـاذا  دهـاك إذا مـا عـمّنا نصبٌ
أيـن  الـميامينُ من أحفادِ معتصمٍ ii؟
بـغـداد  عـفـوكِ والأعذارُ iiواهيةٌ
فـالـيـوم لا خـالـدٌ فينا ولا iiعمرٌ
كـلُّ الـذي بين أيدينا رحى iiغضبٍ
تـحـيّـر الحرف وانسابت iiمواجعه
أخـي  وربـك مـا عـنيتُ من iiألمٍ
أخـي أفـقْ إنـنـا سرّان في iiوجعٍ
بـغـداد بـوابـةُ الـدنـيا ومنطلقٌ
وسـل دمـشقَ فأحرى أن تكون iiبها
بـغـدادُ آهٍ عـلـى بغداد كم iiحلُمتْ
يـخـاطـب الـغيم مزهواً iiومنتشياً
يـا سـدرة الـمنتهى يا لون ذاكرتي
كـم مـن زعـيمٍ بدا في ثوب غانيةٍ
وتـطلب  الثّمن البخس الذي iiوُعدتْ
الـشّـاربون دماءَ الشعب من iiعطشٍ
الـخـائـفـون  عـلى تيجانهم iiأبدا
الـكـاذبـون إذا قـالوا وما iiصدقوا
هـم الـرّجـال إذا ما سمْتَ iiمنطقَهم
عـذراً  أخي فما في السّيف من iiأملٍ
مـا  أبعدَ الفرق بين الموتِ متَّشحاً ii!
وبـيـن  موتك في ساح الوغى iiظمأً
سـمـوتُ  فوق جراحي وهي iiدامية
لـوّنـتُ قـافـيتي من كلِّ iiحاضرةٍ
هـذا  الـفـرات قـنـاديـل iiمكللةٌ
عـاد الـتّـتـارُ أخي بغدادُ مُصبحةٌ
أخـي  أفقْ ، فكلانا في الهوى عربٌ
خـذهـا  أخي حكمةً واعمل بها iiأبداً



































فـأيُّ ذلٍّ كـسـا مـن نـتنِهِ iiالعربا
أمـا  تـعـبتَ فهم لن يسمعوا خطبا
لـمّـا رأْتـكَ كـسيرَ النفسِ iiمستلبا
مـن  فـوق أحـرفـه عزاً ومُنتسبا
بـنـظـرةٍ  مـنـك قد شرَّفتهُ iiنسبا
وهـزَّهُ  الـوتـرُ الحسّاسُ أو iiطربا
دانـت  بـه يوم ضربٍ لم يكن iiكذبا
أيـن  الـرجـال ؟ كأنَّا لم نعد عربا
فـواحـدٌ دانَ مـزهـواً وذا شـجبا
بـل أين من زيّنوا التاريخ والحقبا ii؟
لـقـد  مـضـى زمنٌ كنَّا به iiالنجبا
ولا  رشـيـدٌ عـلا أو عانقَ iiالشّهبا
نـثـيـرُه ، وقـلوبٌ أُترعت وصبا
تـقـلّـبُ الـحـزنَ في أهدابه iiلهبا
إلا  لأنـك نـبـضٌ فـي الفؤاد خبا
يـعـربـدُ الـقـهرُ فيه كلّما iiانسكبا
لـلـعـابـرين  ، فعنها سائلِ iiالكتبا
أدرى ، فـسـرّهـما قلبي وما iiوجبا
هـارونُ مـن مـقلتيها يعصر iiالعنبا
لا شـكّ تـمـلأ يـوماً راحتي iiذهبا
تـخـاذلَ الـحرف في أوراقنا iiوكبا
تـشـدُّ من خصرها غنجاً لمن iiرغبا
كـالـجرو يرضى بعظمٍ يابس iiسغبا
يـصـيـبـهم كلما قد أُوهنوا iiنصبا
كـالـعـنـكبوتِ إذا ما شدّتِ الطُّنُبا
يـوماً بعهدٍ ، وكانوا في الهوى iiشُعَبا
فـإن  نـظـرتَ مـليّاً خلتَهم iiقصبا
إن  كـان لـلـزينة البلهاء قد iiنُصبا
ذراع فـاتـنـةٍ تُـغـريـك أن تثبا
تـكـفـيـك قبسةُ نورٍ تقهرُ iiالحجبا
وجـئـتُ أنـهلُ من عينيكَ ما iiعذُبا
فـسـمّها واغترف من بحرها iiالعربا
تـعـانـق  الـنيلَ في تزيينها النّقبا
فـمـن سـيُـمْسي على آثارها سلبا
ومـسـلمون  ، ألا ما أعظم النسبا ii!
لا  يـقهر الظّلمَ إلا السّيفُ إن iiضربا

الشاعر في سطور :

·        علي صالح الجاسم .

·        ولد في قرية (فرس الغنام) من قضاء منبج عام 1972 م.

·        حصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب قسم اللغة العربية عام 1998 م.

·        مدرس للغة العربية في ثانويات منبج ومعاهدها .

·        له ديوان شعر مطبوع بعنوان (شناشيل الضياء) " نقد " .

·        له مشاركات في أمسيات ومهرجانات في منبج ، وغيرها من مدن القطر السوري .

·        نشرت له بعض الدوريات المحلية والعربية مثل :

 (الأسبوع الأدبي ، مجلة الفيصل السعودية) .