بكائية لن تكتمل

رائد عبد اللطيف

[email protected]

قَـلـيلٌ  على غَدرِ الزَّمانِ iiهِجائيا
ولـكـنَّـه لنْ يُصلحَ الشِّعرُ iiغَدْرَهُ
وأُقْـسـمُ إنِّـي لو نظَمْتُ iiقلائِدي
وأبْـكي وما شكوايَ إلا مِنْ iiالنَّوى
وأكـتـبُ  من حِبرِ العُيونِ iiبليَّتِي
أخـطُّ  كـتـاباً واضحَ الفِكرِ iiبيِّناً
وأحـملُ بَعضِي ثم أُخفِي iiمُصيبَتِي
عـزيـزٌ على قلبي فراقُكِ iiوالفتى
فـيـا  صـاحِبَيْ عودَا بقلبي فإنَّهُ
خُـذَانِي  ورُدَّاني إلى مَرتَع iiالصِّبا
خُـذَانِـي إلـى الشَّام العتيقةِ إنَّني
هـناكَ  افْرُشَا صدري بدارةِ iiجِلَّقٍ
وقـولا لـنـهـرِ الشَّامِ إني iiأحبُّهُ
وبُـوسَا ترابَ الشامِ أرضَ iiأحبَّتِي
خُـذَانـي  إلـى نهرِ الفراتِ iiفإنَّهُ
وقـولا لـه قـولاً رقـيـقاً iiوليِّناً
ألا  فـاتـركـانِي ليلةً تحتَ iiظِلِّهِ
وأوصِـيْـكُـمـا أهلي فبالله iiسلِّمَا
وإنِّـي عـلى عهدِ المحبةِ iiوالهوى
كَـفَانِي بُكاءً- يا دمشقُ- فمَنْ iiنأى
وقـدْ يَـمْـنَعُ الحُرُّ الكريمُ دُموعَهُ
ولنْ تَمْسحَ الدَّمعَ الغزيرَ يَدُ iiالجَوَى
ولـو  أنَّ دمْـعاً ينفَعُ النَّاسَ iiسَكْبُهُ






















ولـو صُغتُ كلَّ الخاطراتِ iiقَوافيا
ولـيتَ بصَوْغِ الشِّعرِ نِلْتُ iiالأمَانيا
لـعـلَّقْتُ منها السَّابحاتِ iiالسَّواريا
ويـكـثُرُ  في دربِ الجراحِ بُكائيا
ولـسْـتُ  أرَى إلا الدُّموعَ iiمِداديا
فـيَـعْـيَا  على فَهْمِ اللياليْ iiكتَابيا
وجُـلُّ الـذي أخفيهِ يفضَحُ ما iiبيا
إذا  غـابَ عنهُ الصَّبرُ ظَلَّ iiمُعَانيا
أراهُ عَـلـيـلاً بـعدما كان iiخَاليا
فـإنِّـي  بغيرِ الشَّامِ صَعْبٌ iiشِفَائيا
مُـحِـبُّ  دِمشقِيُّ الأصول غَرامِيا
ومُـدَّا رِدائـي ثـمَّ فُـكَّـا iiوثاقيا
ووالله  إنِّـي مـا نَـقَضْتُ iiولائِيا
و رُشَّا على الأغصانِ ورْدَ اشْتِياقيا
خـبـيـرٌ  بأدوائي ويَعِرفُ iiدائيا
وخُـصَّا بنصِّ القولِ بعضَ iiعنائيا
ولا تـحسِبَا - لطفاً- عليَّ iiالثوانيا
عَـليهم..  ووعْداً أنْ يظَلُّوا iiغَواليا
ولـولا  ظـروفي مَا أطَلتُ غِيابيا
عـن  الـبلدةِ الأولى سيَرْجِعُ ثَانِيا
وتَـهْـمِي عيونُ السَّاقطاتِ iiبَواكيا
ولـيـسَ  دواءُ الـبُعدِ إلا iiالتَّدانيا
لـعـادَتْ  إلـينا الغَابراتُ iiعَواليا