ريح الهوى
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
ريـحُ الـهـوى مُتقلِبَهْ
تـنْـسَـابُ بين خَمائلي
غـدقـا تـسحّ بنبضِها
وتـتـيـهُ خـيطَ أناقةٍ
ويـجيءُ من وادي الشّذا
ذابَـتْ بـه أنـفـاسُنا
سـكـرَتْ بـه أرواحُنا
وتـوهَّـجَتْ بشعُورِها
يـفـتضُّ كنزَ جوارحي
يـسـقـيكَ أنواعَ المُدامِ
نـامـي على جسدي أنا
اللهَ يــا ذاتَ الـدّلالِ
وأنـا آحـتراقٌ صَارخٌ
طـفـلٌ فَـمي فترفّقي
وأنـا جـراحُ الأمنياتِ
أهْواكِ يا .. حّدَّ الجنونِ
كُـونـي جنوناً فالجنونُ
يـا حُـلوتي لا تَهْربي
وتـوسَّـدي زندي على
وَهِـبـي لقلبي ما يُريدُ
وبـمـا لهُ نفسي ترومُ
أنـا طفلُ ليلِكِ أرضعي
وتـجـرَّدي وَتـفـتَّقي
نـهْـداكِ كـنـزا لـذّةٍ
سـاقـاكِ انـهارُ الثلوجِ
هـي لـحْـظةٌ نَحْيا بها
وَيـلفُّنا الصَّمتُ الرَّهيبُ
وَنَذوبُ في عُمْقِ آشتهَاءِ
وَتـجيشُ دقّاتُ القلوبِ
أنا يا صديقةُ لوْنُ جُرْحٍ
وَأَدُوا لــهُ أحْـلامَـهُ
هُـمْ صـادرُوا آمـالَهُ
كُـونـي أبّـرَّ رَحـيمَةٍ
ستظلُّ روحُكِ في خَفايا
أنـا يـا صديقةُ مُتعَبٌ
لـنْ تنْدمي في صُحْبتي
فـهَـوَاكِ أنْـجَعُ بَلسَمٍ
غـنِّ إلـيَّ أنـا اللهيفُ
غـنِّ أغـاريـدَ الهَوى
فُرِّي إلى قفَصي وَكُوني
فإلى مَ أنتِ عنِ اقتناصِ
سَـرَقَتْ لنا أحْلى المُنى
يـا فـتـنـةً فـتّـانَةً
وبنا آعْتلتْ دَسْتَ الجَمَالِ
فـإلـى مَتى يا حُلوتي
وَعليكِ أسرارُ الحُروفِ
فُـكّـي إزارَكِ واكْشًفِي
قـلـبـي بـه مُتَواصِلٌ
مُـتَـلَـهِّـفٌ مُـتَنَطرٌُ
مـا رُمْـتُ غيرَكِ فتنةً
أنـا بانتظارِكِ فاكسَريبـنـدى الصّباحِ مُطيَّبَهْ
عَـطْشى الرؤى مُتسرِّبَهْ
لـعـنـاقِـهِ مـتـوثِّبَهْ
بـين العروقِ المُوصَبَهْ
لـقـلـوبِـنا ما أعذبَهْ
وتـعـانَـقَـتْ مُتَهَيِّبَهْ
وغـدَتْ لـه مُـتـرَقِّبَهْ
وتـفَـنَّـنـتْ مُتَكسَِّبَهْ
شِـعْـراً ونـاراً مُلْهِبَهْ
بـكـأسِـهِ الـمُتطرِّبَهْ
فـأنـا نـزيفُ الموْهِبَهْ
بـكِ الـضلوعُ مُرحِّبَهْ
زادَ الـبـعَـادُ تـلهُّبَهْ
لا تـحْـرميهِ مَنَ آلهِبَهْ
الـغـاربـاتِ الـمُتْعَبَهْ
بـي الـجُـروحُ مُعَذِّبَهْ
طـبـيـعـتي لنْ أكْذبَهْ
كُـونـي لثغْري مَشْرَبَهْ
عُـشْبِ الليالي المُخْصِبَهْ
ولا تـردّي مَـطْـلَـبَهْ
وتـشـتـهي أنْ أكْسِبَهْ
ثـغْري وروحي المُسْغَبَهْ
فـلَـكِ السَّريرُ مُرَتَّبَهْ
يـتـقـافـزانِ كأرْنَبَهْ
تـنـاسَـقَـتْ مُتجَلبِبَهْ
فـي غـمْـرةٍ مُتصَبِّبَهْ
وَلـهْـفـةٌ مُـتـشعِّبَهْ
الأنـفـسِ الـمُـتلهِّبَهْ
إلـى الـثّواني المُرْعِبَهْ
فـيـهِ كُـونـي كَوْكَبَهْ
وَهـوى الشّبابِ وَمَأْرَبَهْ
وعـلـيه جَارَتْ مَذْئبَهْ
لـو زرْتِ يـوْماً مَلْعَبَهْ
دفـتـري والـمَـكْتبَهْ
بِـمَـواجِـعي المُتَمَخْلِبَهْ
فَـحروفُ شِعْري مُعْجَبَهْ
لِـجـراحيَ المُسْتَغْرَبَهْ
لأنْ أكـونَ بِـمَـقْـرُبَهْ
وَتـرَنّـمـي مُـتَرَهِّبَهْ
جَـنّـتـي الـمُسْتَعْذَبَهْ
الـوَقْتِ روحُكِ مُضْرِبَهْ
هـذي الدُّمَى المُتنَصِّبَهْ
نَـالـتْ لأعْـلى مَرْتبَهْ
بِـهـا الأزَاهِـرُ مُطْنِبَهْ
تـبـقـيّنَ أنْتِ مُنَقـَّبَهْ
الـنَّـازفـاتِ مُـنَقـِّبَهْ
عَـمّـا إزَارَكِ غَـيَّـبَهْ
خَـفـقـانُه ما آسْتَوْعَبَهْ
فـمتى تَجيءُ بِكوْكَبَهْ ؟
فـي روحِـها المُتَحَجِّبَهْ
سُـورَ الـدُّنـا المُتَقَلِّبَهْ