رمضان
قنديلُ المسرَّاتِ الكبير
محمد عبد الرحمن باجرش
[email protected]
مَـسَـحَ بِـبـرْدِ رجاءهِ
وتـواتـرت نـفـحـاتُهُ
وتـنـاثـرت مـن نورِهِ
رمـضـانُ روحُ الـدهرِ
أجـرى رحـيـقَِ الـودِّ
رُحْـمـاكَ فـاطرَ قدسِهِ
تـجـلـو سـخـام فؤاده
وتُـجـمِّع الروحَ الشتاتَ
لـولا نـسـائـمُ أنـسك
مـا قـامَ مـحرابُ الرجا
فـحِـمـاكَ لا يـرقى لَهُ
صـنْ يـا عُـبـيدَ الحقِّ
و أحـفـظ عليك سراجَهُ
واغـدو بـأفـراحِ الحدا
واصـدحْ بـألحان الصفا
جـالـتْ بـأرجـا مُلْكِهِ
لـتَـهـيـمََ تـسبيحاً له
لا تـسـمـعـنَّ لـناعقٍ
كـمْ كـان مِـنْـه تأَوُّهاً
لا تـحْـسَـبـنَّ جِـمارَهُ
أقــدارُه تـجـري بـه
لا تـحسبنَّ مصارعَ الأش
أو قـطراتٍ من دما الشُّ
يـجـري الجمالُ بواديٍ
سـبـحان من فطرَ الحياةَ
فـتـتـابـعـتْ أنْفاسُهُ
و وصــالُـهُ وبِـعـادُهُ
وتـرقـرقـتْ حـسراتُهُ
لِـيَـرُفَّ مِـلأ إهَـابِـهِ
ويـنـام مـلأ جـفـونِهِ
دُمْ يـا ربـيـعَ الـدهر
وانـفـض غُـبار شقائِنا
وافـتـح لنا الروضاتِ و
كـيـمـا يفيضَ عطائُناالـعبراتِ من قلبٍ كسيرْ
تـمـلا فـضاءاتِ العبير
الأقـمـارُ بـالليل الأثير
قـنـديلُ المسراتِ الكبير
أنـهاراً من الحب النَمير
هـلاّ رحـمته من كسير
وتـبـددُ الـحزن المرير
وتـلـملم الجَسََد الضرير
الأخَّـاذِ بـالـربْعِ الأخيرْ
أو صـامَ إيـمانُ الهجيرْ
عـبـدٌ لـرُحـمَاكَ فقيرْ
دربك حتى لو طَال المَسيرْ
فـي ذلـك الليل المطيرْ
لـمراتع ِ القرب النضيرْ
مـن بينِ أصداءِ الصفيرْ
الـرحماتُ من ربٍ تجيرْ
الآلاءُ بـالـحـمدِ الكثير
ردَّدَ أصـواتِ الـحـميرْ
مـن لَذْعِ جَمْراتِ الضَميرْ
الـدُخَـانَ يَصعدُ بالأثير
الأقـلامُ من بين الصريرْ
بـال كـالـبَـهْم الغَريرْ
هـداءِ مـن ثَـغْـرٍ مثيرْ
و بـواديٍ صوتُ الخريرْ
وأرشَـدَ الـطـينَ الحقيرْ
شـوقـاً يـكرِّرْه الزَفيرْ
ذابـا لـيـتـحد المصيرْ
تـبـكي على البدرِ المُنير
حـمْـداً بـه القلب يطيرْ
مـا بـيـن أترابٍ قريرْ
آبـاداً بـنـفحاتٍ القديرْ
فـي أمـد البؤس القصيرْ
الـجـناتِ يا نعم السفيرْ
فـي الله شـلالاً غَـزِير