بِعْتُ عَقْلي

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

أرْسَـلْـتُ  عَـقْلي لِلمَزَادِ iiأَبِيعُهُ
فَـأتَى  الزَبائِنُ كَي يُسَوِّمُوا ما بِهِ
فَـأَجَـبْـتُهم إنَّ "التَمَوُّضَ" iiشَائِعٌ
أرْخَـصْـتُ عَقْلي كَالأثَاثِ أَبيعهُ
أبْـدُو  غَـريْـباً في حَياةٍ iiمَلؤُهَا
نَـحْـوَ المَلاعِبِ لا أرَاني iiألْهَثُ
أو  لِـلـتَحَزُّبِ ما بها من iiَشَدَّني
لا مَـيل عِنْدي كَي أُمَاري iiمؤمَّرا
مُـتَـخـلِّـفـاً أبْدو بِعَصْرٍ فَاتِنٍ
لَـعِـبُ القِمَارِ مَدى الحَياةِ iiمُحَرِّمُ
وَأرى  الـجَـهَـالَةَ سَيِّداً تَتَحَكّمُ
مَنْ  يَشْتَري عَقْلاً يُمَحِّصُ مَا iiبنا
مَـا  وَافَـقَ الـقُرْآنَ يَؤخَذُ iiمابِهِ
عَـقْـلٌ يُـحَلِلُ ما بِنا iiالمُسْتَورَدُ
مـا  كُنْتُ أَحْسَبُ أنَّ لَيْثاً iiمُخْلِصاً
يَـلْـهـو  وَيَـلْعَبُ هَائِماً وَمُقَلِّداً
كَـي  يَعْشَقَ الكَأسَ الدِهاقة iiدَائِماً
قَـدْ بِـعْتُ عَقْلي كَي أَهيمَ iiبِدُوِنِهِ

















وَتَـركْـتُ عَـيْني جَانِباً iiتَتَرقّبُ
عَـجِـبُوا  لِعَقْلٍ في المَزَادِ iiيُقَلَّبُ
وَكَـذا  العُقُولَ تُبَاعُ لا iiتَسْتَغْرِبُوا
حَـتى  "أُمَوِّضَ" كُنْهَهُ أو iiأشْطُبُ
لَـعِـبٌ وفُـسْقٌ وَانحِلالٌ iiيعْذُبُ
أو  لِـلْـكُرَاتِ مُشَجِعَاً من iiيلْعَبُ
أو  لِـلْـنَوادي لا أرَى ما iiيَجْذِبُ
وَأرَى  الـنِفَاقَ سَبيلَ مَنْ iiيَتَقرَّبُ
لـم  تُـعْنني أَشْياؤُهُ , لا iiأرْغَبُ
وَالـسُـكْـرُ أَنْبُذُ, والزِّنا iiأتَجَنَّبُ
بِـمَـصَائر ِ الإنسان, لا iiيُتحَبْبُ
وَيُـحـلِّـلُ الأحْدَاثَ , ثُمَّ يُعَرِّبُ
مـا خَالَفَ الديّنَ الحَنيفَ iiيُشَطِّبُ
لا يُـشْتَرى, لا يُبْتَغى, لا iiيُرْغَبُ
يَـأبَـى الـعَرينَ يَوَدُّ لَوْ يَتَأرْنَبُ
ما في البِلادِ مِنَ القُشُورِ؛ وَيَطْرَبُ
مُـسْـتَـمْتِعَاً في حرمةٍ iiيَسْتَعْذِبُ
وَأُريـحَ نَـفْسي " فالأنا " iiتَتَعذَّبُ