مواسم حزن الغمام
مواسم حزن الغمام
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
على كومةٍ من صخورِ الحنينِ
تذكّر أجدادَهُ الراحلينَ
و هم يعبرونَ
مواسمَ حزنِ الغمامْ
أناخوا جمالا لهم
فوق عشبٍ البوداي
و هامت ترانيمهم
حرةً .. حرةً
عبر ريح الشمالْ
أطلوا كتلويحةٍ
في المراعي
استطابوا رنينَ الأناشيدِ
حين يرددها
عابرٌ غامضٌ
في ضبابِ التلالِْ
أحبوا خطى الأمسيات
و وعدَ الشتاءٍ
و همهمةِ الصيفِ
في عتمةِ البئرِ
و احتشدوا حول شاعرهم
حين أشعلَ أمجادَهم
في الحصى و الرمالْ
فهل أدركوا
أن ميقاتَ أمطارهم
طارئٌ كالظلالِ
و أن النجومَ التي وعدتهم
بأن تحجبَ السرَ عن غيرهم
مَنحَت سرها
من أتي بقرابينَ
من عملٍ صالحٍ
أو غلالْ
أكانت هي الريحُ
ما جرفَ الغيمَ و المجدَ
و الحزنَ فوق رؤوسِ الرجالْ؟
أكانت هي الريحُ
أم تلك كانت خيولُ القدرْ
تغادرُ أبراجَها في الخيالِ
لتهوي على شجرٍ أخضرٍ
أو حجرْ
لوقعٍ حوافرها
ضجةٌ في الرعودِ
و هاماتُها
في بروقِ المطرْ